خيرُ أمَّةٍ للنَّاس
لمجدِها كتبتْ لاترتضي الرِّيَبا = وكان نهجُ علاها في الورى عَذُبا
أعزَّها اللهُ بالإسلام فابتهجتْ = بها الشعوب فحيَّتْ أهلَها النُّجَبَا
فلا تمارِ شقيا باتَ يدفعُه = حبُّ المسراءِ الذي لايعرفُ الأدبا
فعالَمُ اليومَ للطاغوتِ روَّضَهُ = شيطانُ عصرٍ له الإزراءُ قد وَجَبَا
فالحقد واللؤمُ والتطفيلُ منهجُه = والفسقُ والكفرُ عن ذا العصرِ ما حُجِبَا
يحاربُ اللهَ جلَّ اللهُ يمقتُه = فأمرُه باتَ رغمَ الغيِّ منشعبَا
فقدرةُ اللهِ في الأيامِ تمحقُه = وتمحقُ المنهجَ المأفونَ منقلِبَا
يا أمَّةً نهجها خيريَّةٌ وُهِبَتْ = من الكريمِ أتاها فضلُه صَبَبَا
وجاءَ يملأ وجه الأرضِ مرحمةً = وتبعدُ الشَّرَّ والأضغانَ والرُّعُبَا
فيها المآثرُ ألفى الناسُ بهجتَها = فقدَّموها وكان الخيرُ مرتغَبَا
بشرى أتتهم وللأيامِ منفعةٌ = هُدى رخيًّا فنالوهُ وقد وجبَا
لاتسألوا عن مآتيها لعالَمِنا = ففي مكانتها التاريخُ قد كتَبَا
فهل هنا في زمانِ البغيِ نبصرُ مَنْ = جارى هداها ونالَ الفخرَ والرُّتَبَا ؟
فجلُّها دولٌ قامت على أسسٍ = من التعالي فنالتْ ويحها العطبا
أيامُها لاجتثاثِ الأمنِ شاهدةٌ = وبالقنابل ترسي الظلمَ والغلبَا
إرهابُهم في نواحي الأرضِ في شُغُلٍ = للقتلِ جاءَ وللخيراتِ قد نَهبَا
وإنَّها القوةُ العمياءُ قد حكمتْ =فما رأتْ رحمةً تُرجَى ولا رغبَا
والآخرون وقد عضُّوا نواجذهم = ليست على شيمٍ كانت لهم لقبَا
وإنَّما اندرجوا في أمرِ فتنتهم = فما استقاموا ولا ألفوا له طُنُبَا
لعلَّ ربِّي إلهُ العرشِ يسعفُهم = برحمةٍ منه نالوا عندها الأرَبَا
فَيُسْعِفُون جراحاتٍ لأُمَّتهم = ويشهدون الفدا والفيلقَ الَّلجِبَا
لابدَّ من فرحةٍ تغشى مرابعَنا = رغمَ الأذى ونرى الطاغوتَ قد غُلِبَا
وسوم: العدد 1128