عدّاً ونقداً

عدّاً ونقداً

د. أحمد أبو الهدى

"من ممزوج الخفيف والمتقارب"

ظلموا الأسْد إذ دعَوكم أُسْدا

فاعتذاراً لكلّ غابات إفريقيا ومن في حدائق الحيوان فرداً فردا

نصف قرنٍ على الضباع بأرض الشام والناس تُبلى وتُرمى وتُردى

نصف قرنٍ قد تواليتم علينا فيها..

قرداً فقردا.. ولصّاً فلصّاً.. وذئباً فذئباً.. وحقداً فحقدا

نصف قرنٍ على الوليمة والذئب ما ملّ نهشاً وفتكاً وجَلدا

"ضعوا لهذا الظلم حدّا

لقد تجاوز جدّا

دعوا حمص تسكنْ.. وأرضَ حورانَ تَهْدا"

سُمُّ أحقادكم يفوح علينا

وبدت منكم العداواتُ لُدّا

واتّخذتم من الطوائف درعاً

ونكثتم للمسلمين عهداً فعهدا

كم صبرنا على الخيانات دهراً

وسكتنا عن المذلاّت والقهر دهرا

تسامحٌ؟.. لم يعد للتسامح الآن مثوىً..

في قلوبٍ أثخنتموها هتكاً وقتلاً وغدراً وكيدا

أتظنّ القرود أن تَخلُدَ في الشام، وقد باركها الله أرضاً وجندا؟

قسماً لن تنطفي الجراح ولا الثارات حتّى تهدّكم هدّا

قسماً لن تمرّ من غير نارٍ تغسل الشام قصفاً ورعدا..

ووأداً ولحدا..

غداً موعد الحساب..

حين تساقون.. رأساً فرأساً.. وعبداً فعبداً.. ووغداً فوغداً..

حين يأتي كلٌّ إلى محكمة التاريخ والحقّ فردا

فتُتلّون للجبين جميعاً

ونردّ الجحود، وعداً علينا، عدّاً ونقدا

ويا أيها النارُ كوني علينا سلاماً وبردا ووردا..