غداً نأتيك يا أقصى

لعهدك أيها الأقصى، وعهدك جمرة فينا

وحلم في مآقينا

ينادينا فلا ننسى، وكل خلية فينا هي الأخرى تنادينا

إلى الأقصى إلى الأقصى

* * *

سنأتي في غد نارا

وبركاناً وإعصارا

لنصنع مرة أخرى

وقد لاحت لنا البشرى

بعون اللَّه حِطينا

ونغضب غضبة كبرى

ونصنع خَيبراً أخرى

ونحمي الأرض والدينا

* * *

يهودُ، غداً نلاقيكمْ

وقد تبت أياديكم، وقد بادت صياصيكم

نتبِّر كل ما شدتم، وما قلتم وما خنتم، ونمحوكم ونجعلكم

حديثاً مرَّ كالهمسِ، وآلاً لاح بالأمسِ، طوته أشعة الشمسِ

فصرتم في ثرى رمسِ، وصرنا نحن في عرسِ، وعدنا نحن للقدسِ

نصلي في مساجدها، صلاة النصر والشكر

ونلقاها كما نهوى محررة مطهرة، وشاكرة وناضرة، وساجدة وماجدة

ونهرع نحوها عشقا، وتهرع نحونا شوقا

ويمضي ليلها الدامي، ويعدو شوقها الظامي

إلينا كي تحيينا

فيربو حبنا فيها، ويربو حبها فينا

* * *

يهود الغدر والشر، سنأتيكم مع الفجرِ

لنجعل صرحكم بددا، ولا نبقي به أحدا 

ولن يحميكم سور، ولا جبل ولا دور، ولا نفق ولا حصن، ولا إنس ولا جن

ولا حقل من الغرقد، ظننتم فيه مخبأكم، ومثواكم وملجأكم

فإن صباحكم أنكد، وإن مساءكم أربد، فموتوا حيثما كنتم، وموتوا في حمى الغرقد

* * *

غداً نأتيك يا أقصى  

كتاب اللَّه في يدنا، ينادينا لموعدنا

وموعدنا صباح ظافر ضاحك

وموعدهم مساء خاسر حالك

وإن الصبح يا باغون يا عادون يا قتلةْ

سيأتيكم ويأتينا، ليرديكم ويبقينا، فنمضي نَعْمُرُ الدنيا، ونمضي نحرس الدينا

* * *

لنا عهد سننجزه، ووعد سوف نحرزهُ

 بأن النصر آتينا

كذلك قال سيدنا، وهادينا محمدنا، وقدوتنا وأسوتنا

عليه صلاة خالقنا، وبارئنا ورازقنا

حباه اللَّه منزلة هي الأعلى، هي الأغلى، فقد صلَّى

لرب العرش في الأقصى، وقد أمَّ النبيينا

فكان إمامهم دنيا، وكان إمامهم دينا

* * *

كذلك نحن إن سرنا، كما أوصى، وأخلصنا

سنملك هذه الدنيا، ونغدو الأمة العليا

نسوس الناس بالحقِ، وبالإيمان والصدقِ

 ونغدو للورى القادة، ونغدو في الدنا الرادة  

كما كنا، وسل عنا حضارتنا، بنيناها بأيدينا

فكانت زهرة الدنيا، وكنا في ذؤابتها، بأمر اللَّه آتينا، لآي اللَّه تالينا

* * *

غدا نأتيك يا أقصى سراعاً ذادةً خُمْصا

كتائب حرة تمضي، لصون الحق والعرضِ، ترى التحرير كالفرضِ

ولا ترتد أو تحصى، ولا تعصى، تنادي أيها الأقصى

لقد جئناك سارينا، أعزاءً ميامينا، كتاب اللَّه هادينا، وصوت الثأر حادينا

وفي اليمنى مواضينا، وفي اليسرى أمانينا

لنزرع في روابينا، وقد طهرت رياحينا

ونهدي أهلها أمناً، وزيتوناً، ونسرينا

ونسقي من بغى سماً، وزقوماً، وغسلينا

فقل يا رب آمينا

* * *

سنلقى نصرنا طلقا، يعانق حسنه الحقا، ويقفو رعده البرقا

على أهداب مئذنةٍ، وفي أوراق سوسنةٍ، وفي إنشاد مؤمنةٍ

وفي أحلام رابيةٍ، وفي ماء وساقيةٍ

وفي يافا، وفي عكا، وفي صفد، وفي الرملةْ

وفي النارنج والليمون والتفاح والفلِّ، سقاها الطل في الليلِ  

وفي زيد، وفي سعد، وفي حسنى، وفي لبنى

 وفي الخيل التي تعدو، وفي الطير التي تشدو

* * *

ونلقى الفاتح الأولْ، أبا حفص بهيبته

ونلقى  الفاتح الثاني، صلاحاً في وضاءته

ونلقى الفاتح الثالثْ، فنعرفه بطلعته

وقامته التي شمخت، وسطوته، ورحمته

ونسجد كلنا شكراً،  لواهب زحفنا النصرا

ويملأ صوتنا الأكوان كالآساد إذ تزأرْ

سيبقى مجد أمتنا هو الأعلى، هو الأنضر

وتبقى شمسها الأحلى، ويبقى حقلها الأخضر

لأن اللَّه حافظها، وللَّه الدنا تعنو، ويبقى أمره الأكبر

وسوم: العدد 827