بائعة الورد

بوعلام دخيسي /المغرب

[email protected]

تتناثر في المقهى

تتقلب بين الزبناءْ

تحمل وردا لا ترشفهُ

لا تعرفهُ

تبتاع الدرهم بالعطر المنفوشْ

تبتسم الزهراءُ فتكشف عن جرح الدمع على الخدينْ

جرح يحكي كل القصة في سطرينْ

تتضايق بالمُشفق لا ترجو غير اللقمةِ

في فمها

ماذا تفعل بالحزن المكلوم على عينيكْ

هي ترغب في القسط من الفرح المنشور على شفتيكْ

بائعة الورد تـُقاسمك العطرَ

فقاسمها من فضل الله عليكْ

بائعة الورد فتاة تعشق ألوان الدنيا

تفهم في عمق ما معنى الحبِّ

 وما أحلى الأشعارْ

تقتنص الفرصة في ألقٍ

يا هذا .. ابتع مني وردا...

 يا هذا .. ابتع مني الريحانْ ..

يا هذا عجِّلْ .. لا تتردد

وخذ التذكارْ ..

يا آنستي لو كنتُ مكانك أهديه جدائل لبنانَ

وصدرَ النيل وقاماتِ الأطلس ِ والبحرينْ

يا آنستي الحبّ ُ بلا عطر يفسده الطين المسنونْ

هاكِ الباقة ضُمِّيها

 وأعديها وجبة َ إفطار حين تصوم الأقدارْ

يا سادهْ ....

لا شك حواركمُ عن شيء من حرِّ الثورةِ

هذا الورد سلام لدَم ِ الثوارْ

هذا الورد لأيام الجامعة الأولى

 وهدير الشرفاءْ

يا سيدتي زوجك هذا

رُدِّيه إلى أول مرساهْ

معراجا يرجو ...هذا مسراهْ

يا هذا

زوجتك الآن تريد العودة طاوعها

مملكة في ملكوت العطف فبايعها

لن تسعفك الفرصة ثانية ً

عُدْ واسأل عنها

مدرسة الأزهارْ

يا هذا وحدك ترشف قهوتك السوداءْ

ما ضرك أن تصطحب الحمراءْ

ما ضرك أن تحتضن الورد تبادلهُ

الصمت العالق في هذا الباب و تيك الأسوارْ

يا هذي كُفي عن حاسوبٍ

أجهده البحث بلا سببِ

لن تجرؤَ ألفٌ من صوَر الورد بكل الأطياف

وكل الأصناف

تجيب عن الطلبِ

أنتِ الوردة دونهمُ

فخذي شيئا من هذا البستان

يا نادل أنت كذلك مقصودٌ بالوردِ

فأنت الساقي

 تعلم معنى اللون ومعنى العطرِ

ومعنى الحب و معنى الثورهْ

معنى البوح ومجرى الأسرارْ

خذ مني وردا

ومُرِ الزوارْ

خذ مني الورد بلا ثمن

لا الفقر أخاف ولكني أخشى

أن يمحى الوردُ ببابلكم

 ويتيه و يُدفنَ في الأشعارْ