لن تكون بعد الآن دماء السوريين شرابا

لعصابات  النظام وعصاباته

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

لقد درجت  السينما في هوليوود على  إنتاج أفلام  مصاصي الدماء وهي اسطورة  تتحدث عن مجموعة من القديسين جاؤا مدينة انطاكية وأرادوا الوقوع في الخطيئة ورفض ذلك أحدهم فقتلوه , وعقاباً لهم من الرب ابتلاهم بامتصاص الدماء , وجعل نور الشمس مقتلهم فعاشوا في الظلمات كالخفافيش على الدماء

كنت قد وصفت عصابات النظام السوري بأنهم مصاصي دماء ولا يستطيعون الحياة إلا على دماء السوريين , ويستغرب البعض من هذا الوصف  , وأثبتت الأيام القليلة الماضية صدقية هذا التعبير , فأصبح هتاف عصابات بشار الأسد وزمرته علنا وعلى مسمع الجميع  بعد كل بطولة يقومون فيها بقتل وإهانة مجموعات من السوريين العزل , وبعد أن ينتهوا من سفك الدماء والإذلال يخرجون على الجميع بالهتاف (بالروح بالدم نفديك يابشار , الله سورية وبشار وبس , نحنا ارجالك يابشار امنشرب دم )

هذه الشعارات يجب الوقوف عندها طويلا ومنها الهتافين الأخيرين

يقولون الله سورية بشار وبس

فهل المقصود بهذا الشعار هو الله والذي نعتقد فيه , أم أن الواقع يشير لغير ذلك

نحن كمجتمع لانسجد إلا لله تعالى  , ولكن هذه العصابات تسجد لبشار وتأمر الناس بالسجود إليه وإن لم يسجد يقتل , وتم قتل الكثير من الناس بسبب رفضهم السجود لصورة بشار , هذا يوصلنا لنتيجة حتمية  أن المقصود عندهم بكلمة الله , هو بشار الأسد , سورية ملكه ولا يوجد من يستحق الحياة في سورية غيره وزمرته

أما الشعار الثالث (نحنا ارجالك يابشار امنشرب دم )

هذه العصابات تحكم سورية منذ أربعين سنة , ولم يوجه فوهات مدفعيته باتجاه العدو الصهيوني منذ 37 سنة وإنما كانت فقط تجاه الشعب السوري وبعدها اللبناني

إن الدماء التي سفكها هذا النظام المجرم وعصابته وما زال حتى الآن من الشعب السوري تصل إلى ألف طن من الدماء , وقد يعتبرها البعض مبالغة ولكن عندما نذكر أعداد الذين قتلوا على أيدي هذه العصابات حتى يومنا هذا سيصل ربما لرقم أعلى من ذلك , فلو ذكرنا الدماء التي سالت في حماة فقط كانت 50ألف إنسان في ظرف شهر واحد

وفي تدمر بليلة واحدة ألف شخص  , ويقدر محتوى جسم الإنسان من الدم ب5ليتر فيكون الدم المساح مقداره 225 طن , ويوجد 27ألف فقدوا في السجون واإعدامات كانت متواصلة على مدى عشرين سنة 

وحاليا لاأحد يعرف العدد وهو بازدياد

ويتحدث النظام عن الفتنة بين الشعب والمكونات الشعبية في سورية , وكان يدعي الأمان والحياة الأمينة للشعب السوري , فلو نظرنا لهذا الرقم المخيف من القتلى الذين سقطوا بأيدي هذه العصابات

 فهل يستطيع أن يقف شخص ما ليقول عندنا كان أمان وهذه الثورة هي التي قلبت الأمور ؟

فأي أمان يكون في ظل هذه العصابات المجرمة والتي تنادي الشعب السوري مهددة إياه بأننا سنشرب دمكم أفراداً وجماعات , نساءاً ورجالاً وأطفالاً , وفوق هذا كله فالذبح عندهم يكون يتصفية الدم رويداً رويداً حتلى يستطيعون شربه والتلذذ فيه , وحتى الموتى لاتسلم من ضربهم كما شاهدنا

وعندما يذلون مجموعة من السوريين في الساحات العامة يخرج الجندي ضاحكا وهو يرقص على رؤوس الناس ويشير بإصبعه إشارة النصر والقوة والرجولة , بينما علم إسرائيل يرفرف قريباً منه على أرضه ويخاف أن ينظر إليه , وإن التقت عيناه بعبورها في علم الكيان الصهيوني يحني رأسه ويعتذر ليقول عفواً ياقرة عيني فلم يكن قصد مني أن أرفع نظري إليك لمقامك العالي عندي وحاكمي وعصابته

فالشعب السوري الآن رفض فعلة هذه العصابات المجرمة في ممارسات الخطيئة , والعصابات تحاول بكل قوتها سحق الشرفاء ممن رفضوا العهر والفساد والخيانة

وهذه العصابات لم تجد أمامها إلا النطق والهتاف بما يحويه داخلها فقالت نحن نشرب الدم ونعيش على الدم ونحن مصاصي الدماء وشاربيه تحية لقائدهم الدموي بشار ومن معه من شاربي دم السوريين

ولكن الحمد لله الشباب الثائر في سورية الآن لن يسمح لبقاء شاربي دمهم ودم أبنائهم مصدرا لحياتهم , وهذه العصابات المجرمة لاتعيش إلا على الدماء , وشمس الحرية بزغت من بين أصابع الشباب الثائر ليكون الموت الحتمي لهذه العصابات القذرة

وماء المجاري سيكون طعامهم الأبدي في الدنيا والآخرة

فالنصر بين أيديكم يابني شعبي الثائر ومهما كثرت التضحيات فهو لصالح الجميع , ولكن نرجوا من الله أن يحفظكم وينصركم على شاربي الدماء في أقل الخسائر

فنحن لم نخلق لكي يشرب دمنا , ولم نخلق لنعبد شخصا اسمه حافظ وبعده باسل وحالياً بشار

فالله معكم ولن تغلبوا بعد الآن بعون من الله وعزيمتكم.