القدس وعكا وحجارة الوادي

إبراهيم جوهر - القدس

هذا يوم عكا .

اليوم الذي بدت حرارة أشعة شمسه حارة منذ بداياتها هو ( يوم عكا ) ؛ فيه ذهبت مجموعة مميزة من أعضاء ( ندوة اليوم السابع ) ، وملتقى ( دواة على السور ) للأدب الشاب إلى مسرح ( اللاز ) في عكا .

لماذا اللاز ؟ سألت إحدى المشاركات . قلت هو شخصية ( الطاهر وطار ) الذي ردد وظل يردد جملته الأثيرة : ( لا يبقى في الوادي إلا الحجارة ) .

حجارة عكا باقية ، كما حجارة القدس . الإنسان يجب أن يبقى أيضا ؛ بروحه وانتمائه ووعيه لتاريخه واعتزازه وكرامته ,,,,

كانت رائحة البحر تشعر بالحنين ، وبشيء من الغموض ...والرطوبة الممزوجة بحرارة لافحة مع عبق التاريخ وألم الواقع .

في عكا تستحضر التاريخ البعيد والقريب ويحضر المبدعون ممن أسسوا لبناء ثقافي باق في الروح . حضر غسان ، وسميرة ، ومازن غطاس . وسجن عكا الشهير .

ألقى الشباب كلمات والشيوخ كلمات ومواقف . قال الجميع أحلاما ، وحملوا البحر رسائل .

السفر إلى عكا كان متعبا ، وكذا العودة . ست ساعات ذهابا وإيابا ، وساعتان هي وقت البرنامج المعد سلفا كانت كافية مع حرارة الجو ورطوبته وبقايا رطوبة البناء العتيق للمسرح أن تثير في النفس حبا من نوع ما لا يدريه إلا من عاش التجربة ، أو هو قادر على تخيلها .

اللقاء بالكتاب والكاتبات والناس ينعش الروح ويبقي على جذوة الأمل . اليوم التقى رفقاء المعتقل قبل أربعين عاما بعد فرقة طويلة ( محمود شقير وجميل السلحوت ومحمد الصدّيق ) ، والتقى الإنسان بالإنسان في إطار من النقاء الصادق .

تذكرة ذهاب إلى عكا . تذكرة عودة من عكا إلى القدس ... الكلمات تخفف ألم الروح إلى حين . الكلمات تنتظر ما وراءها . البحر ينتظر آتيا لا يأتي ....

أربعون عاما على غياب غسان . خمسة وأربعون على غياب سميرة .

أعوام طويلة من الانتظار ...هل من ضوء في نهاية النفق ؟؟

حقا ؛ لا يبقى في الوادي إلا الحجارة .