الشيخ الداعية الدكتور محمد صالح مصطفى كابوري

الشيخ الداعية الدكتور محمد صالح  مصطفى كابوري : 

رئيس الحزب الإسلامي الكردستاني

(1937- 2017م )

clip_image001_be78e.jpg

تمهيد :

أسس الشيخ الداعية د. محمد صالح  مصطفى كابوري ( الحزب الإسلامي الكردستاني ) وهو : (حزب سياسي إسلامي يهدف إلى تكوين دولة إسلامية في منطقة كردستان، ورفع الظلم والتمزق الواقع على الأكراد خاصة ومحاربة المخططات الاستعمارية تجاههم.

نظرة جغرافية وتاريخية:

• تقع كردستان (أرض الأكراد) في كل من تركيا وإيران والعراق وسورية والاتحاد السوفيتي السابق. وتبلغ مساحتها نصف مليون كيلومتر مربع تقريباً. وعدد سكانها 40 مليون نسمة يدين أكثرهم بالإسلام ـ وهم سنَّة ـ وتوجد أقليات كردية في كل من باكستان وأفغانستان والسودان.

• تمتاز كردستان بثروتها النفطية والمعدينة والحيوانية والمائية، إذ يمر فيها أنهار دجلة والفرات وآراس والخابور.

• يتكلم الأكراد اللغة الكردية التي تنتمي إلى مجموعة اللغات الإيرانية، التي تمثل فرعاً من أسرة اللغات الهندية وأوربية التي تضم: الكردية والفارسية والبشتو والطاجيكية. وتكتب اللغة الكردية في إيران والعراق بالحرف العربي، وفي تركيا وسورية بالحرف اللاتيني، وفي الدولة التي تسلل إليها الاتحاد السوفيتي بالحرف الروسي.

• تعدّ كردستان مهد البشرية (في الجودي، بعد الطوفان) وفي القرن السادس قبل الميلاد سقطت مملكة ميديا الكردية على أيدي الفرس الأحمينيين.

• وفي عام 18 من الهجرة النبوية دخل الإسلام إلى كردستان على يد عياض بن غنم ـ رضي الله عنه ـ واستمر الأكراد منذ ذلك التاريخ حماة الإسلام وحملته، فكان منهم (صلاح الدين الأيوبي) هازم الصليبيين .ومنهم العلماء، والمصلحون، أمثال: ابن تيمية، وابن حجر، وابن الصلاح، ... وغيرهم كثير.

• قسمت كردستان بعد الحرب العالمية الأولى ووزعت على العراق وسورية وتركيا وإيران وروسيا.

• اتبعت الدول المذكورة فيهم سياسة التتريك والتغريب والتفريس مع محاولة القضاء على إسلامهم وشجاعتهم، بإثارة النزعات القبلية ونشر الأفكار الماركسية والعلمانية فيهم.. ولم يخضع الأكراد لهم فقامت ثورات لم تنطفئ شعلتها حتى يومنا هذا وأهم هذه الثورات:

ـ في تركيا:

1 ـ ثورة الشيخ سعيد بيران سنة 1925م.

2 ـ ثورة الجنرال إحسان نوري باشا سنة 1927 ـ 1930م.

3 ـ ثورة وبرسم سنة 1937م.

ـ وفي إيران :

ـ ثورة قاضي محمد وجمهورية مهاباد الكردية سنة 1945م.

ـ وفي العراق :

1 ـ ثورة الشيخ محمود الحفيد سنة 1920 ـ 1930م.

2 ـ ثورة الشيخ أحمد البرزاني سنة 1931م.

3 ـ ثورة الملا مصطفى البرزاني سنة 1935 و 1943م.

وانتهت ثورة البرزانيين سنة 1975م بعد اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

اجتمع بعض الإسلاميين الأكراد، في موسم الحج بتاريخ 11/12/1400هـ في مكة المكرمة، وتباحثوا في قضية شعبهم الكردي المسلم، وما أصابهم من تمزق ودمار وهلاك على يد السلطات في البلاد الموزعين فيها.. ومحاولة القضاء عليهم بكافة السبل وبمختلف الحجج الواهية.

وتبع ذلك قيام حركات وطنية وقومية غلب على كثير منها طابع العلمانية الاشتراكية، فكانت في حال عداء للإسلام. وقد أدى هذا إلى تشويه سمعة الأكراد في النصف الثاني من هذا القرن، من خلال ما كانت تطرحه الأحزاب (*) من إلحاد (*) ومخالفات للدين (*) واستخفاف به أو إهمال له. وكان من المحزن أن يضطر كثير من المتدينين إلى الالتحاق بتلك الأحزاب بسبب عدم وجود البديل الإسلامي الكردي.

وقد وجد المجتمعون الحاجة ماسة إلى إقامة حزب (*) إسلامي في كردستان يشعر بآلام الشعب الكردي المسلم، ويحل عقده ويحمل عنه بعض همومه ومشاكله، ويطلق طاقاته نحو بناء الدولة المسلمة التي تحمل شعار الإسلام ديناً ودولة، وتطبق الإسلام في جميع مجالات الحياة.. وقرر المجتمعون تأسيس هذا الحزب الذي أطلقوا عليه "بارتيا إسلامياً كردستاني" (الحزب الإسلامي الكردستاني).

وعقب هذا الاجتماع عقد أربع مؤتمرات عامة للحزب خارج كردستان، وفي المؤتمر الأخير منها قررت المبادئ الأساسية لفكر الحزب وحركته، كما تقرَّر النظام الداخلي، الذي اعتمد فتح مكاتب للحزب في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وتم إصدار مجلة جودي الناطقة باسم الحزب باللغات العربية والتركية والكردية. و"جودي هو الجبل الذي رست عليه سفينة نوح ـ عليه السلام ـ وموطنه كردستان، وهو يعد مهد البشرية الثاني بعد الطوفان حيث انطلقت البشرية من سفوحه لتعمر شتى بقاع الأرض.

• ومن أبرز شخصيات الحزب، كما وردت في كتب صدرت عن القضية الكردية عربية وأجنبية، هي:

ـ الدكتور مظفر من العراق.

ـ الدكتور صالح كابوري من سوريا.

ـ أسروان من الولايات المتحدة الأمريكية.

ـ م. الكردي من السودان.

ـ م. كزب شوتي من تركيا.

الأفكار والمعتقدات:

• الشعب الكردي المسلم جزء من الأمة الإسلامية الواحدة، وكردستان المسلمة جزء من دار الإسلام الكبرى، وهي وطن الشعب الكردي تاريخيًّا وجغرافياً، وتشمل تلك الأرض التي يكوِّن الكرد غالبية سكانها.

• الشعب بيده السلطات: الاجتهادية والتنفيذية والقضائية. ومصدر التشريع كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينوب عن الشعب في حمل سلطاته مجلس الشورى المنتخب من قبل الشعب.

• الكليات التي تراها السلطات للمجتمع حفظاً وتكميلاً وتحسيناً هي: الدين (*) والعقل (*) والعرض والنفس والمال. والخصوصيات التي ترعاها للأفراد كل الحاجات المادية وبناء العلاقات بين أفراد المجتمع على الأخلاق الإسلامية الصحيحة.

• الدعوة لنشر الإسلام لا تكون إلا بإقناع العقول وتأليف القلوب ولا إكراه في الدين، أما الجهاد (*) فهو القتال في سبيل الله لدفع الظالمين المتكبرين، والدفاع عن المظلومين المستضعفين مسلمين كانوا أو غير مسلمين.

( فالحزب يرى أن الجهاد للدفاع فقط، وهذا غير صحيح ؛ بل الجهاد شُرع لنشر الإسلام وإزالة المعوقات التي تحول بينه وبين الناس، ثم لا إكراه في الدين ) .

• العلم حق عام، والعلم بأصول الدين فرض عين على المسلمين.

• الحرية  حق عام. وهي مصونة في التفكير والتعبير والمعتقد، والتأليف والنشر وتأليف التجمعات النقابية والنسائية ما لم يتعارض شيء من ذلك مع الإسلام.

• المرأة مثل الرجل تتساوى معه في الحقوق والواجبات وفي بناء المجتمع وتوجيهه. والتمييز القائم بينهما مفروض شرعاً بسبب التكوين الخلقي والوظيفة الاجتماعية.

( والصواب أن الإسلام لم يأت بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة ؛ بل لكل واحد طبيعته وما يصلح له، فالإسلام دين العدل لا دين المساواة ؛ لأن مساواة المختلفين مما يُذم، ولا يُمدح ) .

• الأسرة الصالحة هي اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع السليم. وينبغي دعم الأسرة وتقوية الروابط بين أفرادها والتشجيع على النسل والزواج بتيسير أسبابه وتوفير مطالبه.

• المسألة الاقتصادية تحل وفق تعاليم الإسلام.

الجذور الفكرية والعقائدية:

• يرجح الحزب الإسلامي الكردستاني في أصوله الفكرية والعقائدية إلى الإسلام السني بوجه عام.

• أما أصوله الحركية والدعوية، فترجع إلى حركة الإخوان المسلمين. .

• وفي الفقه يتبع الحزب فقه الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ، الذي هو مذهب عامة الأكراد تقريباً.

• والحزب الإسلامي الكردستاني ليس حزباً قوميًّا كما يوحي اسمه وإن كان هدفهم هو إنشاء دولة إسلامية كردية في منطقة كردستان، تحكِّم الإسلام في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

أماكن الانتشار:

ينتشر الحزب الإسلامي الكردستاني في جميع مناطق كردستان في كل من تركيا، والعراق، وسوريا، وإيران.

يتضح مما سبق:

أن الحزب الإسلامي الكردستاني يدين بعقيدة سنية في مجملها، ويظهر هذا في مبادئ الحزب ونظامه الداخلي وتصريحات زعمائه في جميع المؤتمرات التي عقدها. وهو يهدف إلى إقامة دولةٍ إسلامية للجمع بين المسلمين في كردستان، ورفع الظلم عنهم، ومحاربة المخططات الاستعمارية تجاههم، والحزب جزء من الحركة الإسلامية العالمية التي تهدف إلى تحكيم شرع الله في شتى مجالات الحياة.

الشيخ الداعية البروفيسور محمد صالح مصطفى كابوري :

كتب الشيخ الداعية مجد مكي معرّفاً بالشيخ الراحل محمد صالح مصطفى كابوري يقول :

(( توفي منذ ثلاثة أيام العالم الكردي محمد صالح  مصطفى كابوري عن عمر يناهز الثمانين عاماً....

اسمه ومولده ونشأته ودراسته:

هو الشيخ الداعية البرفيسور محمد صالح بن ملا علي خان بن مصطفى بن نوروز بن محمود كابوري الذي ولد في قرية جولي CHULE التابعة لعاموده AMUDE  عام 1937م، ونشأ، وترعرع في كنف والده، وكان من أهل العلم فتلقى على يديه القرآن والعلوم الشرعية .

دراسته ومراحل تعليمه :

 درس محمد صالح مصطفى كابوري المرحلة الابتدائية في بلدته، ثم تابع دراسة المرحلة الإعدادية، والثانوية، والجامعية في مدينة دمشق .

 ثم حصل على الليسانس في الشريعة من كلية الشريعة في دمشق ، ونهل العلم على أيدي علمائها من أمثال : د. محمد فوزي فيض الله، ود. فتحي الدريني، ود. وهبة الزحيلي ..وغيرهم .

ثم توجه إلى مصر للدراسة في جامعة الأزهر فحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في التفسير.

وفي عام 1967م هاجر من سوريا إلى السعودية حيثُ عُيّن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مدرساً بالمعاهد العلمية، ثم تدرج بالكليات الجامعية ، فحصل على الترقيات العلمية فمن درجة أستاذ مساعد ، إلى درجة أستاذ مشارك،  ثم أستاذ بكلية أصول الدين والشريعة والدراسات العليا ..وقدم الأبحاث العلمية الرصينة اللازمة لهذه الترقيات ..

 وبعد حصوله على درجة (البروفيسور) أشرف على عدة رسائل في القرآن وعلومه في جامعات السعودية..

وفي عام 1995م هاجر إلى ألمانيا لاجئاً.. ينتظر رحلة العودة إلى كردستان الإسلامية المحررة الموحدة.

تأسيسه المجمع العلمي الإسلامي :

والدكتور محمد صالح كابوري هو قيادي كردي إسلامي معروف عند الشعب الكردي.

ويعدُّ من الساعين للتجديد في العلوم الإسلامية من خلال تأسيس المجمع العلمي الإسلامي الذي هو جمعية من العلماء المتخصصين الموثوقين للقيام بتحديد الإسلام وتحريره وتجديده، ويسعى لجمع المسلمين في إطار علمي مشترك، ويعتمد على أصلين هما : علم الشريعة المنقولة، وعلم الفطرة المعقول؛ المتعلق بسنن الكون الحسية والنفسية.

تأسيسه الحزب الإسلامي الكردستاني:

كان الشيخ محمد صالح كابوري من الناشطين الساعين في حقوق الكرد ضمن الرؤية الإسلامية، وأصَّل له تأصيلات شرعية، وأسس حزبًا كردياً إسلامياً هو        ( الحزب الإسلامي الكردستاني) الذي سبق وأن عرّفنا به في مقدمة هذه الترجمة، وقد اشترك معه بعض العلماء من الكرد في تأسيسه، وهو فرع من جماعة الإخوان المسلمين ، وأصدر مجلة له سمّاها ( جودي).

يقول عن تأسيسه لهذا الحزب : " أما عن علاقتي بالحزب الإسلامي الكردستاني فإني أحمد الله لأني أعدٌّ المؤسس له، وذلك قبل عقدين وبالتحديد يوم 11/12/1400هـ الموافق ليوم 21/10/1980م هذا بالنسبة للزمان, أما المكان فهو مسجد الخيف في منى.. وفي هذا المكان والزمان الطاهرين المباركين من أيام ومناسك الحج كتبتُ ست نقاط كإعلان عن ميلاد الحزب الإسلامي الكردستاني، ووقعتُ عليها, وشهد عليها ستة أشخاص من الأكراد ووقعوا عليها أيضًا. وهذا اليوم كان مولدًا وتأسيسًا للحزب الإسلامي الكردستاني، واستمرت مرحلة التأسيس والدعوة بين الأكراد، وعرض مبادئ الحزب على الإسلاميين وغيرهم حتى إن مادة حقوق الأقليات القومية كان وراء إضافتها شخصية علمية كردية غير إسلامية، مع أخذ رأي الإسلاميين من مختلف الاتجاهات حتى استقرت على اثنتين وعشرين مادة أقرت في المؤتمر الرابع للحزب، وقد انتخبتُ أول أمين عام للحزب، وأعيد انتخابي فيما بعد في الفترة الثانية، ثم انتخب من بعدي (ابن الجوزي)، وخلّفه الدكتور مظفر، ثم انتخب الشيخ عمر غريب، ثم أعيد انتخابي لمرحة ثالثة، وفي أواخر المدة تنازلت لنائبي بسبب مرضي وعجزي عن حلّ مشكلة أهل الجهل والغرور، وكنت أمام أحد خيارين:

-إما أن استجيب لهم كما طلبوا، فألوح لهم بيدي موافقة لهم على أعماله، وإمّا أن أنُكِرَ عليهم خوفًا من الله، وحياءً من الناس، وهو ما فعلته، والحمد لله على الدوام.

وخلال العقدين الماضيين من عمر الحزب خرج، ودخل كثيرون بين مؤيد أو معارض وعدوّ، أو صاحب وهذا من سنة الحياة شأن كلّ الدعوات الإصلاحية ..اهـ

أخلاقه وصفاته :

كان الشيخ هادئًا، صبورًا، زاهدًا في الحياة، كريم اليد، يحب قومه، ويخدمهم بكل ما يستطيع.

قال تلميذه الأخ حسين عبد الهادي آل بكر:

" كنت تطرح أفكارك بكل شفافية لأجل الدعوة وحل مشكلات أمتك وشعبك.

كنت مثالاً للداعية وقدوة على الطريق تقول، وتعمل تجاهد بعلمك ووقتك ومالك لم تهتم بالدنيا كما أهتم بها غيرك لم تكن من النوعية التي تعرف استغلال الظروف والتسلق لتحقيق مغانم ومصالح

كنتَ صادقاً مع أفكارك وقضية شعبك بذلت كل جهدك للدفاع عن المظلومين حتى آخر رمق في حياتك.

عشتَ لدعوتك وبذات لها جهدك ووقتك ومالك ولم تترك شيئا في البنوك كنت الكريم الذي يعطي ولا يأخذ مضيافا متواضعا

كلّ همك إرشاد الآخرين إلى الطريق السليم .

عشت داعية كريماً متواضعاً تعطي، ولا تأخذ، قدوة للعلماء العاملين كالإمام سعيد النورسي الذي خدم الدعوة، ولم يعشْ على حسابها، ولم يرتزق باسمها، ولم يركب قطارَ الدعوة بحسب المناسبات .

وما أكثر الأدعياء الذين يركبون قطار الدعوة، وهم لم يبذلوا من قبل ومن بعد أيّ جهد أو طرح غيرَ ركوب الموجة فإذا انتهت قعد مع القاعدين".

مؤلفاته :

وللدكتور محمد صالح مصطفى كتبٌ محرّرة موثّقة ذات فائدة كبيرة، وترتيب حسن، أكثرها في التفسير وعلوم القرآن، منها:

١-تفسير سورة فصلت - دار النفائس بدمشق – ط1 بتاريخ  (١٤٠٩) ، ويقع الكتاب في (٤٠٠ص) . وكسلسلة كتب مفاهيم، وسلسلة خواطر، وكتاب عن اسماء الله الحسنى. بعضها ترجم لأكثر من لغة

٢-تفسير سورة الرعد-  طبع في دار القلم بدمشق عام (١٤٠٨) ويقع في (٤٠٠ص).

٣-النسخ في القرآن -  طبع في  دار القلم بدمشق عام (١٤٠٩)، ويقع في    (٧٥ ص ).

٤-أصول التوحيد في القرآن – طبع في دار القلم بدمشق عام (١٤٠٦) ويقع في (٩٠ص) .

٥-آيات الأحكام في القرآن تأصيل ومفاهيم -  طبع في دار القلم بدمشق عام (١٤٠٦) ، ويقع في (١٠٠ص) :  يؤصل فيه خطوات في دراسة آيات الأحكام

6-أسماء الله في القرآن إحصاء وبيان، يقع في 234 صفحه، يتناول أسماء الله وصفاته مع شرح كل اسم وصفه وتعريفها لغوياً واصطلاحاً وبيان طريقه الدعاء بكل اسم وصفه.

7-وله أيضاً سلسلة كتب مفاهيم.

8-وسلسلة خواطر - بعضها ترجم لأكثر من لغة.

كما أن له مقالات ومحاضرات ومداخلات وبحوث في مؤتمرات لم تجمع بعد .

وفاته :

بقي الشيخ أواخر عمره عاجزًا عن الحركة سنوات حتى توفاه الله، في مكة المكرمة. حيث أقام بها منذ عدة سنوات.

وكانت وفاته في يوم الأربعاء 29 من ذي الحجة 1438 هـ/ الموافق 20 أيلول عام 2017م - رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .

وقد نعاه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين :

تلقينا بقلوب مفعمة بقضاء الله وقدره، نبأ وفاة فضيلة الشيخ الدكتور محمد صالح مصطفى كابوري رحمه الله تعالى أمس الأربعاء عن عمر ناهز 79 عاماً، بعد صراع مع المرض قضاها في العلم وتفسير القرآن الكريم وتدريسه، حيث عمل فضيلته أستاذاً للتفسير في كلية أصول الدين في جامعة الإمام في الرياض، وهو من أحد علماء الأكراد في سوريا، ويعتبر من العلماء الذين تتميز أفكارهم بالحداثة.

عمل فضيلته في الكثير من المجالات الأخرى، وكان له الكثير من النشاطات الملموسة على الصعيد الاجتماعي والسياسي، والتقى بكثير من المفكرين والعلماء من الشخصيات الكردية والإسلامية المؤثرة.

وقد فقدتْ الأمّة الإسلامية واحداً من علمائها، نرجو من الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويوسع مثواه، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم إخواننا في سوريا وعموم المسلمين وذويه، وأهله، ومحبيه الصبر والسلوان. إنه نعم المولى ونعم المجيب.

وقال الدكتور أحمد حسن فرحات : رحم الله الفقيد، وغفر له فإنني أعرفه معرفة جيدة حيث كان زميلا لنا في جامعة الامام، وكنا على تواصل وحوار في القضايا العامة وبخاصة في الشأن الكردي الذي كانت له فيه وجهة نظر، وكانت لنا وجهة نظر. واختلاف النظر لا يفسد للود قضية - فرحمه الله رحمة واسعة.

-حوار مع البروفيسور محمد صالح كابوري رئيس الحزب الإسلامي الكردستاني:

أجرى معه الأستاذ الصحفي (حسين أحمد) حواراً جاء فيه :

لقد وقع خطأ في مفهوم الجهاد عندما قالوا : الجهاد هو قتال الكافرين

(( البروفيسور محمد صالح كابوري رئيس الحزب الإسلامي الكردستاني الموقّر ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : في البداية اسمح لي أن أضع بين أياديكم المباركة أربعة أسئلة والتي باتت موضع نقاش وتساؤل من قبل البعض. لذلك أرجو من جنابكم التكرم بالإجابة عليها..... ولكم جزيل الشكر والامتنان .

والأسئلة هي :

1- في السنوات الأخيرة ارتبط الإرهاب الفكري والسياسي والاجتماعي بالإسلام وواجه العالم برمته هذا الإرهاب, وصار المسلمون في أزمة كبيرة تجاه هذا العالم حبذا لو يتفضل د . محمد صالح كابوري بتوضيح هذه المسألة ..؟!

2- لماذا لم يستطع الخطاب الديني المعاصر مواجهة العولمة والدخول إلى ما يسمى بالقرية الكونية الصغيرة .؟!

3- حبذا لو توضح لنا المغزى من الفتاوى التي تصدر من علماء الدين هنا وهناك وتدعو إلى الجهاد..؟؟ وتوضح لنا أيضا مفهوم الجهاد في عصرنا الراهن وهل الجهاد في العراق والافغانستان وبالطريقة التي نشاهدها على الشاشات يوميا هو جهاد إسلامي حقيقي أم ماذا ...؟

4- فضيلة الشيخ : لماذا لم ينظر المسلمون إلى الكرد على إنهم أصحاب حق ولماذا لا تعترف الدول الإسلامية بحقوق الكرد ..؟!

الأجوبة :

أخي الصحفي : حسين أحمد , وفقه الله ورعاه. تحية إليك وإلى عامودا الحبيبة حماها الله .والسلام عليكم وعلينا وعلى عباد الله الصالحين .هذه تحية الإسلام الرسمية لجميع المسلمين على امتداد العالم . ودين المسلمين ظاهره الإسلام بمعنى السلام للعالم , وباطنه الإيمان بمعنى الأمان العالمي فالإسلام رحمة عامة حتى إذا فصل بين اثنين شجرة أو حجرة بادر أحدهما الآخر بالسلام .. هكذا الإسلام كدين وهكذا المسلمون حملة السلام والأمان .. ومعنى الدين هو المعاملة الحسنة للجميع وفى الحديث ( الدين المعاملة ) (والخلق كلهم - بما فيهم الإنسان - عيال الله أقربهم إلى الله أنفعهم لعياله) ، (والله قد كتب الإحسان في كل شيء) .فكيف يتحول هذا الدين إلى إرهاب ؟ وكيف يتحول أتباعه إلى إرهابيين ؟.

نعم يوجد إرهاب إسلامي ويوجد إرهابيون مسلمون قال الله تعالى ( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..) وقال الرسول عليه الصلاة والسلام ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) .

ولكن هذا الإرهاب في الكتاب والسنة موجه إلى الظالمين المعتدين كمعاملة بالمثل ورد للفعل (من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) وليس هذا الإرهاب موجها للآمنين من الناس ولو كانو كافرين . ولقد وقع خطأ في مفهوم الجهاد عندما قالوا : الجهاد هو قتال الكافرين وليس قتال الظالمين المعتدين، وقالوا بوجوب قتل المرتد الذي يبدل دينه .. ولم يقتصرا لأمر على الكافرين المعروفين من اليهود والنصارى وغيرهم بل تعداه إلى الفرق العقدية والمذاهب الفقهية والطرق الصوفية الإسلامية فكفروهم وقتلوهم وذلك بفتوى من علمائهم. ويبنى على هذ ا أن تصدر للإفتاء من ليس بأهل من أشباه العلماء .

ويبنى عليه ان المسلمين غير قادرين على مواجهة الليبرالية في عولمتها الجديدة .

أما عن سؤالك عن الأكراد بالذات ولم ؟ ولم ؟ فالجواب هو : أن الأكراد (لا يحقدون!) و( لا ينتقمون ! ). والعلاج الإسلامي علميا وسياسيا لهذا وذاك مطروح على الساحة الاجتماعية. أما علمياً فعن طريق المجمع العلمي الإسلامي لتحديد الدين وتجريده وتجديده. وأما سياسياً فعن طريق الحزب الإسلامي الكردستاني الداعي إلى حكومة إسلامية ضمن دولة الشعوب الإسلامية في مظلة الأمم المتحدة بدون إرهاب ولا إرهابيين لا من المسلمين ولا ومن غير المسلمين .

لمراجعة البصائر المرفقة . - الجهاد- الردة والحرية الدينية - التكفير-والتهجير - الديمقراطية

أخوكم / محمد صالح كابوري

- ( الجهـاد ) :

الجهـاد هو : قتال الظالمين .. ولأناس آخرين تعريف آخر للجهاد هو أنه: قتال الكافرين.

وقد حاورت كبيراً منهم كان له في المكتبة أكثر من ثمانين عنوانا قال: نقاتل الكافرين قلت: انتصرتم عليهم قال: نجليهم خارج دار الإسلام ونقاتلهم من جديد قلت: وانتصرتم عليهم من جديد قال: نجليهم ونقـاتلهم قلت: لفيتم بهم الأرض بالقتال والجلاء على المحورين و القطبين وانتهيتم من كوكب الأرض هل تعيدون الكرة أو الكرات على كوكب آخر. فسكت الكبير طويلا .

يا سيدي إن القتال دفع للظالم ودفاع عن المظلوم بغض النـظر عن الدين.. فالدين في الـدنيا مبني على قاعـدة الدين المعـاملة. و في الآخرة مبني على الكفر والإيمان فالكافرون في النار والمـؤمنون في الجنـة.. و إلا فكيف تقوم الدعوة إلى الله؟ وما مصير الأب والأم والأخ والأخت والابن والبنت والزوجات اليهوديات أو النصرانيات.. أو .. أو ؟

يا سيدي إن آيات القران إذا رتبت بشكل موضوعي تاريخي ظهرت الحقيقة ﴿أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير﴾ 39/22.

﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله﴾ 9/49 ، وآيات أخرى كثيرة مؤداها ومنتهاها هو كما قرره ابن تيميه قال: " إن الله أمر بقتال الكفار ليس لأنهم كفار ولكنهم اعتدوا فالعدوان لا الكفر هو سبب القتال، والله أمرنا بعدم إكراه أحد على الإسلام ، ﴿لا إكراه في الدين﴾ 257/2وأمرنا بالقتال لرد العدوان فقط ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا﴾ 19/2، ولو كان القتال غايته أن يُسلم الكافر لكان هذا أعظم الإكراه على الدين.

راجع" الجهـاد في سبيل الله " في أصول التوحيد وراجع "الردة والحرية الدينية" في البصائر.

- ( التكفير والتهجير) :

خرج الإسلاميون من سجون الناصريين عام 1965م بعد تعذيب نفسي وجسدي كبير دام طويلاً .. وكان رد فعلهم على الحكومة والمجتمع شديداً، وانقسموا على أنفسهم إلى خمس أو سبع وثلاثين فرقة كل فرقة ترى نفسها وحدها على الحق ! قال قائل منهم أنا أمة واحدة ! وكان مصدرهم فكر سيد قطب في تفسير الظلال الذي تلخص في "معالم في الطريق" ومؤلفات أستاذه أبو الأعلى المودودي الذي تلخص في المصطلحات الأربعة .. يروى عن سيد قطب قوله : لقد حمّلوا أفكاري على حصان أعرج .

وقد كفروا الحكومات بناءً على آيات المائدة في الكفر، والفسق، والظلم، والجاهلية ﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون﴾ 44/5 ﴿فأولئك هم الظالمون﴾ 45/5 ﴿فأولئك هم الفاسقون﴾ 47/5 ﴿أفحكم الجاهلية يبغون﴾ 50/5 .

وكفروا المجتمعات؛ لأنها سكتت والسكوت علامة رضا بالكفر فيحكم بكفره أو يحكم بجهالة حاله ولا يحكم بإسلامه ما لم يعلن براءته ويهاجر من دار الكفر إلى دار الإسلام .

ولقد انتشروا في العالم الإسلامي يفعلون ما فعلوه من قبل عندما خرجوا على علي بن أبي طالب إمامهم وقتلوه فيمن قتلوهم إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز واليوم ننتظر من يقوم بدوره الإصلاحي .

وقد عرّفت بهم منذ البداية، وضمنت ذلك في "مفاهيم" بعنوان "مذهب التبين بين الكفر والإسلام" قلت :

"إن مذهب التبين يعني : التوقف عن الحكم بإسلام الشخص ولو أدى أركان الإسلام لوجوده في مجتمع جاهلي لم يتبرأ منه ."

وناقشت أدلتهم الداعية إلى التبين وقلت لهم : إن التبين ليس للإسلام وإنما هو للكفر الذي تبنى عليه أحكام الردة ، واستشهدت بيوسف الصديق بوزارته أو نيابته لفرعون الكافر في مجتمعه الجاهلي وبقي يوسف على الرغم من وزارته ونيابته صدّيقاً.

- ( الردة والحرية الدينية ) :

﴿...ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ 217/2 .

الردة نوع من أنواع الكفر بالخروج من الإسلام أو الإيمان .

وقد ورد في الآية أن المرتد إن لم يرجع، ويتب حتى مات على كفره فإن عمله الصالح يبطل في الدنيا ، وفي الآخرة يخلد في النار ومفاده أن لا عقوبة عليه في الدنيا .

وفي الحديث أن عقوبة المرتد القتل (من بدّل دينه فاقتلوه) وكذا (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث) وذكر التارك لدينه المفارق للجماعة ، والمرتد وإن كان كافراً فإنه يقتل حداً -إن كان يقتل- والكفر ليس سبباً للقتل فهو كالسارق تقطع يده ، وشارب الخمر والزاني حيث يجلدون ويعزرون ويُقتلون .

ومفهوم الحديث معارض ظاهرا بآيات تقرر الحرية الدينية ، وتمنع الإجبار والإكراه والسيطرة ﴿أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾ 99/10 ﴿وما أنت عليهم بجبار﴾ 45/50 ، ﴿لست عليهم بمسيطر﴾ 22/88 ﴿وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾ 29/18 .

وهذا الذي في القرآن مقرر في فطرة الإنسان حيث يترك العبد مخيراً بين الكفر والإيمان دخولاً وخروجاً كما يشاء .

وكذا مفاد الآية التالية ﴿إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً﴾ 137/4 ، ويستقر الأمر بوفاته على الكفر أو الإيمان ، والحياة الدنيا دار تكليف بهما نقلا وعقلا .

والحديث إذا خالف القرآن -كما قلنا في إباحة الحيوان- فإن الحديث يؤول فيحمل الأمر على الإباحة وغيرها لا على الوجوب وحده ، وذلك حسب القرائن التالية من السنة وقول الصحابي والتابعي :

- لم يصح في السنة تطبيق لظاهر الحديث ، وما روي من قتل المرتد والمرتدة لم يصح سنده ، بل صح في البخاري وغيره أن الرسول عليه الصلاة والسلام ترك الأعرابي المرتد إلى الوثنية كما ترك الكاتب المرتد إلى النصرانية .

- روي أن عمر بن الخطاب رفض طلب أنس بقتل مرتدين واكتفى لهم بالسجن

- روي أن عمر بن عبد العزيز كتب إلي ميمون في مرتدين أن رد عليهم الجزية ودعهم .

وخلاصته أن لا عقوبة على المرتد أو أن عقوبة المرتد تعزيرية تصل إلى حد القتل وذلك حسب الحال .

- (الديمقراطية ) :

الديمقراطية الإنسانية وفي الإسلام الشورى الملزمة تعني حرية الإنسان في تصرفاته الفردية الخاصة وعلاقاته الاجتماعية العامة بما في ذلك اختيار نظام حكمه, وميدان الحرية والاختيار للفرد هو: الأسرة والعشيرة والقوم والحكومة المحلية والدولية.

والديمقراطية أنواع تبعا لخلفياتها الأيديولوجية وعوائدها كثوابت تؤثر على تنويع الديمقراطية وتظهرها بأشكال مختلفة مع بقاء المضمون وهو حرية التصرف والاختيار خارج حدود هذه الثوابت, حتى أنه يتعذر وجود ديمقراطية مطلقة غير مقيد ة بالثوابت, وهي تنسب إلى ثوابتها فيقال -مثلا- ديمقراطية رأسمالية وديمقراطية اشتراكية وديمقراطية إسلامية.

ولقد دار الحديث مع أعداء الديمقراطية في مناسبات على مستويات ظهر فيها كثير من الإسلاميين بالعداء السافر والرفض الكامل بالجملة والتفصيل مع تقرير كفرها وانحلالها وإعلان الحرب عليها وعلى أهلها وما سكتوا بعد, وليسمعوا جوابي:

إن الديمقراطية بلغة العالم هي الشورى بلغة العرب والعالم لا يفهم العربية, والمأمور به مخاطبة الناس بما يفهمون, إذ أن المقصود هو المحتوى والمضمون وليس القوالب والألفاظ, بعد أن تبين ما بين الديمقراطية والشورى من موافقة ومطابقة.

فعلى الحرية والاختيار يقوم نظام الكون بأرضه وسمائه, خلقهما ربهما وما أجبرهما, بل خيرهما فقال لهما: ( إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) أحرارا مختارين غير كارهين ولا مكرهين.. والسبب أو العلة أن الكون كله مكلف في الدنيا ومسئول في الآخرة وشرط صحة التكليف والمسئولية هو وجود الحرية والاختيار عند المكلف.

وحسب مبدأ العدالة وميزان الحق والواجب فإنه يتعين الشرط المذكور وإلا -أي بانتفاء الحرية والاختيار- يقع الظلم المحال على الرب تبارك وتعالى, وفي القرآن حديث طويل عن الحق والواجب والعدالة وأن الرب لا يظلم شيئا ولا أحدا أبدا (لا إكراه في الدين) وليس لأحد حتى الرسول سلطان السيطرة والإجبار (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى) وهذا سبق بيانه في مفهوم الديمقراطية والشورى الملزمة ومفهوم الشورى والحكومة.. (راجع المفاهيم والبيانات) وأقول: إن الديمقراطية الدينية تلتقي مع الديمقراطية الفطرية التي نسميها الإنسانية, فحرية الإنسان في تصرفه واختياره والحفاظ على حقوقه مبدأ إنساني تقره العقول السليمة كما يقره الدين الإسلامي الحنيف, فتلتقي الدائرتان الدينية والإنسانية في العناصر المشتركة وينظم الخلاف ليتمكن أهل الأديان وبخاصة المسلمون من التعايش بأمان وسلام مع الناس, وهذا التعايش المكون من التقاء الدائرة الدينية بالدائرة الإنسانية اتفاقا مع تنظيم الخلاف, ويمكن تسميته بالديمقراطية العرفية, وينبغي توافر المرونة فيها لرسم إطار جامع يضم مختلف الطبقات الاجتماعية الفكرية والوظيفية, وهذا يجعل الأديان ومذاهبها وفرقها وطرقها كما يجعل العلمانيين واتجاهاتهم أسرة واحدة في بيت كبير هو الكرة الأرضية تعيش متآلفة متعاونة في الحياة الدنيوية, دار التعارف والتكليف , وفي الآخرة يكون الحساب والجزاء على الطاعة والمعصية.

إن موقف بعض الإسلاميين من الديمقراطية وضع الإسلام في خندق الدكتاتورية وجرده من حقه وعدالته وشوه صورته ولوث سمعته وترك الباب مفتوحا لنشوء دكتاتوريات فردية وجماعية في الأسرة والعشيرة والقوم وأنظمة الحكم وكذلك الشأن في المذهب والفرقة والطريقة , والأمثلة كثيرة بداية من عهد التابعين من أمثال عبد الملك بن مروان وعامله الحجاج بن يوسف وإلى يومنا تقوم الديكتاتوريات الإسلامية تحت اسم شيخ الطريقة وأمام المذهب أو الفرقة , والحاكم يرفع العلم وسطه (الله) أو (الله أكبر) أو (لا إله إلا الله محمد رسول الله) بحيث أصبح المسلم في حرج أمام العالم في أن يعلن عن اسمه ونسبه وديانته وبلده لأن المسلم لاجئ ذليل خارج وطنه ومستضعف في بلده من قبل علمائه وحكامه.. والله المستعان.

مراجع للتوسع:

1-الحزب الإسلامي الكردستاني - إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي

2-ـ كردستان وطن وشعب بدون دولة: جواد الملا ـ لندن 1985م.

3-ـ مجلة جودي الصادرة في أوروبا باللغتين العربية والتركية منذ عام 1400هـ والناطقة باسم الحزب الإسلامي الكردستاني.

4-ـ مجلات وصحف تركية.

5-ـ نشرات جمعية حقوق الإنسان الكردية ـ في لندن.

6ـ محاضر جلسات المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقد في كولونيا بألمانيا في 21/1/1990م لبحث القضية الكردية.

7ـ محاضر جلسات المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقد في لندن عام 1989م، ومؤتمر بشاور عام 1411هـ.

8ـ نشرة: تعريف عام بالقضية الكردية وهي التي ألقاها الدكتور محمد صالح، أحد مؤسسي الحزب الإسلامي الكردستاني في المؤتمر السنوي الثالث عشر لرابطة الشباب المسلم العربي في 22/12/1990م في الولايات المتحدة الأمريكية.

9-   مراجع أجنبية:

Lothar A. Heinrich Die Kurdische Nationalbewegung in der Turkei. 1989 Hambery.

(وقد ألف هذا الكتاب وقدمهُ لإحدى الجمعيات الاستشراقية).

10- الحوار مع الشيخ أجراه معه الصحفي الأستاذ حسين أحمد بتاريخ 7 / 7 / 2005م، ولم ينشر في حينها لدواعي خاصة .

11- نبذة موجزة عن حياة الشيخ محمد صالح مصطفى كابوري – بقلم الشيخ الداعية مجد مكي حفظه الله – منشورة على صفحته في الفيس بوك .

وسوم: العدد 739