ذكريات من التموين: تحية ﻵذار وثورته!!

الشيخ حسن عبد الحميد

من منجزات الحزب القائد بمناسبة أعياد ميﻻده أنه أخرج كل المؤمنين الصادقين من وزارة التربية والتعليم إلى وزارات أخرى ﻻعﻻقة لهم بها !

وكنت ممن أخرج وطرد من وزارة التربية إلى وزارة التموين ، وكنت موظفا ﻻعمل له في تموين حلب وكان مديرها ابن البلد رياض حاج خليل الذي صار وزيرا للتموين .

عشت في مديرية تموين حلب أشهرا معززا مكرما وأقنعت ابن بلدنا أن يفتتح لنا شعبة للتموين في مدينة الباب لعلي أفلح باﻹقناع والحسنى أن تحل محل المخالفات والعقوبات ففعل مشكورا .

وصار للتموين في الباب شعبة وخصص لنا سيارة وسائق هو رشاد جسومة رحمه الله الذي كان سائقا لسيارة الحزب وقد حدثني عن مآسي كان يتعرض لها بحكم عمله .

قال كان علي أن أحضر حفﻻ ترفيهيا مختلطا فيه سكر وعربدة في بساتين البلدة شماﻻ والمؤلم أن بعض الرفيقات يحضرنه وعلي أن أوصلهن إلى بيوتهن آخر الليل وهن سكرانات ! أين اﻵباء ؟ في المقهى يلعبون بالطاولة .

هل سمعت بصبية تأتي آخر الليل إلى بيتها سكرانة ! أين كنت يابنت ؟ عند رفيقتي ندرس هذه تربية الحزب القائد !! والقصة بكاملها تبكي الحليم .. 

فتحت شعبة الباب وكنت شبه رئيس لها ومنها أخذت أسيرا يوم تمشيط الباب إلى فروع المخابرات ..

 كنت أعمل جهدي ﻻقناع أصحاب اﻷفران فﻻ أفلح فالقوم استمرأوا الغش .

خرجت مرة ليﻻ بعد الفجر .. وصلت إلى مقابل كازية الحاج محمود عبد الرحيم رحمه الله وجدت ضوءا خافتا ! رأيت قصابا يسلخ ذبيحة والقيح يخرج من ركبها ! طلبت من الحارس الليلي أخذها وحرقها .

أعود لﻷفران .. 

أمر على الفران عدة مرات لعله يخرج الخبز ناضحا وهيهات الخبز يباع عجينا ! وكثير ماصادرنا خبزا في البر ! خبز يأنف الكلب من أكله ! وكثيرا مانمت في الفرن طوال الليل ! وانتقل من قرية إلى قرية دون جدوى .

أحسنت الظن بصاحب دكان فأعطيته كرتون شاي ليوزع على الحي بالمفرق وجدت الصندوق مباع بكامله ﻷهل البر وحرم أهل الحارة منه ! ويذهب البائع إلى المسجد ليؤدي صﻻة الجماعة في المسجد ..

 لذا ﻻنستغرب إذا بعث لنا من يسومنا سوء العذاب ﻻحقت بالسيارة بعض الذين يبعيون اللحم الفاسد فبعثوا إلي تهديدا !

 هذا اللحم يباع ﻷهل العرق في حلب .. يارشاد جسومة قل للشيخ يسكت وإﻻ دلينا مصارينه .. وهيهات للشيخ أن يسكت .

وأعلنت فشلي وتمنيت على الله ثورة عارمة تجرف هذه اﻷمة النتنة .. 

وآخر ماحدث لي دخلت دكان قصاب في السوق الشمالي عند الفجر وإذا به قبو تحت اﻷرض معلق فيه عشر ذبيحات يقطر منها القيح .. ماهذا ؟ كما ترى !!

ونظر إلي أراني النقود لأخذ رشوة !

 خرجت محوقﻻ قائﻻ هذه ثمرة تربية ثورة آذار ؟

لعن الله من يسكت عن ضيم واعوجاج وانسحبت من الميدان ..

تاركا لمن يقبل الرشوة ليكمل المشوار ومعذرة ﻻبن بلدنا رياض حاج خليل وفقه الله لكل خير 

 وﻻحول وﻻقوة إﻻ بالله ..

وسوم: العدد 719