ذكريات من عرفات

الشيخ حسن عبد الحميد

يعقد في أرض عرفة مؤتمر عالمي إسلامي لمدة يوم واحد ، وهو بحقيقة الأمر أعظم مؤتمر للأمة الإسلامية ، جمعتهم كلمة التوحيد رغم ألوانهم وألسنتهم المختلفة كلهم ينادي لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، هذا التجمع الفريد يجب أن يستغل ولا يضيع ، ماأحوجنا للوحدة كي نواجه الأعداء ، وماأتعسنا أن يذهب المسلم إلى الحج ويعود وهمه الهدايا. 

كنت على موعد مع الدكتور العصامي المجاهد عدنان نجار وقد اتخذ له خيمة ميدانية يطيب ويداوي ويعالج ، جئنا للوعد من طريق الهدا ، ودخلنا أرض عرفة وهي رملية وغرّزت السيارة ، تركناها في مكانها ومشينا إلى حيث عرين الدكتور الجراح عدنان ، إلتقينا بأحباب من مدينة الباب ولما علموا قصتنا وكان معهم شاحنات ضخمة ذهبت إحداها وانتشلت سيارتنا وأتت بها سالمة.

 كان معنا الوالد رحمة الله عليه وكان مريضا حملناه إلى مشفى عرفة ويقوم عليه أخصائيون من كل أنحاء العالم ، وكانت سماء عرفات تغطيها طائرات مروحية وفيها مسجد نمرة الذي يؤدي الحجاج فيه صلاة الظهر والعصر جمعا 

في عرفة سقط أحد الحجاج عن جمله  فمات أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يترك في إحرامه ولا يغطى وجهه وأخبر عليه السلام أنه سيحشر يوم القيامة ملبيا صلى الله عليه وسلم  .

رأيت في عرفه أحد أبناء البلد ومعه نسوة تنازلت عن سيارتي وفضلت المشي إلى مزدلفة على القدمين ولم أجد سيارة تقلني حتى انتصف الليل لشدة الزحام

في إحدى الحجات كنت مع صهري الدكتور حمد الصليفيح رحمه الله مرّ علينا الداعية سلمان العودة فك الله أسره وأخذنا إلى مخيمه في عرفة ، خيمة كبيرة مكيفة روادها شباب مسلم طاهر ، ألقيت فيها المحاضرات العلمية وتناولنا الغداء الطيب مع وجوه مضيئة بالعلم والتقى ، صلينا الظهر والعصر في أرض عرفة ، هنا طلبت مني عمتي التادفية الدعاء فاستجبت ، لما بدأنا الدعاء كان النفر قليلا فلما انتهيت من الدعاء نظرت فوجدت جماهير غفيرة تؤمن على الدعاء ، من أراد أن يفهم قوله تعالى ( إنما المؤمنون أخوة ) يدرك ذلك في عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة  .

في عرفة أخذت والدي المريض إلى مشفى تخصصي فيه أمهر الأطباء من جميع الجنسيات فشعرت بسعادة تعدل سعادة العمر كله ، ونداء لبيك اللهم لبيك يملأ أجواء السماء من وجوه بيض وسود ومن الشرق ومن الغرب. 

ياحسرة على الأغنياء الأقوياء يحرمون أنفسهم من سعادة أبدية غامرة ، فالحج المبرور جزاؤه الجنة ، ويغفر الله للحجاح ولمن استغفر له الحاج  .

أجل في كل وقت وآن ، وعند كل أمر سماوي لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لاشريك لك 

في عرفة رأيت العلامة المجاهد الشيخ محمد علي الصابوني يوزع قبل عرفة مظلات للوقاية من الشمس حفظه الله وأطال عمره في الصالحات ، عظيم وعظيم جدا أن يوزع الكشاف الماء المبرد والمظلات مجانا هنا تظهر أثار الأغنياء والأخفياء والأتقياء  .

كذب وخاب وخسر شيخ شبيح في سوريا يقول من فاته الوقوف بعرفة فليقف على قاسيون ، كذبت وكذبت ياشبيح ، قبح الله النقاق ، أنت حجك وطوافك حول كرسي الطغاة 

قل آمين : لابارك الله لك في صحة ولا بدن ، من لم يقف على عرفة في وقته المحدد لا حج له ولو وقف على جبل أحد ، أو على جبل في مكة اسمه جبل عمر ، قاتل الله النفاق والمنافقين ، وألف تفوووو على علماء السلطان ، ماسحي الأحذية للطغاة ، عابدي المصلحة ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار 

أجل أجل تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتفش  .

أيها الناس قولوا عند كل أمر إلهي لبيك اللهم لبيك ، ولاتنسوا الصلاة على من حج اسمها حجة الوداع صلوات الله عليه وسلامه ، ورضي الله عن الصديق قال يوم وفاة عظيمنا محمد صلى الله عليه وسلم ( من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت .

أقول هذا القول واستغفر الله 

فرجك ياقدير

وسوم: العدد 787