لا تخطئوا العنوان
محمد عمر- مصر
من نصف قرنٍ
أصبحت من ها هنا الجولانْ
تغيّر العنوانْ
تبدّلت خريطةُ الرّماة في المكانْ
فلم تعُدْ من ها هنا درعا
ولا هذي حماةٌ
أو هنا حورانْ
ما هذه حمصٌ
ولا شامٌ
ولا هذي هي الميدانْ
يا من تُسمّى جيشنَا !
يا من تُسمّى أمنَنا!
يا أيُّها " الشبِّيحةُ" الآتون من طهران
أو من لدنْ هذا الجنوبِ في لبنانْ
صار العدوُّ ها هنا
صارت هنا الجولانْ
فلتعرفوا طريقَكم
لا تخطئوا العنوانْ
والدربُ سهلٌ لاحبٌ
إنّ العدوَّ أعزلٌ
والأرضُ أمنٌ وأمانْ
وهؤلا أعداؤنا
وكلُّهم قد " دُسَّ" فيما بيننا
ما هؤلا من أهلنا
أو ربعِنا
ما هؤلا إخوانُنا
أو ناسُنا
أو شعبُنا
بل هؤلا جرذانْ
عليهمُ فلتطلقوا النيرانْ
***********
من نصف قرنٍ
ما يهودٌ هم يهودْ
ما الغاصبون قدسَنا اليهودْ
ما السارقون أرضَنا اليهودْ
تغيّرت مواقعٌ
وبُدِّلت عهودْ
ووُقِّعت وثائقٌ
وأُمِّنت حدودْ
في إدلبٍ صارت يهودْ
وفي معرَّةِ الصمودْ
معرّةِ النعمان
في ديرِ زُورٍ عاصفٍ
كأنه البركان
في كلِّ حيٍّ ثائرٍ غضبانْ
يريدُ أن يكونَ كالإنسانْ
يريدُ أن يكونَ مثلَ الطيرِ في الأكوانْ
لغير ربٍّ واحدٍ
جبينُه لا يعرفُ السجودْ
فهؤلا وهؤلا
همُ اليهودْ
فنحوهم توجّهوا
يا أيها الجنودْ
**************
أرانبٌ يا أيُّها الجنودْ
يا من تسمّيتمْ حماةَ الدورْ
إن تسمعوا أنّ العدوَّ قادمٌ
عن بعدِ شهرٍ أو شهور
فررتمُ كي تحتموا
في داخلِ الجحورْ
لكنكم على بني ديارِكم
مستأسدون جارحون كالصُّقورْ
سلاحُكم مكدَّسٌ مخبّأٌ
ينامُ نومةَ القبورْ
لم تمسحوا غباره
من سالفِ العصورْ
ما كان منه طلقةٌ
في وجهِ أيِّ معتدٍ جسورْ
لكنكم..
لمّا رأيتُم شعبَتا
يرنو إلى فجر الهدى والنورْ
هبّ السلاحُ صاحياً
من كهفِه المهجورْ
ليهلك الكبارَ والصغارْ
ويزرعَ الثبورْ
**************
يا أيها الجنودْ
من جوعِنا أكلتمُ
من عريِنا اكتسيتمُ
لكي تكونوا أمننا
لكي تكونوا درعنا
لكنكم قد خنتمُ
ولم تراعوا عهدَنا
عهدٌ لكم للأهلِ والأوطانْ
عهدٌ تموتُ لأجلِه الشجعانْ
إلى متى
ستخطئون في العنوانْ؟
ليستْ فلسطينٌ هنا
ليست هنا الجولان