مُناجاة

إلهي لقد  ضاقَتْ و لمَّا  تُفَرَّجِ

فمُنَّ علَيْنا  من لدُنْكَ  بمَخْرجِ

إلهي  بأيَّامٍ  زَلَفْنا ببِرِّها

لِبابِكَ  يا ذا المَنِّ فامْنُنْ و فَرِّجِ

إلهي لقد ضاقَتْ وسُدَّتْ شِعابُها

فأيَّ صِراطٍ  نستَقِلُّ  و مَنْهَجِ

إلهيَ  إنَّ النَّاسَ  قد جَمَعُوا لنا

و ساروا  إلينا  بالعَديدِ  المدَجَّجِ

إلهي استَباحُونا  دِماءً  وحُرْمَةً

و أرضاً و جَوَّاً  دُونَ  أيِّ تَحَرُّجِ

إلهي و ما للمُسلمينَ   عَريكَةٌ

كما كانَ في بدرٍ بأوْسٍ وخَزْرَجِ

إلهيَ فَوقَ الشَّامِ  حَطَّتْ  غَمامةٌ

من الغَمِّ تَهمي بالحَميمِ  المُؤَجَّجِ

إلهي  بأكْبادٍ  تَفَطَّرَ قلبُنا

علَيْها وسَيْلُ النَّارِ من كُلِّ مَعْرَجِ

إلهي أيَامَى الشَّامِ  طالَ سوادُها

و لمْ ينبَلِجْ  ثَوْبُ الصَّباحِ المُبَرْهَجِ

إلهي الثَّكالَى عندَ بابِكَ  قد جَثَتْ

و لمْ ينقَطِعْ  منكَ الرَّجاءُ  لمُرْتَجِ

إلهي بحَقِّ الشَّامِ أرضاً ومَحْشَراً

و خَيْلَ رِباطٍ إنْ طَمَى السَّيْلُ تُسْرَجِ

إلهيَ  شكْوانا  لغَيْرِكَ   ذِلَّةٌ

كفى  النَّاسَ مِنَّا سَلْوَةُ  المُتَفَرِّجِ

إلهي  شكَوْنا ضَعفَنا و هَوانَنا

على النَّاسِ ياذا الطَوْلِ مَنْ لهُ نلتَجي

إلهي لكَ النَّجْوَى أُسِرَّت  تضَرُّعاً

وهل لِسِواكَ النفسُ إنْ تَدْعُ  تَلْهَجِ

إلهي كَما أيُّوبُ إذْ  مَسَّهُ الأذى

ففَرَّجْتَهُ  عنهُ  بماءٍ   مُثَلَّجِ

إلهي ويعقوبُ الضَّريرُ إذا اشْتكى

فِراقاً فشَعَّ النُّورُ من حُلكَةِ النَّجي

إلهي و إبراهيمُ  و النَّارُ  تصْطَلي

فكانَتْ سلاماً في اللَّظى المُتَوَهِّجِ

إلهيَ  نصراً عاجِلاً  غيرَ  آجلٍ

كفى الشَّامُ تَقْتِيلاً بحِقْدٍ مُمَنْهَجِ

إلهيَ  إن تُحْصَ العِبادُ  كثيرةٌ 

و مالَنا من ربٍّ  سِواكَ  مُفَرِّجِ

وسوم: العدد 981