مات ريان !

في قاع البئر وحيدا ، في خوف الظلماتِ  

يرقب كفا تنقذه من عصفِ مَواتِ 

سمع الجلبة  فاستبشر بالأمل الآتي  

طالت جلبتهم أياما مع صخب الآلات  

"يا أمي ! يا أبتي ! من يسمع نبضاتي ؟!" 

" الميتة تدنو مني مسرعة الخطواتِ " 

 " آهٍ لو دفء حنانك يا أمي يبعد فزعاتي ! " 

يخبو صوت مرتجف في قلب الظلمات  

قالوا في نعية حزن  : " ريانُ من الأموات ! "   

يا طفلي هذي كلماتي سبقتها نزفا دمعاتي  

ناديت الشعر فلباني في الحال حزين النغمات  

أنى لا يبكي قلب من قسوة هذي المأساة ؟! 

أنى لا يحزن شعر من ميتة غض السنوات ؟! 

إذ كانت قدرا مقدورا للراحل أوفى الرحمات 

في العرب وحوش ضارية تفتك أعتى الفتكات  

بصغار اليمن الغالي وصبايا الشام الخفِرات  

صاروا شركاء يهوذا في الفتل وتسديد الطعنات  

صدر الأمة مرماهم ، وهواهم فعل الخِسات  

برئت منهم أمتهم ، واختاروا قبح الفعلات  

ارحل يا طفلي الغالي ، مأواك فسيح الجنات . 

وسوم: العدد 967