صانع الإجرام
20آب2011
حسن صهيوني
حسن محمد نجيب صهيوني
مِن دَوْحِ (جُولانَ) يبكي السهلُ في هـذي دمـشـقُ، إذا ظـلّـتْ بقيتُها أطـلـقْ لـها السَمْعَ في أصدائها، فلها فـي الـحادثات ترى شُهّادها حَضَروا (سـوريّـا) ياللهُ تـشـكو من مواجعها إنْ تَـحْـكِ (غـوطـتُها)، والله ألبسها تـهـمـي لها العين إنْ أبصرتَها مقلاً يـكـفـي مـشـاهدها تنكيلُ عصبتها هـم ثـلـة (البعثِ) لا نالت مطامعُهم يـا وَحشة الرعب في تَجْحاظ أعينهم!! مـن عـهد (حافظَ) والحَدَثانِ ما انتهيا مـا زاد سـيـرتـه إلا حَـذا قُـدُمـاً إنـي أطـلُّ عـلـى أقـطارها فأرى بـيـنـا كـذلـك والأهـلون في جَلَل تـضـاءل الـخـوف مُذ بَرَّدتَ أفئدةً وأعـيـنُ الـقـوم إنْ تَجْحَظْك راميةً حـتـى ارتوتْ دِمَناً من بعدما دُرِستْ هـذا (الـنُـصـيريُّ) والأذناب تتبعه وعـاقـروا الـشـرَّ حتى قال قائلُهم: يـا (جَبلةَ) الأمسِ يا من كنتِ روضتَنا مـا بي أرى (حِمصَ) والأنواء تلطمها وغـادر الـصـبحُ (دَرْعا) وهي نازفةٌ حـتـى (حـمـاةُ) فـلم تَبْرأ مواجعُها وأُخمِدَ النورُ في (طرطوسَ) فاصطبغتْ يـا قـاتـلَ الـشعب من أبناءِ جِلدتكم لا نـضَّـر اللهُ هـذا الـوجـهَ حاملَه بَـشِّـرْ أبـاك بـأنَّ الـيـومَ فاجعُكم الآن يـفـضـح فـجـرُ الله لـيلكُمُوْ ويـصـدعُ الـصوت: ألا مرحباً بكمو والـيـوم آذَنَ لـلـتـحرير فاستمعوا هـذي الـبـلادُ بـلادُ الطُهْرِ فانقلعوا يـا صـابـغَ الـوجه بالألوان معذرة أو حـاقـنَ الـرأسِ بـالأفيونِ إنْ تَرَه حـسـبي بك (البعثُ) محزوناً يَجُرُّ لكم وحــرَّكَ اللهُ لــلأيـام قـادمَـهـا ونـالـك الـعَـثْـرُ فـي زلاته قَدَماً يـوم أتـاك ولـم تَـحـسِـب له أبداً يـا مـوهـمَ الـشعب بالإصلاح بُغيتَه الآن تـغـفـلُ عـن مِـرآةِ أَمْـسِكُمُ واسـألْ أبـاك بأرض الشام (حافظَها) إنْ كـان قـيـلُك: نحنُ الدهرَ نصنعه أو عُـدْ أبـاك دَعِـيّـاً صـانعاً قدراً لا تَـعْـتَـلِـلْ قـدراً قد كنتَ صانعَه | وجعو(الـعـاصِ) أعـينُه جَفّتْ من يُـنـبـيـك قـاطنُها عن مشهد الفزع مـا أسـمعتْ حَزَنٌُ في قلب ذي وَرَع قـد شـفّـهـم ألـمٌ من كل مضَّرِع: مـن يُـشـتـكـى عِللاً إلاك بالهَجَع مـن خُـضرةٍ يَبَسَتْ ورساءَ من جَزَع غـوراقـةَ الـبـؤس دمعاً غير مُنقلِع مـن وُسِّـدوا رُتَـباً من ساسة الطمع تـدري بـهـا حِـقـبٌ مشّاءةُ المُدَع كـالـغـول عاقرها إبليسُ في صَرَع حـتـى مـشـى بهما دَرْأ ابنه الوَضِع والـضَـبْـعُ صِـبـغتُه سوّاقةُ الجَشَع كـلَّ الـجـهـات بها تشكو من الوجع والـقـمـع تـحسبُه الإصلاحَ ذا نَجَع وغـادر الرَوْعُ ما استأسدت في صَرَع رَمْـيَ الـمُـضامِ أصاب القلب بالهَلَع حـمـراءَ سـاجـعـةً من دَمِّ مُسَّجِع بـالـجـرم، واحـتفلوا في كل مُنتجَع مُـرْنـا فِـداكَ نَـعُدْ من غير مُرتَدع كم هم تُرى وَلَغوا في روضِك الوَدِع!! تُـغـتـالُ واقـفـةً بالقَمْعِ والضَبَع؟! يـا صَـبْرَ إخوتنا في غَمْرة الضِيَع!! إلا وسُـقْـتَ لـهـا جـيشاً من الفَزَع فـي فَـحـمـةِ الليل بالويلات والهلع كـذا تـكـونُ فِـعـال الحاكم البَرِع!! أو فـرَّج اللهُ عـمّـا رُعْـتَ من فزع قـد لاحَ مـطـلـعُـه مِن كل مُنقَشَع ويـنـطـقُ الـحق بعد الزيف والبِدَع لا يـنـطلي اليومَ ما قد كان من خُدَع من صرخة الشعب، وارْعَوْا كلَّ ذا سَمَع لا تـأسـفـوا نـدماً، قد ثار ذو قَرَع تـلـويـنُك الوجهَ لا يجدي مع الفزع لا يذهبُ الروع أو يطغى على الصرع أنْ قـد دنـا أجـلٌ، يُـنـبيك بالفَجَع مـا خِـلـتَـه وَهِـماً مِن غير مُنقَشَع تُـفـضي إلى الأخرى: إياكِ أن تَقَعي أمَـا خشيتَ بما في البطن من جشع؟! والـقـلـب مـضـغتُه سوداءةُ الرُقَع فـانظرْ لها اليوم، كم تشكو من البشع!! هـل جاء بالحفظ غيرُ السيفِ مُشَّرَع؟! فـابْـرَعْ بـقولك هذا اليوم واصْطَنِع يـنـبـيـك مـهلكُه: عن كِذبة الوُدَع وارقـبْ بـنـا غَـدَنا مِن ثَورة السَبُعِ | الهَلَع