هلا اتعظتم أن منكم واحدا=الآن سِيقَ لواحدٍ ديان
يا هل ترى ماذا يقول لعله=قد ساءه التفريط في الميزان
ربّ ارجعون لعلني أك صالحا=لا أستجيب لعصبة الطغيان
ياليتني لم أنطق الحكم الذي=يُملى إليَّ على هوى السلطان
يا دعوة المظلوم رفقا إنني=أبدي اعتذاري بعد فوت أوان
أما القضاة فواحد في الجنة=و النار فيها منهمو اثنان
وقضاة سوءٍ بانحيازٍ قد أَتَوْا= حكمٌ و خصمٌ إذ هم الاثنان
سُئلِوا أترضوْن الإدانةَ مُسبقاً= قالوا نعم .. بالغلِّ و الشنئآن
أحكامنا الإعدام أصلٌ إنما=منّا المؤبد عاملٌ إنساني
كل القضايا عندهم معجونة=بالزور والتلفيق و البهتان
كل القضايا قصة هزليةٌ=العدل فيها قشرة الألوان
أما الحقيقة أنهم قد أضمروا=ظلماً و حقداً للبريء العاني
تركوا الذين على الألوف قد افترَوْا= بالقتل والتعذيب في إمعان
وتنمروا للأبرياءِ لديهمو= من غير بينةٍ و لا برهان
لكنّ ربَّك شاهدٌ .. هو حسبنا=هو من يفرِّجُ كربة الأحزان
عشرات آلافٍ بسجنٍ ظالمٍ= و ترى الأعمَّ حداثة الأسنان
تُهَمٌ تُكالُ بلا حسابٍ ما دَرَوْا= عِظَمَ العقاب لتهمة البهتان
حكموا بإعدام المئات سفاهةً= أسَمِعتَ عن عَتَهٍ و عن هذيان
أو حكم إعدام الضرير لأنه= له تهمة " القناص " من عميان
و إلى القضاء العسكري إحالةُ= المدنيِّ من كهلٍ و من شبان
يا ربّ فارحمنا برحمتك التي= شملت جميع الخلق و الأكوان