رأيتُكَ يا أبي طابتْ جروحي = برؤيا وجهكِ الزاهي السَّموحِ
رَأيْتُكَ في الشَبابِ كأنَّ بدراً= تَرَاءَى سَاطِعاً فَوْقَ السُّفُوحِ
رَأَيْتُكَ لَمْ تَكُنْ رَهْنَ المَآسِي= تُبادِرُ بَسْمَةَ الوَجْهِ الصَّبوحِ
تُحَاكِي الشَّمْسُ ضَيَّكَ نُورَ عَيْني= ونورُكَ ساطعٌ باهي الوُضُوحِ
فقلتُ لِمُهجتي واهاً إذا ما= رَأيْتِ ضِيَاءَهُ بالشَّوْقِ بُوحِي
هُدُوءُ السِّرِّ وَلَّى عَنْ حَيَاتِي= بَعُدتَ فَكَيْفَ أسْلَمُ مِن قُرُوحِي ؟
بَلَغْتُ مِن المَشِيِبِ غَدَاةَ بِنْتُمْ= دُهُوراً مِن أسىً مُرٍّ جَمُوحِ
فلمَّا جِئْتَني في الحُلْمِ رُدَّتْ = إلىَّ الرُّوحُ يَا ذَاتي ورُوحِي
طَبَعْتُ القُبْلةَ الحَرَّى بشَوْقٍ= عَلَى يُمْنَاكَ ذَا الطَبْعِ السَّمِيحِ
وَبَلَّلَتِ الدُّمُوعُ خُدُودَ قَلْبِي= عَلَى نَغَمٍ مِن الحُزْنِ الصَّدُوحِ
وَلاحَ لِنَاظِرَيَّ بِكُمْ لِقَاءٌ= أَرَاهُ وَإِنْ نَأَى أَسْمَى طُمُوحِي