بِهَذَا تَكَلَّمَ

إذا تأمل أحدنا كلام من يكلمه لم يجده يخرج عن أن يكون ثلاثة الأنواع الآتية كلها أو بعضها:

1)   كلامًا مُرتَجلًا،

2)   كلامًا منقولًا معنًى،

3)   كلامًا منقولًا لفظًا ومعنًى.

ما النوعان الثاني والثالث إلا تُراثٌ مذخور، يبذله المتكلم لغيره، رسالةً أو شاهدًا أو استطرادًا، ولكنه يؤديه في النوع الثالث على ما ورثه، لا يخرم منه حرفا- ويؤديه في النوع الثاني على ما فهمه، لا يحرص على لفظه. أما النوع الأول فغير ذلك من كلام المتكلم نفسه، في شؤونه الخاصة والشؤون العامة.

ومحمد بن عبد الله رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- رجل مثلنا -وإن فضله الله علينا!- لا يخرج عن تلك الأنواع الثلاثة كلامُه الذي سمعه منه أصحابُه منذ ثمانية وخمسين وأربعمئة وألف عام هجري تقريبا، ثم سمعه من أصحابه أتباعُهم، ثم سمعه من أتباعهم أتباعُهم -وهكذا دواليك!- حتى سمعناه نحن الآن بعد تلك المدة كلها، وسيسمعه سلفنا -إن شاء الله!- كما سمعناه.

ربما لم تكن بالرعيل الأول من المسلمين حاجة إلى بيان فرق ما بين هذه الأنواع من كلامه -صلى الله عليه، وسلم!- فأما من بعدهم -ولاسيما غير العرب- فلم يستغنوا عن مثل هذا البيان؛ ومن ثم اشتغلوا بجهتين من الفَرْق:

1)   فرق ما بين النوعين الثالث والثاني (القرآن الكريم، والحديث القدسي)

2)   فرق ما بين النوعين الثاني والأول (الحديث القدسي، والحديث النبوي)

كانت الجهة الثانية أخفى من الأولى عند ابن عاشور -وهو مفسر فقيه معاصر، متوفى عام 1393 (1973)- بقوله: "أما الفرق بين القرآن والحديث القدسي فظاهرٌ مما ذكرناه، وإنما الخفاءُ في الفرق بين أقوال النبي -صلى الله عليه، وسلم!- مما ينسبه إلى الله وبين غيره من كلامه"، [ابن عاشور: 1/374]. وكان قد أشار قبل كلامه هذا إلى أن الجهة الأولى كانت أخفى عند المتكلمين في الحديث القدسي على مدار الزمان من الثانية، خفاءً كان يَعجل بهم دائما إلى الاشتغال بالتفريق بينه وبين القرآن الكريم -[ابن عاشور: 1/369]- وأنهم لو كانوا انطلقوا في تقدير الخفاء من تعريف للحديث القدسي جامع مانع، ما كانت الجهة الأولى لتكون عندهم بهذه المنزلة! ولم يكن ليدعي عليهم ذلك دون أن يكون قد جَهَّزَ للحديث القدسي تعريفا يراه أجمع وأمنع -وإن استفاد فيه من غيره!- بقوله: "الحديث القدسي هو كلام من الله -تعالى!- صادر منه في الدنيا، غير مخاطب به معين، موحى به إلى رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- بألفاظ معينة، غير مقصود بها الإعجاز ولا التعبد بتلاوتها، ليبلغها إلى الناس، مع تفويض التصرف في ألفاظها بما يؤدي المقصود" -[ابن عاشور: 1/372]- ثم يستطرد على طريقة القدماء -وهو أشبه المعاصرين بهم كما قيل فيه- إلى بيان ما فيه من جمع ومنع، بقوله:

"فقولنا: [كلام من الله]، جنس شامل لكل لفظ يتضمن مراد الله؛ فشمل القرآن وما يُحكى من أقوال تصدر من الله زجرا للكفار أو الشياطين. وخرج بقولنا: [صادر في الدنيا]، ما هو إخبار من رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- عن أقوال تصدر من الله يوم القيامة، أو صدرت منه قبل إهباط آدم إلى الأرض، أو إخبار عن أعمال الله دون أقواله، كقوله في حديث البخاري عن أبي هريرة: [تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يُخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته، بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى أهله مع ما نال من أجر وغنيمة]؛ فهذه الرواية ليس فيها حكاية عن قول الله -تعالى!- فلا تُعد حديثا قدسيا. ووقع في رواية النسائي عن النبي -صلى الله عليه، وسلم!- فيما يحكيه عن ربه -عز، وجل!- قال: [أيما عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيل الله ابتغاء مرضاتِي، ضمنتُ له أن أرجعه بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضتُه غفرت له ورحمته]؛ ففي هذه الرواية يكون حديثا قدسيا. وخرج بقولنا: [موحًى به إلى رسوله]، ما يُحكى من أقوال تصدر من الله -تعالى!- خطابًا لغير محمد -صلى الله عليه، وسلم!- كقوله في الحديث: [بينا أيوب -عليه السلام!- يغتسل عريانًا، فخر عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحتثي في ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب، ألَمْ أكن أغنيتُك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك، ولكن لا غنى بي عن بركتك]. وقولنا: [موحى به إلى رسول الله، صلى الله عليه، وسلم]، يشمل أنواعَ الوحي، سواء كان بواسطة جبريل أو بالمنام أو بالإلهام، كما يُؤخذ من عبارة الجويني والطيبي. وأما الذي يُؤخذ من كلام السيد الجرجاني وعلي القاري وكلام أبي البقاء في الكليات عند الكلام عن القرآن، فهو أن الحديثَ القدسي لا يُوحَى به إلى النبي -صلى الله عليه، وسلم!- بواسطة جبريل بل بالإلهام أو المنام. وبقولنا: [غير مقصود بها الإعجاز ولا التعبد بتلاوتها]، خرج القرآن. وقولنا [ليبلغها إلى الناس]، أي أن يقترن الإخبار بذلك الكلام بقرينة تدل على أن المقصود إعلام الناس به -وهذه جهة شبه بين الحديث القدسي وبين القرآن- وخرج بذلك ما يُحكى من أقوال الله -تعالى!- للملائكة أو في أثناء القصص ونحوها، كما في حديث الموطأ: [يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فيجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي]؟ وكما في حديث ابن عباس في صحيح البخاري في قصة سؤال موسى -عليه السلام!- مع الخضر، إذ عاتب الله موسى على قوله: [إني لا أعلم أحدا أعلم مني]، فقال له الله -تعالَى!-: [بلى، عبدنا خضر بمجمع البحرين]، فسأل موسى السبيل إلى لقيه. وقولنا: [مع تفويض التصرف في ألفاظها]، أي التفويضُ إلى النبي -صلى الله عليه، وسلم!- وإلى جبريل -إذ كان هو المبلغ لها- مسوقٌ مساق التقسيم، لأن الأحاديث القدسية يجوز التفويض في عبارتها لجبريل أو للنبي، صلى الله عليه، وسلم"، [ابن عاشور: 1/372- 374].

ومع ذلك احتاج العدوي -وهو مفسر فقيه محدِّث معاصر مولود عام 1374 (1954)- إلى بيان فرق ما بين القرآن الكريم والحديث القدسي، بقوله:

"هذا كتابنا [الصحيح المسند من الأحاديث القدسية]، وهي التي يرويها خير الأنام -عليه السلام!- عن رب البرية، جل، وعلا! وسُمي هذا النوع من الأحاديث بالأحاديث القدسية، نسبة إلى اسم الله -تبارك، وتعالى!- [القدوس]، ومعناه على ما ذكر كثير من المفسرين، الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص. ويفترق الحديث القدسي عن القرآن الكريم من وجوه، منها: (1) أن القرآن الكريم نزل به جبريل -عليه السلام!- على نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله، وسلم!- كما قال -تعالى!-: [نزل به الروح الأمين] -الشعراء: 193- وكما قال -سبحانه!-: [قل نزله روح القدس من ربك بالحق] -النحل: 102- وكما قال -سبحانه!-: [قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله]، البقرة: 97. أما الحديث القدسي فلا يشترط فيه أن يكون الواسطة جبريل -عليه السلام!- فقد تكون الواسطة جبريل -عليه السلام!- أو يكون بالإلهام أو غير ذلك. (2) القرآن الكريم متواتر كله -وذلك من ناحية النقل- بخلاف الحديث القدسي. (3) القرآن لا يتطرق إليه الخطأ، بينما الحديث القدسي قد يتطرق إليه الخطأ من بعض رواته، بل قد يكون الحديث القدسي ضعيفا لضعف بعض رواته. (4) القرآن يتلى في الصلاة، ولا يجوز ذلك في الحديث القدسي. (5) القرآن مقسم إلى سور وآيات وأحزاب وأجزاء، ولا يفعل ذلك في الحديث القدسي. (6) ثواب قراءة القرآن وتلاوته ثابت، وفي ذلك شيء كثير في الكتاب والسنة، بخلاف الحديث القدسي، وإن كان حامل الحديث القدسي لا يخلو من ثواب. (7) القرآن معجزة باقية على مر الدهور والعصور. (8) لا يحرم مس الحديث القدسي للجنب، بخلاف القرآن عند من يرى حرمة مسه. (9) جاحد القرآن يكفر، بخلاف من جحد حديثا قدسيا لخلاف في بعض رواته أو نكارة في لفظه أو غير ذلك. (10) تجوز رواية الحديث القدسي بالمعنى عند من قال بالرواية بالمعنى، ولا تجوز تلاوة القرآن بالمعنى"، [العدوي: 3-5].

ثم احتاج العدوي أيضا إلى بيان فرق ما بين الحديث القدسي والحديث النبوي، بقوله:

"أما الفروق بين الحديث القدسي والحديث النبوي، فأولها: أن الحديث القدسي ينسبه النبي -صلى الله عليه وعلى آله، وسلم!- إلى الرب -تبارك، وتعالى!- بخلاف الحديث النبوي. والثاني: أن الأحاديث القدسية أغلبها يتعلق بموضوعات الخوف والرجاء وكلام الرب -جل، وعلا!- مع مخلوقاته، وقليل منها يتعرض للأحكام كأحكام الصلاة والصيام والحج والجهاد وغير ذلك" [العدوي: 5].

ينبغي التنبيه من كلام العدوي، على أن "القدسي"، نسبة إلى "القدس (الطهر)"، لا إلى "القدوس (الطاهر)"، وأنه إذا كان واردا أن ينزل بالحديث القدسي سيدنا جبريل -عليه السلام!- لم يُعوَّل بينه وبين القرآن الكريم على الفرق (1)، وإذا كان واردا في بعضه أن يتواتر لم يعول على الفرق (2)، ,إذا كان واردا في بعضه ألا يتطرق إليه الخطأ أو الضعف لم يعول على الفرق (3)، وإذا كان واردا ألا يُتلى في الصلاة غير فاتحة الكتاب لم يعول على الفرق (4)، وإذا كان واردا ألا ينظر إلى القرآن الكريم كاملا لم يعول على الفرق (5)، وإذا كان ثواب القراءة عند الحق -سبحانه، وتعالى!- لا يعلمه إلا هو لم يعول على الفرق (6)، وإذا كان جائزا عند بعض الفقهاء ألا يحرم مس الجنب القرآن الكريم لم يعول على الفرق (8)، وإذا كان الحكم بالجحود وعقابه عند ولي الأمر لم يعول على الفرق (9)، وإذا كان واردا في بعض الحديث القدسي ألّا يكون رُوي بالمعنى لم يعول على الفرق (10)، وإذا كان واردا ألا يُذكر سندُه لم يعول بينه وبين الحديث النبوي على الفرق الأول، وإذا كان واردا أن يتحد موضوع الحديثَيْن لم يعول على الفرق الثاني!

وقد اكتفى العدوي في الفرق (7)، بنسبة الإعجاز إلى القرآن الكريم، كما اكتفى ابن عاشور قبله بنسبة عدم الإعجاز إلى الحديث القدسي، وليتهما إذ لم يوازنا بينهما اكتفيا بذكر أن التحدي إنما كان بالقرآن الكريم وحده دون الحديثين القدسي والنبوي، ثم نَبَّها على رجوع الإعجاز إلى ما به تختلف الأنواع الثلاثة! ومن قبلهما اشتغل مصطفى صادق الرافعي في الجزء الثاني من تاريخ آداب العرب بـ"إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"، فتوقعنا أن يوازن بين البيانين، ولكنه اختص كلا منهما بشطر من كتابه -وإن أشار إلى فرق ما بينهما، وسمو القرآني على النبوي- وكأن في الجمع بينهما في كتاب واحد كفاية الموازنة! ثم اشتغل الدكتور عبد الله دراز بالبيان القرآني وحده في كتابه "النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن"، وإن أشار في بعض حواشيه إلى عجز البيان النبوي عن شأو البيان القرآني. وقد احتفى الشيخ محمد أبو زهرة بكتاب الرافعي احتفاء كبيرا في طوايا كتابه "المعجزة الكبرى القرآن الكريم"، ولكنه اشتغل بالبيان القرآني وحده، دون أن يشير إلى منزلة البيان النبوي منه. ولعل كثيرا غير هؤلاء الأعلام الأفذاذ أن يكون جرى مجراهم!

ألا ما أكثر ما اقترحت تلك الموازنة على تلامذتي في رسائلهم للماجستير أو الدكتوراة، فرحمهم زملائي ألّا تفضي بهم إلى شيء! ولعلهم محقون؛ فالموازنة مسلك صعب، يقتضي سالكه أن يؤلف بين أطرافها بتحصيل شروط التوارد التي تُسوّغ له الجمع بينها -وإلا أنكر بعضها بعضا- ثم يردد بينها النظر تحليلا وتركيبا وتقويما، على منهج واحد لا يحيد عنه. ولكن الموازنة وحدها على صعوبتها هي مسلك المنصفين الذين لا يقضون في شيء بشيء حتى يتأملوه بين أقرانه؛ فلعله أن يكون أحق بالحكم منه! ولا بأس عليَّ -وإن لم أجد من فعل- أن أفعل!

أتراني إذا أخليت قلبي وعقلي ولساني، لثلاثة نصوص متواردة (سورة قرآنية، وحديث قدسي، وحديث نبوي) -فلم يكن لي سواها من أنيس ولا جليس- وكررتها حتى حفظتها، ثم كررتها حتى فهمتها، ثُمّتَ كررتها حتى استوعبتها؛ فوقفت على أسرار أصواتها ومقاطعها وصيغ كلمها ومعانيها وتعبيراتها وجملها وفِقَرها وفِكَرها ورسائلها- ثم تحولت عنها إلى ثلاثة غيرها، يجمع بينها ما جمع بينها، من توارد الرسائل والأطوال -ولم أخالف عن ذلك إلا مضطرا- ثمت تحولتُ عن الثلاثتَيْنِ إلى ثلاثةٍ ثالثة فرابعة فخامسة فسادسة فسابعة، إلى ما شاء الله- تسمعتُ أصوات الإسلام الثلاثة المعظَّمة المكرَّمة، قد مال بعضها إلى بعض من حيث خالفه، ومال عنه من حيث آلفه؟

ها أنا ذا أجري في تحصيل شروط التوارد تلك، على البدء من الأحاديث القدسية المعدودات الصريحات الرواية عن رب العالمين -وهذا وصية ابن عاشور فيما سبق- إلى السور القرآنية، ثم الأحاديث النبوية، حريصا على تقارب رسائلها وأطوالها:

  • فأعثر لهذه الأحاديث القدسية السبعة:

1)   "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ"،

2)   "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ"،

3)   "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"،

4)   "مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ"،

5)   "أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي"،

6)   "إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ"،

7)   "أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِي ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ وَإِنْ قَبَضْتُهُ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ وَأَرْحَمَهُ وَأُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ"-

  • على هذه السور القرآنية السبع:

1)   "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى"،

2)   "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"،

3)   "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ"،

4)   "وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ"،

5)   "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ"،

6)   "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"،

7)   "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا"-

  • وهذه الأحاديث النبوية السبعة:

1)   "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَدْلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ"،

2)   "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ"،

3)   "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ"،

4)   "وَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِهُدَاكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ"،

5)   "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ"،

6)   "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ وَالْفَاجِرُ كَالْأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ"،

7)   "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا".

وقد رتبت الأحاديث القدسية والنبوية فيما سبق، على وفق ترتيب السور القرآنية في مصحفها، لما سأجري عليه فيما يأتي من تقديم السور على الأحاديث، خضوعا لمكانها من الإسلام، ودلالة على مكانتها عند المسلمين.

وسوم: العدد 1066