رائيَّةُ الحُبِّ المُقَدَّسِ

قطعَ الحَشا بِمُدَى الجَمال وما شَعَـرْ

ورمى الــفــؤادَ بــأســهُــمٍ لمَّـا نظـرْ

فهــو الــذي سـلبَ الــعـقولَ بـهـاؤُهُ

وأذابَ روحـيَ والحشا لــمّــا ظـهــرْ

وهو الذي وهبَ الشموسَ ضياءَهــا

وحبا النجومَ بريقَها عـندَ الـسـحَـــرْ

لا بســـمـةُ الأزهـــار تُشــبه بســمـةً

منـهُ..وهـــاروتاً بـبــسمـتـهِ سَــحَــرْ

وإذا رنــوتُ لـــوجــهـــه مُــتَــورِّداً

أبصرتُ بين الوجنتينِِ سـنا الـقــمـرْ

..ما زرتُ قـبـلتَـهُ ولـــم أكُ مُحـرِمـاً

إلا وحـــجَّ هــنـــاكَ قـلبي واعتـمــرْ

فسكوتُه أضــفى علــيــه مــهــابــةً

ومشيبهُ مثـــلُ الأهــلّـــة والــزَّهَــرْ

ونــشيـــدُه لا الــنَّـايُ يُــدرك سِــرَّهُ

والعندليــبُ إذا شدا مـنـه اعـــتـذرْ

وإذا تحـــدَّث فــالعـــلومُ تسيلُ من

فــمــه عـــلى أسـماعنـا مثلَ الـدُّرَرْ

كم كــنتُ أرجـو أنْ أظـلَّ بــقـربـه !

لكـــنْ بــفــرقــةِ شملنا حَكَمَ القـدَرْ

فجرى الحنـينُ بأضلعي ، وبــأعيُني 

طـوفـــانُ نـوحٍ حينَ نادي فانتـصرْ

وسوم: العدد 826