ذي شآمُ الهدى بوشي البهاءِ = والأغاريدُ عــذبةُ الإيمــاءِ
وصدى المجدِ لم يزل يتغنَّى = بالبطولاتِ أمسُه والفــداءِ
قد أفاقت من صدمةِ الضيمِ أرخى = مالديــه من غلظةِ الإيذاءِ
أيُّهـا المقبلُ الظليلُ تقدَّم = فالأماني أسيرةُ السُّفهاءِ !
ورؤاها غنيَّةٌ بانشراحٍ = لصدورِ البواسلِ النُّجباءِ
نحن من أمَّــةِ الجهــادِ فأيقنْ = بانتصارِ الفرسان في الهيجاءِ
رغم كلِّ الأحقادِ ألقت لظاها = في مغاني شآمنا الفيحاءِ
بين غــدرٍ وفتنةٍ واعترافٍ = بالخياناتِ واعتمــادِ العَــداءِ
ولدينــا من اليقين بربٍّ = ما نواري مكائد العملاءِ
عندنا الجندُ من كتائب تروي = للبرايا عقيدةَ الأتقياءِ
ليس يخشون ظالما أو عدوَّا = يتلوَّى كالحيَّةِ الرقطاءِ
فشبابٌ إلى الجهادِ تنادوا = جمعتْهم طهارةُ الأثــداءِ
فالميامين لم يعيشوا هـوانا = أو حياةً كعيشةِ الجبناءِ
فرجالٌ في ظلِّهــا وشبابٌ = وفدوا كلُّهم لهذا اللقــاءِ
بايعوا اللهَ صادقين وهذا = من علاماتِ حبِّهــم والوفاءِ
فهنيئا للأُمَّــةِ اليوم هبَّت = للتفاني قوافلُ الحنفاءِ
جمعَ اللهُ شملَهم وأشاروا = عن تفانيهم باليدِ البيضاءِ
فرشوا الدربَ بالكفاحِ ونادوا = مَن تراخى للهجمة القعساءِ
ماتناسوا يـــدَ العهودِ ستوفي = بمواثيقِ صفحـةِ الأوفياءِ
يكبرُ القومُ كلَّ شبلٍ أبيٍّ = في ميادين نصرةِ الغـــرَّاءِ
قد سمعنا عن البطولةِ والفرسانِ . = . رغــمَ المــدى البعيد النَّائي
أمس هبَّتْ كتائبُ العزِّ تأبى = ما لذاك الخنوعِ من إزراءِ
إنَّهـا الفطرةُ الأثيرةُ أحياها . = . الكتابُ المبينُ في الأحناءِ
وتهادى استرسالُها بافتخارٍ = من قلوبِ الآبــاءِ للأبنــاءِ
هبَّ قومي يـُعـلون صـرحا مجيدا = هـو باق من مجدهـا الوضَّاءِ
ليُثيرَ القلوبَ في كلِّ دربٍ =عـربي الهوى عـزيز انتمــاءِ
حيثُ يُرجَى من الشبابِ شموخا = ماتلاشى من وطـأةِ اللأواءِ
وأراهـم رغمَ الشَّدائدِ هاهـم = في انتفاضاتهم لـرفعِ الــلواءِ
ويعيدون فخرَهم بِـنَـبِـيٍّ = وبـدينٍ يُصــاغُ عقدُ الهنــاءِ
إخوة المجدِ فالحياةُ جهــادٌ = ليس فيهـــا مساوئُ الجبناءِ
طابَ سعيًا نسجتُموه مــوشَّى = بالفـدا والهــدى وحُسنِ الأداءِ
ليعمَّ الإسلامُ دنيا سقيتُم = في مغانيهــا جنَّــةَ النعمــاءِ
لتفيضَ الخيراتُ في كلِّ قطرٍ = وتُـــوارَى مكارهُ الأرزاءِ
وتعيشَ القلوبُ بين حبورٍ = في ظلالِ الــوفا ونفــحِ الإخــاءِ
ويقيمَ الآمالَ كفٌّ كــريمٌ = مـغدقٌ فوق هــذه الأرجاءِ
إنَّــه اللهُ في الحياةِ يوافي = مَن تآخوا على المثاني الــوِضاءِ
نـعـمٌ زادهـا الكريــمُ وفضلٌ = من بطون الثرى ودفقِ السَّماءِ
وانبعاثٌ مع الشَّريعةِ يُـرسي = في مــدانا قـواعدَ الإنمــاءِ
ورجالٌ مـع العقيدةِ جاؤوا = يُــخرجون السَّنا من الظلماءِ
قد أزاحوا طغاتَها ماتونوا = في ازدراءِ الحـداثةِ النكــراءِ
وهـي الشَّامُ ألبسَتْهـا يداهــم = من ثيابِ التوحيدِ أغلى رداءِ
فاسْتُعيدَتْ أيامُهم يوم كانت = تتغنَّى بالبشرياتِ الوِضــاءِ
ويُنادى في كلِّ فــجٍ بعيدٍ = وقريبٍ أنْ بئسَ للأهــواءِ
دينُكم فيه ذكرُكم فاستجيبوا = لنداءات السُّنَّةِ الغرَّاءِ
واستعدُّوا لنورِ فجــرٍ جديد = يَـتَـثـنَّى على يــدِ البشراءِ
هـمـمٌ في صدورِنا تتهادى = واعتدادٌ بسيرةِ الأصفياءِ
من صِحابِ النَّــبيِّ عاشوا إخاءً =نمَّقَتْــهُ شرائعُ الأنبيــاءِ
حيثُ نالوا رضوانَ ربٍّ كريمٍ = وأعالي الفردوسِ يوم اللقــاءِ
ما أجـلَّ الرجالَ إنْ أسرجـوا للمجدِ . = . والعــزِّ من ركابِ العـــلاءِ
وبنـوا في بلدانهم من صروحٍ = شامخاتٍ بعـزِّهـم والإبــاءِ
فجليل الأعمالِ يثمــرُ خيرًا = في قطوفٍ من دانياتِ الرخـاءِ
ويحيلُ الرمالَ سلسل بِــرٍّ = من أيادي النعيمِ والآلاءِ
فقيامُ الشعوبِ بالعملِ المثمرِ . = . يُـدْني مناكبَ الجــوزاءِ
أولسنا من أُمَّــةٍ سقتِ الدنيا . = . قديما من أطيبِ الإرواءِ
وزكا باسمها الربيعُ وفاحتْ = في رباهــا أزاهــرُ العلياءِ
كلما أرمقُ الطيوفَ الحـواني = تستثيرُ الأشواقُ زهــوَ رجــائي
وأراني أردُّ يأسي أبيًّـــا = وأرى الحــزنَ ليس وَشْيَ ردائي
وهنا أبصرُ النهوضَ لشامي = في زمان الفجيعةِ السَّوداءِ
فأشمُّ الآمـالَ بــوحا وريفا = في ثنايا العزيمة القعساءِ
لن يهونَ الثُّوَّارُ ماصدقوا العهدَ . = . و وفُّـوا الذمامَ للآباءِ
يتباهى بهم حديثُ شعوب = فيثيرُ السُّمَّـارَ عطرُ الثَّــنــاءِ
عزماتُ الثوَّارِ ما كبتِ اليومَ . = .ففي الدربِ من رخـــيِّ الحُـــداءِ
وعلى الخيلِ من جحاجحِ قومي = كلُّ فــذٍّ يدوسَ هامَ افتــراءِ
رفعوا الرايــةَ الكريمةَ فارتاعتْ . = . قلوبُ الأشرارِ والأعــداءِ
والتقى الشَّعبُ مـؤمنا يتحدَّى = مَـنْ تمادوا بأبشعِ الإيــذاءِ
بالكتاب المبين حكما وشرعا = وبنــورِ النَّـبِيِّ درب اهتداءِ
قــد كفرنا بكلِّ طاغ خؤونٍ = وبهـذي الحــداثةِ العميــاءِ
وبكلِّ العقائدِ اليوم عجَّتْ = بفجورٍ وخِسَّـــةٍ وشقاءِ
ولقد آنَ أنْ نــرى فجــرَ يوم = هــزَّ تكبيرُهُ دجــى الغبــراءِ
عادَ للناسِ وعيُهم بعدَ فَقْدٍ = واطمأنُّــوا لدينِنــا الوضَّاءِ