حكم خواطر ... وعبر (76)

1 –  لو خانتك امرأة أو خدعتك، فلا تحقد على المرأة وتلعن جنس حواء.

فهي أمك وأختك ... وابنتك، ففي كل مزرعة تجد الأشواك والورود !.

2 – النجاسات أنواع: منها ما يطهر بالماء، ومنها ما تحتاج إلى التراب سبع مرات قبل الماء، ومنها أفكار سوداء في الرؤوس، لا يطهرها إلا نور الإيمان، وإلّا نار موقدة تحرقها مع رؤوسها.

3 -  الاستغفار يخرس الشيطان، والتوبة ترده ناكصاً على عقبيه، فإذا تجلى بعد ذلك في عفو الله وإحسانه، فإن ذلك  يحرقه حسرةً وكمداً.

4 -  لن يضرك التطوير والتجديد، فالماء قد يأخذ أشكالاً ومواضع متعددة، فيشرب من كأس خزف أو إبريق فخار أو قارورة زجاج أو علبة معدن، ما دام محافظاً على أصله ولونه، ولم تخالطه شوائب أو سموم.

5 -  عندما تستنكر أمراً من شخص أو فكرة استهجنتها أو طبعاً تنفر منه، فلا تغتر بنفسك وتتسرع بإلقاء اللوم عليه، فربما كنت تنظر إلى الأمور بشكل مقلوب!.

6 -  من مفارقات البشر:  تحتضنه بين جنبيك، وتضعه في قلبك فيتحول إلى جلطة تشل جسدك إن لم تودِ بحياتك.

 وآخر ترميه خلف ظهرك، فيدفع بك إلى قمم المجد والسؤدد!.

7 – أيها الأحرار في عالم الاستبداد: أسرعوا واستمتعوا بأحلامكم، فحكامكم على وشك أن يركبوا في رؤوسكم مسجلات تقرأ أحلامكم، وتحاكمكم على أفكاركم.

8 – لا تجعل أفكارك قوالب جامدة وباردة، اجعلها مرنة، وضخ فيها الحيوية والحياة، وقدمها دافئة عطرة تنبض بالحب والمرح، فيسهل تشربها واستنشاقها !.

9 – الأفكار حصاد التجارب، والتجارب محصول الأيام، ولا يجيد زراعة المحصول وحصاده إلا مزارع مهتم حاذق، ليحولها إلى أفكار مثمرة ومغذية.

10 – هذه الدنيا مليئة بالمفاجآت، فكم ستكون صعقة تلك الفتاة الناعمة التي ربطت شعرها بشريط ناعم من الحرير، أنه لم يكن إلا أفعى ناعمة الملمس تلتف حول عنقها.

11 -  لتقيم حاكماً: يكفي أن تنظر كيف يتعامل رجل أمنه وشرطته مع مواطنيهم،

من ناحية العمل على راحتهم والحراسة على أمنهم، أم مراقبتهم ومتابعتهم حتي يعيش المواطن في قلق ورعب، وطريقة حديثهم من تلطف وأدب واحترام، أم عسف وقهر واحتقار.

12 – يرسم البعض "خربشات" على ورق، ثم يقوم بتلوينها وتزويقها، ثم يضعها أسفل قبة "بانورامية"، وينفذ بعدها بعض المؤثرات الصوتية والضوئية و"الفبركات" الإعلامية الاحترافية واللعب "الهوليودية"، ليسحر بها أعيننا ونظن أن ما نشاهده في سقف القبة نافذة حقيقية، تطلّ على واقع جيراننا ومن حولنا، لا بل ربما تصحح لنا ما حدث في ديارنا !.

13 – نحاول أن ننقل ما يحصل حولنا من مجازر ومصائب تحلّ فوق رؤوسنا، ونصور ما نتعرض له من اعتداء وإرهاب واحتلال وقصف ودماء ودمار، فتكبت مشاعرنا، ويكتم صوتنا بكواتم  ومخمدات حتى لا يصل إلى آذاننا، وتمسخ الصور التي نبثها وتشوه بطرق احترافية حتى تبدو صور أفلام كرتونية، ثم يعطوننا إبراً مخدرة حتى نظن ما نعيشه واقعاً، لا يعدو عن لحظة حلم وكابوس سننهض منه بعد قليل، ريثما ينتهوا من سحقنا جميعاً وتحقيق كامل خطتهم وأهدافهم ! .

14 – أمة بلا مرجعية صادقة في عالمنا، أشبه بسمكة ميتة في خضم بحر هائج، أو زغب ريشة دجاج في مهب الريح .

15 – المأساة: عندما يشكو ذئب متوحش لخروف وادع قد أكل الذئب أباه، عن خنزير قذر قيَّده بالسلاسل، ويطلب من الخروف تحريره  وفك قيده !.     

16 – في شريعة الغاب، يحاكم الضحية:

لم أوهن يد الجلاد؟

ويغرم بتعويض قيمة السوط الذي تقطع على ظهر الضحية !.

17 – يصادفنا في الحياة أناساً، وبعد أن خبرنا حقيقتهم تماماً، تذكرنا بالآية الكريمة: ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها )، وتتوقف عند الركوب، ولا يسعفك اللسان بإكمال الآية، لأن تلك الناس فعلاً فاقدة الجمال، ومسلوبة الزينة !.  

18 – كن حصيفاً وأنعم النظر فيما حولك جيداً من الإنسان والأفكار والأهداف، فربما كنت منهمكاً في  صيد السمك، وحبيبات التبر يجرفها السيل وتمر تحت رجليك.

19 – رضا الضمير نادراً ما نحوزه، ولكننا في هذه الحالة، غالباً ما نشعر باستنكار الآخرين واحتقارهم لموقفنا، وربما يحاربوننا لأجل ذلك!.

20 – عقدة العبودية والطغاة، ليست درجتان: فوق وتحت، إنها سلسلة طويلة وأدراج سلم عديدة، فبعضها يهبط إلى أقبية تحت الأرض، وبعضها يحلق حالماً إلى قمم الجبال الشاهقة، فتحت كل عبدٍ، عبدٌ آخر تحت قدميه، وفوق كل سيدٍ، طاغية فوق رأسه، وفوق كل طاغيةٍ، فرعون أكبر، وجميعهم عبيد تحت رحمة الله، لا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً إلّا أن يشاء. 

وسوم: العدد 691