مَن منكمُ مَن لا يُريدُ وصالَهـا ؟!=مَن منكمُ مَن لا يحبُّ نوالَها ؟!
لـكـنْ لـكـلٍّ مـنكـمُ نـظـراتُـهُ= حتّى جهلتم ما يُكنُّ فـؤادهـا
لم تشهدوا إلاّ سرابَ وعـودِهـا= لم تعرفوا ما السّرُّ في آفاقها
هـيَ لا تـريـدُ مـنافـقـاً ومـذبْـذَبـاً= فالآن قربٌ ثمّ بَعدُ بِعادُهـا
بل إنّهـا تـبغـي حـبـيـباً صادقـاً= فيجدُّ في وصلٍ يرومُ قِـرانَهـا
فـتـراهُ يـبـذلُ جـهـدَهُ ونـفـيـسَهُ= كي يستريحَ بفـيئها وظلالِها
فـلـذا تهـبُّ إلى وصال حـبـيبهـا= فـتذيـقُـه معسولَهـا وشهـادَهـا
فـيعـيش عمراً عامراً بـنـوالـهـا= ويرى النّعيمَ الحقَّ في أحضانها
أعـرفـتـمـوهـا ؟! إنّهـا معـشـوقـةٌ=قد هام فيها عاشـقٌ نَعـماءَهـا
واللهُ راضٍ عن فـوارسِ وصلِهـا=بذلوا لها مهراً أطاب وصالَها
أعـرفـتـمـوهـا ؟! إنّـهـا لسـعـادةُ الدّاريـ=ـن ، أعـظمْ بالّذي يسعى لهـا
هـي أن تعـيـشَ كمـا أراد الـلهُ ديـ=ـناً ثـمّ دنـيا ، والرّضا خيراتُها
فـثمـراتُهـا الجـنّـاتُ لا تشقـى بها= وسلامُ ربّك رَوْحُها وبهاؤها
فهـي السّعـادةُ لا سعـادةَ بعـدَهـا= مرضاةُ ربّك في الدّنا مفتاحُها
فـلـئـن جمعـتَ لـذائـذ الدّنيا ولم= ترضِ الإله فلن تنال وصالَها
فسعـادة الـدّاريـنِ أن تحـيـا بـمـا=أوحى الإله ،وغيرُ ذاك شقاؤها
لا شيءَ يـمـلأ نـفـسَـنـا بسعـادةٍ= إلاّ شريعـةُ ربّـنـا نحـيا بها