أرى القدسَ الأبيَّةَ في علاءِ= حماها يصطفي أهلَ الفداءِ
إذا ما الحُسنُ في يومٍ رآها = توارى في ثيابٍ مِن حياءِ
لها تاجُ البهاءِ ، وكم تسامتْ= مقدَّسَةً مُطَهَّرةَ الرِّداءِ
سلوا عنها الزمانَ ويومَ كانتْ= أسودُ الحقِّ .. باسلةَ الإباءِ
أسودًا لا نظيرَ لهمْ أباةً= حماةَ الطهرِ ترياقَ الشفاءِ
فلم يكُ مجرمٌ يعدو عليها = وإلا فالمصيرُ إلى الفناءِ
أنا القدسُ التي يزهو الزمانُ= بها يومَ الكريهة و العناءِ
ومِن فوقِ المآذن لي لواءٌ= من الإيمانِ وهَّاجُ الضياءِ
تضمِّخُهُ الدماءُ ، وليس مِسْكٌ= يُدَاني عِطرُهُ عِطْرَ الدماءِ
سلوا عني غزاةَ الشرق إني= أذقتَ الكفرَ .... ألوانَ البلاءِ
وعُبَّادَ الصليبِ وقد أتوني= جحافلَ .. داسهم سَحقًا حذائي
سلوا عني الإباءَ وذا سُمُوّي= يُصانُ فليس يُخْدَشُ كبريائي
أنا القدسُ الأعزُّ ، وإن جُندي= بعونِ اللهِ منصورُ اللواءِ
ووعدُ اللهِ للأحرارِ .. مَجْدٌ= ووَعْدُ الله أولى بالوفاءِ