روحان بجسمٍ

تبرع الشعب الفلسطيني لمهجِّري الشعب السوري الذين يموتون برداً بشيك قيمته عشرة ملايين:

أرواحٌ مُزجتْ بالمهَجُ

والجسمُ وعاءُ المعتلَجِ

روحانِ بنفسٍ واحدةٍ

تتلاقى في نفسِ النهجِ

فكتيبةُ سورْيَا قد خرجتْ

لقتالِ (الهاجانا)1 الهَمَجِ

والقدسُ لكَم شربتْ دمَهَمْ

ونجيعاً يعبقُ بالأَرَجِ

فعدوُّ عروبتِنَا فردٌ

والخلطةُ تنبئُ عن مزْجِ

فيهودُ الأَرضِ لقد غصبوا

مسرانا في بَلَجِ الوَهَجِ

من ثَمَّ لقد زرعوا لُعَبَاً

في أرَضِ العُرْبِ بلا حُجَجِ

سمَّوهُمْ رؤسَاءَ وغذَّوا

درباً للذُّلِّ بلا حَرَجِ

أضحتْ أقطارُ عروبَتِنَا

كمخافرَ للجاني الهمجي

ورموْنا بشباكِ عميلٍ

يتزيَّا بلبوسِ الحَجِّي

**********
لكنَّ شعوبَ عروبَتِنَا

ستعاينُ شِقَّ المنبَلَجِ

والماردُ كسَّرَ قمقمَهُ

ويضيءُ الغيهبَ بالسُّرُجِ

ها قد آخوْنا في مدَدٍ

يحكي عن قُرْبِ المنفَرَجِ

(وصلاحٌ) نظَّمَ عسكَرَهُ

بمدادِ العُدَّةِ والرَّهَجِ

وتأزَّرَ بالنَّصرِ شعاراً

والرَّايةُ أنصعُ من ثلجِ

قد عَقَّدَ أَيْمُنَهُ قَسَمَاً

لن يقفَ بأدنى منعرجِ

فالهدفُ إلى الأقصى خطٌّ

قد قُوِّمَ من أدنى عِوجِ

لن يضعَ عصَاهُ من سفرٍ

حتى يتزيَّنَ بالوَهَجِ

و(الشَّامُ) تلهَّفُ في شَغَفٍ

لفتوحٍ تُفدى بالمهجِ

********
يا شعبَ فلسطينَ الأوفى

قد أدَّى الدَّيْنَ بلا لَجَجِ

جاوزتَ عساكرَ أمَّتِنَا

من نذلٍ أبكمَ أو سَمَجِ

أدفأتَ طفولةَ أمَّتِنَا

بدثارٍ يسترُ من حرجِ

وغذوتَ الغرثى من جوعٍ

أمَّنتَ الغرقى من ثَبَجِ

وبنيْتَ لمن هربوا سَكَنَاً

يؤويهم من ضُرِّ العِلْجِ

آخيتم شطرَ عروبَتِنا

بالشَّطرِ الآخرِ .. بالخَرْجِ

أنتم (أنصَارُ) كرامتِنَا

وهُمُ من (هُجِّرَ) من هَمَجِ

1 خرج جيش الإنقاذ من سوريا بمئات المتطوعين للذود عن القدس سنة 1948 وروَّت دمائهم ثرى الأقصى الشريف

وسوم: العدد 967