لقَدْ أغنى اللهُ السوريين عن حَشَفِ المالكي

محمد عبد الرازق

نظرًا للوضع الأمني فإنَّ حكومة المالكي قد قررَتْ إغلاق حدودها مع سورية. لا بلْ نقول: إنها قررتْ ذلك بعد أن أدركتْ أن ما أرسلتْه من ذخائر، و إمدادات لم يعُدْ يجدي نفعًا؛ فصاحبهم في شُغلٍ عنهم. فهو الآن يوضِب حقائبه ليلحق بمن سبقه في يوم ( الثامن عشر من تموز ). فهم، و أبوه، و أخواه في لهفةٍ و شوقٍ للقُياه.

و عليه فإنَّ بائع السُّبح، و الخواتم في السيدة زينب أيام زمان، قد أدرك أن الحبل سيطوق عنقه عمَّا قريب، فأراد أن يدخر ما كان يرسلُه لبشار؛ ليحمي به قفاه من خفق الأحذية، و النِّعال التي ستنهال عليه من كل حدب، و صوب من محافظات العراق ( الثماني عشرة ) أيضًا. [ يا لها من مفارقة في الرقم ( 18) بالنسبة للمالكي ].

أين كانت قراراتك هذه عندما أرسل صحابك مفخخات الموت إلى بغداد في يوم الإربعاء الدامي؟ و أين كانت يوم شرَّعت حدودك لأبناء العراق حينما هاموا على وجوههم في شتى الأصقاع؟.

نحن في هذا المقام نُذكِر، و لا نمنُّ [ إنَّ الذكرى تنفعُ المؤمنين ].

لقدْ كان أليقُ بك يا حبيسَ المنطقة الخضراء أن تتركها مفتوحة لاستلام المزيد من جثامين فرق الموت؛ التي أرسلها غلامك ( مقتدى ) لتلقى حتفها في أزقة السيدة زينب، و ريف حلب، و إدلب، و حماة.

أَلَمْ يخبرك عنها عدنان الأسدي ( وكيل وزارة الداخلية، التي يديرها المالكي نفسه )؟ أمْ كنتَ في شُغل عنها، و تتلقَّى التعازي بضحايا خلية الأزمة؛ مواسيًا في ذلك بشار؟

ثمَّ لمَ هذا الاستعجال في اتخاذ هذا القرار؟ هلاَّ تريثتْ قليلاً؟ فرعاياك الذين غصَّت بهم أزقة السيدة زينب ما زالوا يعودون إليك تترى؛ بعد أن أفلس صاحبك في التمسُّك بكرسيه المهزوز، الذي ذهب هؤلاء الُمرجفون من تنظيماتك ليبقوه فيه على أكوامٍ من جماجم السوريين؛ فخاب مسعاهم، و هاهم زُرافات، و فرادى يعودون.

أَلَمْ يُطلِعْك هادي العامري ( وزير النقل ) عن أحوالهم، و أخبارهم؟ ننصحك أن تعيد تأهيلهم؛ لأنَّه قد أذهلتهم شجاعة أحرار الشام. و ما عادوا في حالٍ تجعلهم صالحين للاستعمال.

يا ساكنًا في قصر مُنيفٍ على شاطئ دجلة تحرسه الأمريكان، إنَّ السوريين في سعة من أمرهم، و هم أشاعرة هذا الزمان، و لهم فيما جادت به نفوس أهلهم في محيطهم العربي، و الإسلامي تسلية عمَّا لحقهم من مظالم صاحبك.

لقد أغناهم الله عن حَشَفِك [ هو رديء التمر، و لهذا يكون طعامًا للبهائم ]. و حرائرُ الشام تموت و لا تمدُّ يد العوز إلى من لا يعرف إلى الإحسان سبيلاً، و طريقًا.

إنَّ لهم نفسًا عزيزة تأبى أن تُسامَ الهوان، و دونك فِعالُهم في السيطرة على المعابر في شتى الجهات، فهل أنت المبادر في أقفال حدودك؟ ألاَ تعي حجم المتغيرات على أرض الشام؟.