أتُراك تعاميت عن الذين يُقتّلون في ميانمار باسم بوذا يا شيخ الأزهر؟!!

الخبر:

قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن البوذية دين إنساني وأخلاقي في المقام الأول، وأن بوذا من أكبر الشخصيات في تاريخ الإنسانية، مشيرا إلى أنه من أبرز صفاته الهدوء والعقلانية وشدة الحنان والعطف والمودة.

وأضاف الطيب، خلال مؤتمر مجلس حكماء المسلمين للحوار الحضاري في "بورما" ميانمار، والذي عقد بالقاهرة الثلاثاء أن كبار مؤرخي الأديان يصفون رسالة بوذا بأنها "دين الرحمة غير المتناهية، وأن صاحب هذه الرسالة كان وديعا متسامحا غير متكبر، بل سهلا لينا قريبا من الناس". (الجزيرة مباشر 04/01/2017)

التعليق:

إن شرّ البليّة أن يضاف في زمننا هذا إلى الحكام الرّويبضات علماءٌ يداهنون في دين الله ويسكتون عن الحقّ ويوارون سوءات أعداء الأمّة ويجمعون بين الجلاّد والضحية تحت مظلّة "الحوار الحضاري"! انفصلوا عن قضايا الأمّة، وهم المطالبون بأن يكونوا البوصلة التي تضبط الاتّجاه الصّحيح بتبيان الحق للنّاس ودعوتهم إلى الاعتصام بحبل الله لتعود الأمة كما كانت عزيزة، مهابة الجانب من أعدائها.

أيّها "الطيّب!"، إنه من شدّة حنان بوذا أن أقدم أتباعه على ارتكاب مجازر مروّعة بحقّ المسلمين الرّوهينجا وما زالت آثار آخر الجرائم التي اقترفتها أيديهم منذ شهر تشرين الأوّل الماضي حاضرة معالمها للآن... أرواح المسلمين تُزهق ودماؤهم تسفك في ميانمار وخمسون ألفا فرّوا خلال الأيام الماضية (بي بي سي 03/01/2017) ولا ترى عيبا في مطالبتك شباب بورما بالبدء في "غرس شجرة السلام" لتظلل أهل راخين؟!!!

اقرأ قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ فمن أين ابتدعت أنّ البوذيّة دين إنسانيّ وأخلاقيّ في المقام الأوّل... اتّق الله في ما تقوله ولا تكن من المتعالمين الذين قال فيهم ابن القيم رحمه الله: "انتكست عليهم قلوبهم، وعميَ عليهم مطلوبهم، رضوا بالأماني، وابتلوا بالحظوظ، وحصلوا على الحرمان، وخاضوا بحار العلم لكن بالدعاوى الباطلة وشقاشق الهذيان، ولا ـ والله ـ ما ابتلّتْ من وَشَلِه أقدامهم، ولا زكت به عقولهم وأحلامهم، ولا ابيضت به لياليهم وأشرقت بنوره أيامهم، ولا ضحكت بالهدى والحق منه وجوه الدفاتر إذ بلت بمداده أقلامهم، أنفقوا في غير شيء نفائس الأنفاس، وأتعبوا أنفسهم وحيروا من خلفهم من الناس، ضيعوا الأصول فحرموا الوصول، وأعرضوا عن الرسالة فوقعوا في مَهَامِه الحيرة وبيداء الضلالة".

وسوم: العدد 702