كل مواطن متهم حتى يثبت عبوديته للأسد

اعزائي القراء 

ما انقله لكم هو جزء من مذكراتي والتي  تتضمن ٣٠ جزءاً ، كتبت في احد أجزائها  مايلي :

زرت على عجل وطني سوريا لقضاء اعمال شخصية مرتين منذ عام ١٩٨٢ الاولى كانت عام ١٩٩٧ ، والثانية ايام حرب التهريج والتدمير والمسماة حرب شيطنة حزب اللات عام ٢٠٠٦.

عزيزي القارئ..

عندما يرغب المغترب اي مغترب بزيارة وطنه اول خاطر يخطر له : هل ياترى اسمي على الحدود؟؟؟ .

هل أخطأت في احدى سهراتي وأتيت بالصدفة على سيرة النظام وكان معنا في السهرة شخص مجهول يتمتع بخط مهول، نقل للجماعة ما تكلمت به؟؟؟ .

فيضطر الزائر مسبقاً ان يرسل معلومات عن نفسه قبل الزيارة للسفارة السورية  مع (طابع اعادة الرد) وينتظر حوالي الشهر لتدور معلوماته من الخارجية الى الداخلية الى المخابرات الى التجنيد ليعود الرد  من القيادة القطرية بالموافقة على الزيارة او بعدم الموافقة .  جاءني الرد عام ١٩٩٧ بالسماح لي بالزيارة نسخت من رسالة الموافقة ١٠ نسخ احتياطا ووضعت كل نسخة في مكان امين خشية ضياعها وكأنها ثروة اخاف فقدانها.  قررت دخول سوريا من معبر باب الهوى على اساس انه اقرب لحلب ويمكن معرفة مصيري اذا حدث مالا يحمد عقباه لاي  سبب كان.

أوقفوني مع الأجانب ومعظمهم اتراك  وجاء دوري مع المساعد الاول . تأمل جوازي الامريكي  وقلبه ثم طلب مني كتابة اسم ابي وامي بالعربي. ففعلت وقرأت في وجهه سورة قل هو الله احد ونفختها في وجهه ذهب المساعد الى غرفة اخرى وهي غرفة سرية  يفتخرون بها وهي غرفة الكومبيوتر لان فيها( اسرار القنبلة الهدروجينية. او خطط الهجوم على الكيان الاسرائيلي ). 

غاب المساعد اكثر من نصف ساعة ،وبدأ الفار يلعب بعبي كما يقال وبعد اكثر من نصف الساعة عاد المساعد وهو يبتسم وتنفست الصعداء ، قال لي: والله يا باش مهندس صفحتك  بيضا تقريباً

تقويت بكلامه وقلت له : ماذا تقصد ؟ هل تقصد كل مواطن يعمل بالخارج هو متهم ؟ 

قال ضاحكا  مقهقهاً ً : نعم الا جماعتنا  ثم ختم  الجواز وسلمني إياه وانا أفكر بجملة( الا جماعتنا ) وعرفت منه انه  من (الجماعة  هدوليك) .

أسرعت الى الباص وكنت الوحيد المتأخر والركاب وموظف الجمارك  يصرخون في وجهي : وينك لهلق والله   ظنيناك رجعت لتركيا!.

فتش موظف  الجمارك حقيبتي فوجد جهاز التجسس الخطير  ، كان فاكس من نوع القديم أوصاني عليه احد اصدقاءنا المهندسين ،فصادر الموظف اداة الجريمة، وحمدت الله على عدم مصادرتي مع اداة  الجريمة.

تحياتي..

وسوم: العدد 763