( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ )186/ البقرة

الجنرال البطل عاطف دوداكوفيتش
مهداة إلى المجاهد الجنرال البطل عاطف دوداكوفيتش ــــــــ صاحب قصة الانتصار الباهر على أعداء الإنسانية في البوسنة والهرسك ، وقد وردت القصة في العديد من مواقع التواصل :
( الجنرال البطل عاطف دوداكوفيتش قائد الفيلق الذي أنهى مأساة البوسنة...في حرب البوسنة و الهرسك 1992م إلى 1995م طلبت أوروبا و أمريكا والأمم المتحدة وقف إطلاق النار فرفض الصرب وقف إطلاق النار و استمروا في مجازرهم ضد المسلمين في تحدٍّ صارخ للعالم كله !و لكنهم قبلوا بعد ذلك بأيام قليلة و قرروا الموافقة على كل ما يطلب منهم !لكن يا ترى ما السبب في تغيير قرارهم بهذه السرعة ؟ .السبب هو أن المسلمين كوَّنوا فيلقاً مسلحاً من مجموعة مدربة و مستعدة للشهادة في سبيل الله !كان قائد هذه الفيلق هو الجنرال المسلم البوسني "عاطف_دوداكوفيتش. و الذي كان يقود فيلقاً عسكرياً اسمه "الفيلق_الخامس" و الذي انضم كثير من المـ ـجاهدين العرب و العجم له .قاد "عاطف دوداكوفيتش" الفيلق الخامس للدفاع عن المسلمين البوشناق ضد جرائم الإبادة التى شنها الصرب و قاموا بهجوم كاسح منظم ضد المليشيات الصربية فكبدها خسائر فادحة و حرر مناطق واسعة من البوسنة حتى أصبح على تخوم عاصمة الصرب، و بدأت الموازين تنقلب لصالح المسلمين .فقام حلف الناتو بقصف قواته عدة مرات لوقف تقدمها على الصرب النصارى و لكن دون جدوى .و على الفور كالعادة تدخلت أوروبا بكل ثقلها لتفادي هزيمة واختفاء الصرب تماماً و انقلاب يوغسلافيا إلى دولة مسلمة !قامت أوروبا بفرض ما يسمى بإتفاقية (دايتون 1995م) لوقف انتصارات الفيلق الخامس التي أرعبت أوروبا .و كانت قوات "عاطف" وقتها على بعد 8 كيلو فقط عن عاصمة الصرب و لولا تدخل دول أوروبا لتم دخولها و لكان الوضع قد تغير كثيراً عن اليوم !هذا الفيلق قام بتحرير عشرات الآلاف من المسلمين في سجون و معتقلات الصرب أغلبهم من النساء و الأطفال و العجزة و بسبب عملية "عاطف" تم تحرير باقي الأسرى كشرط من البطل "عاطف" للتوقف عن دخول عاصمة الصرب كلها !إذن: فالحق لا ينتصر إلا إن كانت له قوة تحميه و جيش يدافع عنه .و اعلم أخي المسلم أن حرب البوسنة و الهرسك لم تتوقف لأن أمريكا و أوروبا أرادوا ذلك .. و لكن توقفت لأن الموازين بدأت تنقلب لمصلحة المسلمين بعد إعادة تنظيم صفوفهم ليس أكثر !و تدرج "عاطف_دوداكوفيتش" في الرتب و المناصب حتى وصل لرتبة جنرال ثم لمنصب رئيس أركان الجيش البوسني ثم القائد العام للجيش .و الجدير بالذكر أن الادعاء العام في البوسنة قد وجه اتهامات إلى البطل المـجاهد "عاطف دوداكوفيتش" و اعتقل هو و 16 من أعضاء فيلقه في أبريل 2018 رغم أنه لم يقـتل مدنياً صربياً واحداً ، و قال "دوداكوفيتش" (65 عاماً) أمام المحكمة "أنا لست مذنباً"و نفى مراراً كل الاتهامات الموجهة إليه و وصفها بأنها " ذات دوافع سياسية " و أن الفيديوهات "مفبركة"، كما احتشد البوشناق (المسلمون) في سراييفو ، و حملوا لافتات كبيرة كتب عليها:هؤلاء هم الأبطال، و ليسوا المجرمين"..و قد أفرج عنهم في وقت لاحق بعد تقييد حركتهم و منعهم من السفر .لأنهم لن ينسوا أبداً ما فعله هذا البطل المـجاهد العملاق و فيلقه العظيم .فهؤلاء هم الأبطال و ليسوا المجرمين. (
( هذه القصص لا تروى ولاتحكى للأطفال كي يناموا ، بل تروى وتحكى للكبار كي يستيقظوا ) .
التفاتة :
*نشامى : جاء في بعض المراجع من صفات النشمي (النخوة، الشهامة، العطاء، الشجاعة، الرجولة قولاً وفعلاً، مكارم الأخلاق، وعفة النفس، صفاء القلب ) .
تجأرُ اليومَ أُمَّتي بالدعاءِ = وتنادي في الكربِ ربَّ السَّماءِ
فهو الضَّيْمُ نالها وتلظَّى = كالجحيمِ المسجورِ بالبلواءِ
والرزايا بأهلِها نازلاتٌ = بصنوف الأرزاءِ والضَّرَّاءِ
ربِّ أنتَ القريبُ فادفع أذاها = وأزلْ ما عرا من اللأواءِ
ربِّ قلْتَ ادعوني أُجِبْ فأغثها = ربِّ واطمِسْ ضراوةَ الأعداءِ
لاتؤاخذْ أبرارَها بمعاصٍ = جمَّلَتْها حماقةُ السُّفهاءِ
ربِّ أفرغْ على بنيها من الصَّبرِ . = . وثَبِّتْ أقدامَهم في اللقاءِ
هي تدعو تضَرُّعًا ليس تدعو = ربِّ إلاَّكَ ياعظيمَ العطاءِ
في الدياجي مدَّتْ إليكَ يديها = ولديها من توبةٍ ورجاءِ
علمتْ أنَّكَ الرؤوفُ فألْقَتْ = حِمْلَ أكدارِها الثقيلَ البلاءِ
أنتَ ياربِّ تغفرُ الذنبَ مهما = كانَ إنْ رامكَ الفتى بالتجاءِ
وتغيثُ الملهوفَ جاءك يشكو = بغيَ طاغٍ أو أهلَ سفْكِ الدماءِ
قد أباحوا دماءَنا وتنادوا = لمــــلاقـــــاتِـــــــــــنا وللإفــــــــــــــــــــناءِ
يحسرون الوجوهَ عن عربداتٍ = تتلوَّى بالحقدِ والبغضاءِ
نحن ياربِّ لانرى مبتغانا = عندَ مَن قد تفنَّنوا بالدهاءِ
فأحِنْهم ياربِّ في الغدِ وانصرْ = أُمَّة الخيرِ والمثاني الوِضاءِ
كلُّ أيامها على القيمِ العليا . = . تقضَّتْ ريَّانةً بالثَّناءِ
أكرمَتْها آياتُ وحيِكَ من قبلُ . = . فعاشتْ للرحمةِ العصماءِ
ليس للبِرِّ منتهى يا إلهي = ولديكَ الحباءُ بعدَ الحِباءِ
نحنُ لن نبرحَ المقامَ على أعتابِ . = . فضلٍ لديكَ في الغبراءِ
غمرتْنا دومًا عطاياكَ ربِّي = فاستجبْ للدَّاعينَ في الآناءِ
هو بابُ الخيراتِ حِصنُ عبادٍ = ماتخلَّوا عن منهجِ الأصفياءِ
نحن ندعوكَ ثم ندعوك إنَّـا = في دعاءٍ ولهفةٍ وثواءِ
نحن نخشى إنْ لـم ننادِكَ نُلقَى = في غياباتِ عالمِ الأشقياءِ
نحن نخشى أن يغضبَ اللهُ يوما = إن هجرْنا الدعاءَ كالبعداءِ
نحنُ أُلهِمْنا ذا الدعاءَ ونبقى = في المغاني النَّديَّةِ الأفياءِ
يالها من ثغورِ عزٍّ وفتحٍ = وثباتٍ ورفعةٍ و ولاءِ
أهلُها الأبرارُ التُّقاةُ ( النشامى ) = وأولو الصبرِ في جِلادِ العناءِ *
وتراهم مستبشرين دوامًا = باستجاباتِ ربِّهم ذي البهاءِ
قالها ادعوني : أستجبْ لكُمُ اليومَ . = . دعاءً قد فاضَ في الأحناءِ
أوجَعَتْكُمْ أحزانُكم فالتجأتُم = إنَّه اللهُ يُرتَجي في البلاءِ
فاثبتوا واذكروا القويَّ كثيرا = تُنصروا رغمَ هذه الأرزاءِ
وأطيعوا الرسولَ تُؤتَ إليكم = من فتوحاتِ مجدِه الوضَّاءِ
واحذروا الفُرقةَ البغيضةَ في العيشِ .= . ففيها عواصفُ الأهواءِ
وتناءَوا عن ربقةِ البطرِ المذمومِ . = . تَلْقَوْا عزيمةَ الأتقياءِ
واسألوا اللهَ عهدَه واستجيبوا = لنداءاتِ وعدِه للنَّجــاءِ
أنتمُ الخيرةُ الأبيَّةُ في العصرِ . = . وهذا زمانُ رفعِ اللواءِ
لاتهابوا سيُهزمُ الجمعُ جمعُ الكفرِ . = . والظلمِ باءَ بالأهواءِ
ننشدُ اللهَ وعدَه في دعاءٍ = يسقطُ اليومَ منه حُلوُ الرداءِ
ربِّ يامنزلَ الكتابِ ويا هازمَ . = . كلِّ الأحزابِ والسفهاءِ
ربِّ فاهزمْهُمُ وزلزلْ قُواهم = وأَحِنْهُم ياناصرَ الأوفياءِ
فبك اللهم الرجا فأعِنَّـا = واجْلُ كربَ الظلماءِ باللألاءِ
وامحقِ البغيَ والضَّلالَ وأبدِلْ = زمنَ الشجوِ بالمنى والرخاءِ
نحنُ نحيا بعزَّةٍ منك تعلو = فوقَ هامِ الطغاةِ والأشقياءِ
ماوَهَنَّا لشِدَّةٍ آلَمَتْنا = أو رَكَعْنَا لسطوةِ الضَّرَّاءِ
وجعلناكَ في نحورِ عُتاةٍ = واستعذنا من ربقةِ الإغواءِ
أنتَ أنتَ الملاذُ إن عصفَ الهولُ . = . وهاجتْ ضغائنُ الأعداءِ
قد ذكرناكَ ربِّ عندَ لقاءٍ = مع قومِ الخيانةِ الرعناءِ
ماتَمَنَّيْنَا الحربَ لكنْ أتَتْنا = بين أنيابِ حشدِ أهلِ الدهاءِ
ربِّ إيَّاكَ نبتغي فأعنَّـا = ربِّ ربَّ العرشِ العظيمِ الحِباءِ
وادفعِ السوءَ عن عبادِك هاهم = ياقديمَ الإحسانِ والآلاءِ
وانْصُرَنْهُم ياذا الجلالِ بعصرٍ = قد تلوَّى فُجَّارُه بالغناءِ
بالملاهي أيَّامُهم والمقاهي = يتثنَّون بئسَ بالخيلاءِ
وبكفرٍ ياربِّ باتَ صريحا = وبأثوابِ بهرجِ الكبرياءِ
أرخصوها تلك النفوسَ فباؤوا = بالتَّبارِ المشهودِ والإزراءِ
دولُ الكفرِ أرغمتنا فتاهتْ = بالمصيباتِ أُمَّةُ الأكفاءِ
خسرتْ هذه الحروبَ وهانت = لشروطِ الجناةِ والجبناءِ !
أين منها خلافةٌ مارعتْها = يوم دارتْ رحى الولا والبراءِ ؟
أين منها مناهجُ العزِّ تُتْلَى = في علومِ القرآنِ والعلماءِ ؟
سلَّطوا المجرمين ربِّ عليها = فأذاقوها علقمَ الإغواءِ
أين منها الرجالُ في وهجِ النقعِ . = . أباةً ما أدلجوا للوراءِ
هُمْ أمامَ المجاهدين سيوفًا = لامعاتٍ مخضلَّةً بالدماءِ
ألهذا الحضيضِ نحن وصلنا = والغواياتُ زادُنا كالإمـاءِ
ربِّ رحماكَ أنتَ أنتَ حفيٌّ = بالنهوضِ المأمولِ في الأرجاءِ
أُمَّتي أُُمَّتي وأنتَ رجاها = وحماها من صفعةِ الإيذاءِ
ربِّ أدركْ وأنزلَنَّ عليها = يا إلهي سكينةً من ولاءِ
ما اهتدَيْنا لولاكَ ربي فَثَبِّتْ = قَدَمَيْنَا في الشِّدَّةِ العسراءِ
قد بغى المجرمون ربِّ علينا = وَلَوَوْا جيدَهم بلا استحياءِ
والنشامى من أُمَّةِ الذكرِ كانوا = مثلما شئتَ ياوليَّ الإياءِ
بارِكَنْ فيهم ربَّنا وتَكَرَّمْ = إنَّما العيشُ عيشُ يومِ الجزاءِ
قد تَبَرَّأْنَا من فعائلِ قومٍ = واعتَذَرْنَا عن سَقْطَةِ الأغبياءِ
وهو الخيرُ لم يزل في قلوبٍ = مؤمناتٍ بالنَّجدةِ العصماءِ
منك ياربِّ وحدك اليومَ نرجو = وكفرنا بالغيِّ في الزعماءِ
وَاعْتَصَمْنَا جميعُنا بك ممَّـا = قد دهانا في الغارةِ العمياءِ
خيرُ فرسانِنَا الذين أقاموا = دولةَ الحقِّ في الصدورِ الظِّماءِ
وتنادَوا وللمكارِه شِدقٌ = فاغرٌ في أوجُهِ النُّجباءِ
والرجالُ الأبرارُ في كلِّ صقعٍ = هم بنوها في الغمرةِ العجماءِ
دَلْهَمَتْ في الآفاقِ تمطرُ جمرًا = تتحدَّى بطولةَ البُشَرَاءِ
ليس لليأسِ أسلموا أو تولَّوا = عن لقاءاتِ جحفلِ الأعداءِ
وهو الفتحُ والخلاصُ وما في = غيبِ ربِّ العبادِ للحنفاءِ
أوَيَخْشَون أهلَ كلِّ فسادٍ = بات يغشى مطارفَ الغبراءِ
يتبارى به العدوُّ ويرجو = أن يسودَ الهوى نفوسَ النِّساءِ
يا أماني الأشرارِ متِّ برمسٍ = فنساءُ الإسلامِ في العلياءِ
لَسْنَ يَرْمِيْنَ أنفُسًا في تبارٍ = فوقَ جمرِ الأهواء في الرمضاءِ
إنَّهُنَّ انبلاجُ وجهِ صباحٍ = هلَّ نورًا بالشِّرعةِ الغرَّاءِ
هُنَّ من ماجداتِ أرضٍ هواها = من رفيفِ البروجِ والإسراءِ
والمثاني كما علمتَ شذاها = من عبير الجنَّاتِ والسُّعَدَاءِ
ربِّ يا ذا الجلالِ أكرمْ بنيها = وبناتٍ قد حِزْنَ نورَ ذُكاءِ
أُمَّتي لن تموتَ والذِّكرُ فيها = مثل وَدْقِ السَّحابِ في الإحياءِ
هي في العصرِ تُنْبِتُ الجيلَ حُـرًّا = طاهرًا من أذِيَّةٍ ورياءِ
ومن الزيغِ والهوى والتَّولِّي = يومَ زحفِ الجيوشِ للهيجاءِ
أُمتي لن تموتَ إنَّ عُلاها = خالدٌ في مكامنِ الأحناءِ
ما هوى فرعُها النَّديُّ بقرنٍ = فتَأمَّلْ نضارةَ الأفياءِ
دُم تقيًّـا أخا الشريعةِ واعلم = أنَّ بعدَ الإعسارِ فجرُ رخاءِ
تتجلَّى بك المآثرُ سمتًا = لايُرى غيرُه من السيماءِ
قُـمْ وناجِ الرحمنَ في الليلِ سرًّا = وتبَتَّلْ إليه في الظلماءِ
ما الأماني التي بذلْتَ لها السَّعيَ . = . بأغلى من أُمنياتِ اللقاءِ
بجلالِ التوحيدِ في كنفِ اللهِ . = . ولم تُبصِرْ محاجرُ الأشقياءِ
بجمالِ الولاءِ للهِ ربًّـا = لاسواهُ في عالَمِ الأحياءِ
أتُرَاها حكايةً ؟ أم تَراها = في لبابِ الحقيقةِ الزَّهراءِ
هي سرُّ الفلاحِ في منهجِ اللهِ . = . ونورُ العزيمةِ القعساءِ
تزدري الوَهْنَ والمهانةَ لكنْ = تتنادى إلى كريمِ الحُدَاءِ
لكَ في كلِّ ليلةٍ ما تمنَّى = صاحبُ المنتأى أسيرُ التنائي !
فـزْتَ بالفضلِ فالسَّعادةُ دارٌ = لك تُنْمَى لا للغبيِّ المرائي
فاغتَنِمْها في أُمَّـةٍ ساعةَ الفصلِ . = . فإنَّ الدَّيَّـانَ ذا الكبرياءِ
سوفَ يُفني حشودَهم حيثُ يشقى = مَن تعالى على الهُدَى بازدراءِ
قد صبرنا والخطبُ باتَ ثقيلا = حَمَلَتْهُ صدورُنا في مضاءِ
ماجّزِعْنا يومًـا ولم يكُ منَّـا = مَن تعامى على يـدِ الخلطاءِ
كلُّهم كلُّهم عدوٌّ لدينٍ = في ميادين هجمةِ الغوغاءِ
يا إلهي هي استغاثةُ قومٍ = عُزَّلٍ من عبادِك الأتقياءِ
فأجبْهم ياربِّ وانصرْ فهاهم = في ثغورِ الإسلامِ أهل فِداءِ
واحمِهم ربَّنا فأنتَ وليٌّ = للمُلَبِّينَ دعوةَ الأنبياءِ
حسبُهم أنهم قرابينُ دينٍ = يُفْتَدَى ربِّ سِفرُه بالدماءِ
ومثانيه للأنامِ حياةٌ = لا كحياةِ البهيمةِ العجماءِ
هو نورٌ ورحمةٌ وسُمُوٌّ = في مغاني مودةٍ وإخاءِ
تعسَ الظلمُ والضَّلالُ وولَّتْ = عربداتُ الأعباء والإعياءِ
جمعَ الأُمَّةَ الكريمةَ فازدانتْ . = . فجاجُ الورى بنورِ السماءِ
فتداعت أوثانُ قومٍ ونارٌ = قد تلاشتْ وأُخمدت في العراءِ
وبنو الرومِ أذهلَتْهم وجوهٌ = كالدراري في الليلةِ القمراءِ
ووليُّ الصينِ الذي خفضَ الأمسَ . = . جناحيه عاشَ في القدماءِ
مطمئنا لِمـا رأى من فصولٍ = وارفاتٍ بالعدلِ لا الشحناءِ
ورجالٍ لم يحملوا الحقدَ حاشا = أو يُذلُّوا الكريمَ في الزوراءِ
أو ينالوا من الأشاوسِ تبًّا = للنفوسِ البغيضةِ الآراءِ
هكذا جاءَ مجدُنا تتغنَّى = بمآتيهِ الحُلوةِ الفيحاءِ :
أُممُ الأرضِ فاسألنْها تَجدْ . =. مُنْتَشِيَاتٍ في الجنَّةِ الغرَّاءِ
مارأى الكونُ مثلَه في زمانٍ = رغمَ كرِّ العصورِ بالأسماءِ
وبآراءِ أهلِ علمٍ وفكرٍ = وبأقوالِ نخبةِ الحكماءِ
مجدُ أهل الأحقادِ بين غثاءٍ = والوسامُ المرموقُ في الجوزاءِ
مجدُنا صاغه النَّبيُّ فأعظمْ = بصياغاتِ أكرمِ الأنبياءِ
أيُّها الناسُ لاتضلُّوا طريقا = أو تتيهوا في ضجَّةِ الأصداءِ
وتعالوا إلى النجاةِ ورُدُّوا = فتنَ الغيِّ والهوى والهباءِ
ربِّ أرشدْ عبادَك اليومَ وارحم = مهجًا ذُوِّبتْ بالأسى والشقاءِ
وأعدنا إلى الطريقِ جميعًا = وانْتَشِلْنَا من رِبْقَةِ البُعَدَاءِ
بعضُنا يجهلُ الطريقَ وبعضٌ = لم يزلْ في متاهةِ الأبرياءِ
حيثُ يصطادُهم شقيٌّ أثيمٌ = وزنيمٌ يعيثُ بالعذراءِ
نرقبُ الصبحَ يا إلهي ونرنو = للعطايا تهمي بكلِّ فضاءِ
واستغاثتْ بك القلوبُ فصُنْها = من مهاوي الإغواءِ والإغراءِ
ما أكبَّتْ على السَّرابِ المدمَّى = أو أناختْ على حصيرِ عَفَاءِ
ربِّ جئناكَ لائذين بك اليومَ . = . فَفَرِّج وَهَبْ لنا من وِقاءِ
نعمَ وجهُ المرابطين تراءى =في جبينِ الوجودِ كالجوزاءِ
في المُحَيَّــا تلألأ النُّورُ فيه = ليس يُطوَى وليس من إطفاءِ
إنهم جندُ دعوةٍ ماتخلَّوا = عن حماها في الحقبةِ العجفاءِ
ليس للوهنِ عندَهم من مكانٍ = فالتَّواني من عادةِ الجبناءِ
فحناياهُــمُ تضجُّ بذكرٍ = ويقينٍ بربِّهم و دعاءِ
إذ تراهم مستبشرين بفتحٍ = باركتْهُ السَّماءُ في الأنحاءِ
ربَّمـا تعصفُ الرياحُ ، ولكنْ = ليس تلقى سوى رجالِ الفداءِ
إنَّ أعداءَهم حيارى سكارى = في غواياتِ خسَّةٍ و ازدراءِ
لم ينالوا وصفَ النَّبَيِّ لقومٍ = أكبرَتْهم مآثرُ الفُضلاءِ
زَهْوُ جيلِ الأبرارِ عهدٌ مكينٌ = عاشَ يُسقَى من غيمةٍ وطفاءِ
لَهُمُ الليلُ وحدَهم في قيامٍ = وحباهُـم إلهُهم بالثَّناءِ
واصطفاهم من البريِّةِ طوبى = في ابتداءٍ لمجدِهم وارتقاءِ
لن يُضاموا وإنْ تصدَّتْ علوجٌ = لِمَساعيْهُمُ بلا استثناءِ
فالعدوُّ المأروضُ يمكرُ لؤمًـا =في غياباتِ خسَّةٍ و عفاءِ
هو يسعى وسعيُه في تبارٍ = وهلاكٍ للمشيةِ العرجاءِ
لن ينالَ الطغاةُ ممَّنْ أصاخوا = لِهُدَى اللهِ لا لصوتِ الغناءِ
ربِّ بَشِّرْ أبناءَنا بفتوحٍ = ودعاءٍ لهم من الآباءِ
وانصرِ الأُمَّـةَ الأبيَّةَ ، وامحقْ = كلَّ ما للعتاةِ من إيذاءِ
فاستغاثاتُها السَّخينةُ ألقتْ = من شكاوى أطفالِها والنساءِ
هي فوق السَّحابِ باتتْ تنادي = مالكَ الملكِ بارئَ الأشياءِ
فأجِبْـهَا ياربِّ وارحم عبادًا = أنهكتْهُم مطامعُالسُّفهاءِ
أهلكوا النَّسلَ ربِّ والحرثَ تَبًّـا =لأفاعيلِ الطغمةِ الرعناءِ
حارَبُوها في كلِّ عصرٍ ومصرٍ = ورموها بأقبحِ الأسواءِ
وَسَقوها كأسَ المرارِ حصارًا = والمآسي ثجَّاجةٌ بالبلاءِ
وإليكَ اللجوءُ في كلِّ كربٍ = وإليكَ الفرارُ من كلِّ داءِ
ربِّ أنتَ القديرُ وحدَك فاجبرْ = كسرَها اليومَ بالرضا والشِّفاءِ
ربِّ أنزلْ على العتاةِ عذابًـا = يتلظَّى في الليلةِ السَّوداءِ
وأحنْهم يومَ الخلاصِ وأبرمْ = لبنيها من عزَّةِ الأصفياءِ
وَخُذِ الظالمَ الزنيمَ و دَمِّرْ = مالَه من شموخِ زورٍ ادِّعاءِ
ربِّ قلتَ ادعوني أُجِبْكُم . إلهي = ياملاذَ الأطفالِ والضُّعفاءِ
ياغياثَ العبادِ إنْ عصفَ الخطبُ . = . وأرغى بالهجمةِ النكراءِ
قد دعوناكَ قد دعوناكَ ربي = فاستجِبْ بارئــي لصدقِ الدعاءِ