أنصتوا

أنصتوا ياعباد حلب لم تباد ، انما زرعت بالدم والاجساد ، وغدا تنبت أرضها أبطالا وعتاد ، مادام فينا من يستنشق الهواء ، فانه سيحصد الزرع مع الأمجاد ، وتكون مواسم طيبة تقاوم الفرقة والبعاد ، وتلم الشمل وتعيد السنة للعين بعد السهاد .

لاتظنن أنك منتصر ، فماءة منا في الجبال ، سيمنعون عينيك الرقاد ، وسوف تزول مع من حولك من انتهازيين ، وسوف يعلمون انهم من شلة الأوغاد ، باعوا الضمير ورضوا الذل ، وقبلوا ليلا ونهارا بوط العسكري الجلاد .

أنا لست ريشة في مهب الريح ، تسيرني الرياح كيفما شاءت ، أنا انسان ، واجتماعي بالفطرة ، أعيش وسط مجتمع حضاري ، ولكي يحافظ المجتمع على حضارته وقدرته على التقدم الانساني ، كان لابد من مساهمة الجميع في رقيه وتنظيمه .

السلبية ضد العطاء ، والفوضى ضد النظام ، والحرب بلاء ابتليت به الحضارة الانسانية . فان داهمنا هذا البلاء ، ووقفنا سلبيون غير جادين في الدفاع عن كرامتنا ومكتسباتنا التراثية ، نكون قد أخطأنا وقصرنا في حق مجتمعنا الانساني .

ديننا واسلامنا يحضان على الزود عن ديارنا والدفاع عن كرامتنا ، فحض على الجهاد ورغب فيه وأثاب عليه .

ديننا أمرنا في الاعداد لمقاومة الظلم ودحض الفساد ، ألم نكن نعيش في قوقعة الظلم وسط حلبة الفساد ، ألم نكن نطأطئ الرؤوس ونداس بالأقدام ، ونحن نجري لاهثين وراء من هم من شلة الحكم لتسيير معاملة ، أو متابعة مصلحة حياتية .

زرعوا فينا حب التقرب من طائفة الحاكم لنيل مأرب ، أو دفع المظالم ، زرعوا فينا الفساد وحببوا الينا رشوة العباد . الى متى سنظل ساكتين لاهثين وراء الذيول علنا نحقق ربحا أو نصل الى مغنم .

أقول لكم أيها المتخاذلون الأذلاء ثوبوا الى رشدكم فأنتم سبب البلاء ، سكوتكم وأنانيتكم خربت البلاد فطمع بكم الحاكم الظالم ، كما طمع بكم الظلام أعداء الله والانسانية ، فكل أدلى بدلوه . والله المستعان .

وسوم: العدد 701