ويبقى الكتاب خير هدية

ويبقى الكتاب خير هدية

معمر حبار

[email protected]

حضرت صباح الخميس الماضي، حفل توزيع الجوائز على التلاميذ النجباء على مستوى ولاية الشلف. وفي المساء حضرت حفل تكريم بإبتدائية علي عزاز. ويوم الثلاثاء حضرت حفل توزيع على التلاميذ الحاصلين على معدل فوق 18، بمتوسطة بلعالية دومة عبد القادر.

ومن الملاحظات التي لفتت الانتباه عبر هذه الاحتفالات ، أن مستوى الهدايا المقدمة للطلبة، شهد تطورا ملحوظا من ناحية النوعيىة، فيكفي القول أن ..

الهدايا التي كانت تقدم لأساتذة الجامعة، هي الآن تقدم لطلبة المتوسطات والثانويات، وشكل شهادة الشرف والنجاح، التي كانت تقدم للضيوف والأساتذة الكبار، أصبحت تقدم للتلاميذ الصغار.

ومن الناحية المادية، وكمثال على التطور في هذا الجانب، يكفي القول أنه تم تقديم حاسوب محمول لتلميذة في السنة الثالثة إبتدائي، لحصولها على المرتبة الأولى في بحثها المقدم حول شهداء الثورة الجزائرية. وحاسوب محمول لتلميذ في السنة الرابعة متوسط لحصوله على معدل 18.37.

لكن رغم هذه الإيجابيات في التشجيع من ناحية النوعية والجانب المادي، إلا أن هناك ملاحظة أخرى، كانت سبب هذه الأسطر، وهي..

إحتلال الكتاب المرتبة الأخيرة كجائزة، أو عدم تقديم الكتاب كجائزة، فقد تم إستبدال الكتاب بحاسوب، أو آلة أخرى تشبهه من حيث التكنولوجيا..

وإن قدم كجائزة وهدية، فلا يقدم لأحسن التلاميذ ولا للمتفوقين الأوائل، بل يقدم لأقلهم معدلا وأضعفهم مستوى، حتى أنه يخيل لك أن الكتاب يعاقب به التلميذ الضعيف، وكأن لسان الحال يقول، من أراد أن يتحصل على الكتاب كهدية وجائزة، فيكفيه أن يكون ضعيفا.

والمطلوب إذن، الإبقاء على الجانب المادي والجديد والأحسن من التكنولوجيا، فيما يتعلق بالهدية والجائزة التي تقدم لأفضل التلاميذ وأحسنهم معدلا ومستوى، حتى يواكب التلميذ النجيب زمنه من حيث التطور المادي الفني.

وفي نفس الوقت، يقدم الكتاب كهدية وجائزة لكل نجيب متمكن، مهما كان ترتيبه ومعدله، حتى يشعر التلميذ بأهمية الكتاب، وبأن هدية الكتاب تسمو وتعلو غيرها من الهدايا والجوائز، مهما بدت للوهلة الأولى أنها أغلى ثمنا، وأفضل شكلا، وتناسب أكثر التطور المادي الفني العلمي، فينمو الطفل على حب الكتب وتقديرها وإحترام أصحابها والجهد الذي بذلوه في سبيل توضيح المعقد وتقريب الصعب، فيصبح الكتاب لديه أفضل هدية تقدم له، ويقدمها بدوره بعدما يشب عوده، وما عداه من جائزة مادية، كالمبلغ المالي، وأداة تكنولوجية ممكنة مناسبة، وسيارة وعقار، تبقى تتبع الكتاب ولأهمية الكتاب.

أخيرا، كل من قدم جائزة وهدية مادية للنجيب الفائز، يشكر على فعله ويستحق الثناء والتشجيع، لكن ينصح وهو يقدم التكنولوجيا للفائز أن يهديه كتابا، فتكون المادة والروح معا خير هدية، وأفضل مايقدم للأول، ليبقى دائما الأول.. ويقود أمته نحو الأعلى والأسمى.