الموت يجيء غدا
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
طعنت صدري وشجت صرختي البدنا
وأرقـت قـلـقـي صحراء غربتنا
بـدأت مـنـي وعـني كنت مختلفا
مـنذ اختلفت مع الأنفاس في جسدي
وقـاومـت رقـصة التابوت دمعتنا
وكـنـت أبـكـي على موت يحملنا
وجئت وحدي وإسفلت الدروب مشى
مـشـيت نحو بوادي الحزن يسبقني
أرتـل الـصـمت في قيثار أزمنتي
أسـابق النمل في خطوي إلى عطشي
حـتـى استحلتُ رمادا فوق أرصفتي
كـانـت خـطـاي تناديني لظل غدٍ
لـكـن شـددت بخيط الريح مشنقتي
أولـى دمـائـي سـأرمـيها لسيدتي
وكـي أعـير لطير الحزن خارطتي
لـلـريـح نـافـذة نحو الرحيل وقد
والـبـحـر أوّلـنـي مذ مدّ يونسه
مـاتت ضلوعي وغابت فيَّ بوصلتي
أنـا الـرحيل بلادي أصبحت مطرا
ومـا انتبهت خطوطي غيرت صفتي
أحـتـاج شـيئا عساني فيك ألحظه
كـونـي وفـيك أرى أسرار غيبتها
تـيـبست دهشتي مذ غاب وجه أبي
كـونـي حضارة قلبي واسكني مدني
أنـا كـفـرت بـكـرسي الولاة كما
هـم حـطّموا لي جرارا كنت أحملها
وكـنـت ألبس خوص النخل أردية
والـريـح تشنقني حتى كوى رمقي
وكـنـت نـايـا إلـى لمحات بحته
مـشـيت عمرا وكان النبع يهجرني
فـي ألـف بـاديـة سافرت يتبعني
وجـئـت بئري وكان الذئب مختفيا
أنـا الـبـريء وها أعلنت محكمتي
يـا يـوسـف الجبّ إخواني تؤبنني
هـا قـد قددت قميص الوهم من دبرٍ
قـطـعت عمرا بسجني دونما سببٍ
فـكـان قـلـبـي له ذبحا بلا ثمنٍ
هم بايعوني على صوتي فصاح فمي
أعـجـزت موتي وأولت انتثار دمي
حـتـى اسـتـحلت كوانينا مسعرة
فـرحت أخطو لناي البوح كم شرقت
قـطـعت عمرا أجر الهمّ لست أرى
هـنـا ارتـمـيت وإسماعيلُ منتظرٌ
نـذرت نـفسي وسكيني قد انكسرت
قـد كـان يوما وألغى نصف شاطئهفـصـاح قلبي ونادت دمعتي الوطنا
وعـشـت بين احتراقي والنزيف دنا
وكـنـت أزرع لـكن أحصد الشجنا
حـرثـت ألـف نـزيف قاوم المحنا
وأجـلـت غـربتي في رحلتي المدنا
مـا لا يـطاق فزرت بمفردي الإحنا
نـحـوي وعـافـت خطوتي الوهنا
مـوت يـراد وقـلـبي فارق الوسنا
وأسـأل الـريح عن درب مشيناه هنا
ومـعـول الدمع نحوي بالجنون رنا
ومـا انـتبهت فداست خطوتي الزمنا
كـي أسـتـريـح وألغي ظلها علنا
وطـوقـتـنـي وكنت المستميت بنا
حـتـى تـغني على موتٍ إليّ عَنى
وتـهـطـل الروح في شهقاتها مُزُنا
مَـلّـت عصافير أوجاعي هنا الفننا
فـي دمـع سيدتي في الرحلة السفنا
ومـا تـركـت يدي كي ترسم الفِتنا
مـن الـدمـاء فـكن يا موطني مَعنا
وعـدت لـكـن أبي قد غادر الكفنا
أمـي الـتي ارتحلت كوني لنا سكنا
ومـضا ولوحي لنا لولا بصيص سَنا
عـنّـي فـلمت مرايا لوعتي الحَزنا
ورتـّقـي قـدحـي المكسور لو لُعنا
شـتـمت مَن باع أرضي أو لنا رَهنا
إذا الـتـظى عطشي أو كنت ممتحَنا
حـتى أستّرني لو هزّ العروقَ ضنى
مـاءُ الـحـنين وتدمي قامتي الوثنا
بـألف صوت حكى واستنزف المِننا
ومـا عـلـمـت فمي قد فارق العدنا
ظـلـي وضـيّـع فـي آفاقه السُّنَنا
لـمـا دنـوت فصاح الذئب جئت أنا
أمـامـكـم فـاقرأوا الدستور يا أُمَنا
وكـلـهـم أولـمـوا لحم العراق لنا
وقـدنـي الـوهم حتى في دمي سكنا
ومـا كـفـرت بـهـمي بت ممتحنا
وكـنـت كـبـشا لإخواني غلا ثمنا
أنـا الـمـؤجل موتا والناحرون أنا
فـشـئـت مـا شـئتُ لما ربنا أذنا
بـها احترقت ومني ما قد يشاء جنى
بـدمـعـهـا العين فينا أمطرت فتنا
إلاي أبـدل فـي تـبـر الدنا الدرنا
صـوتَ الـنعاة بوادي النملة ارتهنا
وصـاح مـائـي أريقوا فوقه العفنا
ونـاوئـتـه بـحـار مـاؤه أسـنا