ألِلصحوةِ اليومَ هذي الخطى =تحثُّ المسيرَ إلى الأفضلِ؟
وبالدينِ أدلجَ جيلُ الخلاص=بنورِ نبيِّ الهدى المرسلِ
فقد جرَّبَ المبطلون الدواء =فكانَ هـو السهمَ في المقتَلِ
بغيرِ الكتابِ المبينِ الهـلاك =وفيه الخلاصُ المكينُ الجلي
وزَهْـوُ النجـاةِ اتِّباعُ الرسول =وغيرُ الشريعةِ لـم تُقبـــلِ
وتُنْمى المآثرُ طولَ السنين =لعهدِ زمانِ الأُلى الأوَّلِ
فتلك الليالي حباها الإله =وفازَ بنـوهـا بأبهى الحلي
مزايا لأهل المثاني حِسان =سمتْ بالنفوسِ إلى الأمثلِ
ونالوا من اللهِ أوفى الجـزاء =عطاءً سخيًّا من المجزلِ
أفاقَ على صوتهم عالَـمٌ =سقاه الطغاةُ من الحنظلِ
فآمنَ أهلوهُ رغم العتاة =فطابَ المقامُ بــذا المنزلِ
وطابَ به العيشُ لمَّـــا هـمى =سحابُ المثاني ولم يبخلِ
وباركَ ربي بتلك العصور =وقال لهـا الناسُ لاترحلي
ويبسم مجـدٌ بـه عـزَّةٌ =وليس بمُصْغٍ إلى الخُذَّلِ
إلى مَن أضاعوا جلالَ الحنيف =وساروا لسوءِ دجى الموئلِ
فذاقوا الهوانَ ومَـا قادهم =سوى عابث الخطوِ والأحولِ
فبئستْ قيادةُ مَن يجحدون =مكانةَ دينِ الهـدى الأكملِ
ويا أمتي آنَ آنَ الأوان =فبالباطلِ اليومَ لاتحفلي
وربَّك يا أُمَّتي فاسألي =وللصرحِ صرحِ الأسى زلزلي
لقد طالً واللهِ ليلُ الجناة =فهيَّـا لفتـحٍ ولا تجهلي...