فأنحني خجلاً..

عهد هيثم عقيل

الأمان والعافية كلمتان بل نعمتان لا تجد لذة إحداها إلا بالأخرى

بل أجدهما عكس الحرب أيضأ!

فعند الأمان، لا يوجد ما يعكر صفو الحياة من براكين وزلازل وطوفان أو حتى من حرب ودمار

وأشلاء..

وفي العافية، لا أمراض تغزو جسد الإنسان ولا إرهاق يلبّد سماء الراحة والاطمئنان

فلو كنت تنعم بالأمان في بيتك ووطنك، لكن جسدك لم يعافى من الحرب ضده، من المرض

والشقاء..

فكيف لك أن تنعم بذلك الأمان المادي؟!

وعلى العكس، لو كنت تنعم بصحة وعافية في جسدك، لكن القصف والموت يحيط بك من كل

جانب وفي كل لحظة..

فكيف لك أن تنعم بتلك العافية؟!

أتأمل بتلك الكلمات والمعاني، فأنحني خجلاً من رب كريم عظيم وهبني هاتين النعمتين وغيرها

الملايين والملايين، وما زلت أتذمر أنا وأنت وجميعنا ونشكوا سوء حالنا وقلة حظنا!!

وأين نحن من سيرة حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

فقد روى الإمام الترمذي في سننه من حديث عبيدالله بن محصن الخطمي:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده،

عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".

فهل بعد هذا من نقاش؟!!