بيان حول الأوضاع الراهنة في سوريا وآفاق الحل

تيار التغيير الوطني

بيان

حول الأوضاع الراهنة في سوريا وآفاق الحل

يمر بلدنا الحبيب بأحلك مرحلة عبر تاريخه الطويل، فبعد أن أدت الثورة الشعبية الوطنية الى انهيار نظام الاستبداد المتسّلط على الدولة والمجتمع لأربعة عقود، وبعد أن تحوّلت سوريا الى ساحة صراع دامٍ ومدمّر لكل مقومات الحياة فيها، يهدّد بانهيار الدولة الوطنية السورية، هذا الصراع المسلّح المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف بين عصابات النظام "المنحل" وعصابات الثورة المضادة، على كل الجبهات، العسكرية والسياسية والايديولوجية ، فيما قام كلّ من الطرفين المتنازعين على السلطة بدوره الغاشم بكل السبل، في تغييب الاصوات الوطنية ، لقطع الطريق على تبلور طليعة ثورية من رحم الثورة تقودها نحو تحقيق اهدافها، المتمثّلة بالحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مما أدى الى انسحاب باقي القوى الشعبية من الساحة بين هجرة وتهجير ونزوح وسجن وتقتيل .

ومن تبقى من الشعب السوري ، فهو يئن إما تحت وطأة الحصار الخانق الذي تفرضه عصابات النظام "المنحل" على المناطق الخارجة عن سيطرتها، والقصف الوحشي بالبراميل والمدافع ، و من استبداد القوى الظلامية التي امتطت صهوة الثورة المغدورة فيها ، أو من استبداد وقمع تلك القوى في مناطق سيطرتها ، ومن قذائف قوى الظلام الرجعية عليهم.

وزادت من مآسي الشعب السوري الطامح للحرية والحياة الكريمة، صراعات المحاور الدولية حول المكاسب الاستراتيجية التي تتحقق من استمرار الصراع والفوضى في سورية ، مما أوصل الازمة السورية الى طرق مسدودة دون حلول.

ان مبادرات الحل التي طُرحت الى الآن ، سواء السياسية ام العسكرية، خضعت لتحكم قوى لاوطنية، مرتهنة دائماً وفق مصالح تلك الاطراف" الاجنبية"، والتي لا هي او وكلائها السوريين قد طرح حلولا وفق مصلحة الشعب السوري الذي فجر هذه الثورة العظيمة، ووحده من يدفع ثمن أطماعهم وأخطائهم السياسية والعسكرية ، لذلك لا مصلحة للشعب السوري إلا باستعادة (الحل الوطني الشامل)، ولهذا يتوجّه تيار التغيير الوطني الى الشعب السوري المجيد، الحامل الاساسي والحقيقي والوحيد للتغير الوطني الشامل ، ان يأخذ الامر بيده من جديد ، كما فعل في آذار 2011 ، متسلّحاً بإرادة الحياة الحرة الكريمة ، وبوضوح الرؤية والهدف ، تلك الرؤية التي أصبحت أكثر جلاءاً من ذي قبل ، بفعل تراكم الخبرة وسقوط الاقنعة ، ولان هذا الشعب العظيم هو وحده من قدم التضحيات الجسام ، وهو وحده من سيدفع أكثر ، من حياة أبنائه و من كرامته وكرامة وطنه ، وهو المعني ببناء المستقبل الذي يريد لهذا الوطن ...

لذلك يدعو تيار التغيير الوطني الشعب السوري الى :

(العودة الى مدنهم وبلداتهم فورا ، وبشكل منظم ، لملئ الساحات من جديد، واستلام زمام الامور، وتشكيل أوسع تحالف شعبي وطني، من أجل : إيقاف الحرب، ومنع تقسيم سورية ، وإعادة إحياء المجتمع المدني ، وإعادة الحياة الى سورية الجديدة ) .

إن العودة الى الوطن تقطع الطريق على عصابات النظام المنحل وعصابات الأمم المنتشرة في سوريا ، للتحكم بالأرض والمصير ، متيقّنين اليوم أكثر من اي وقت مضى أن ما وصلنا إليه من إفراغ للوطن من قواه الحيّة كان هدفاً أساسياً لكل الأطراف التي تحصّنت بأجندات متعارضة مع هذه القوى الوطنية صاحبة المصلحة بالتغيير الحقيقي والجذري المنشود.

وعلى الشعب السوري أن يعلم أن كل من يعارض إعادة القرار والسلطة للشعب ، هو عدو للشعب وللثورة وللوطن .

ندعو لإطلاق حملات الحشد للعودة الجماعية الى الوطن فوراً ، وفي حال نجاحها ، سنبذل كل الجهود مع كل الوطنيين الاحرار من أجل تأمين الحماية الدولية لهم ، وكذلك المساعدات الانسانية والدعم ، في الداخل ، عن طريق لجانهم المنتخبة بحرية ، ومنع السلاح والعمل المسلّح ، ولجم ميليشيات النظام المتهاوي ، بقرار دولي حازم ورادع يمنعهم من قصف المدن واقتحامها .

وبالتزامن مع ذلك ولأجل تحقيقه، يدعم تيار التغيير مبادرات تجميد القتال التي يعمل عليها المبعوث الدولي"دي ميستورا" على ان تشمل كامل التراب السوري ، وشريطة خروج المقاتلين الغير سوريين "من الطرفين" من سورية ، وأن يتم كل ذلك بضمانات دولية أيضاً.

ويرى تيار التغيير الوطني في سوريا، ان ذلك كفيل بالبدء ببناء الوطن ومستقبله المنشود، مع عودة مرحلة الحراك المدني ، وفتح قنوات الحوار الوطني الشعبي الشامل ، للعمل على تحقيق العدالة الانتقالية وصولاً للمصالحة الوطنية الناجزة .

من أجل سوريا أولاً – أوقفوا القتل ، واقطعوا الطريق على استلاب القرار الوطني ، وامنعوا تقسيم سوريا وتفريق الشعب السوري.لنتمكن معاً من بناء سوريا المدنية الديمقراطية لكل مواطنيها .

تيار التغيير الوطني في سورية \ 16-كانون الاول\ ديسمبر 2014