عثمانيات (6)
حقيقة، لاحُلم ؟!
د.عثمان قدري مكانسي
[email protected]
يـقول الحديثُ الشريفُ مقالاً
(سبابُ أخي الدين ظلمٌ و فسق
وحـقّ الأخـوّةِ أمْـر جليلٌ
ومـجتمع الحُبِّ يبني سياجاً
صـلاحُ الـرعية يحميه مَلْكٌ
وفـيـه الرئيسُ رحيمُ ودودٌ
يـعـفُّ عن المال لا يستبيه
وحـولَ الأمـيرِ رجالٌ ثقاتٌ
وشـوراهُ عـلمٌ وأهلُ صلاحٍ
* * *
وعُـدْتُ إلـيّ بـهمٍّ وضيقٍ
يحيط به الظلم من كل صوب
ويُـقـتل قنصاً ويُحرَم عُمراً
تـمـيد به الأرضُ دون هَوادٍ
أيـطـلـبُ حـقاً طواه ذميمٌ
وتـأبى بلادي الخضوعَ لنغل
وفـيـه الشباب كِرامُ المُهور
أذاقـوا الـلئامَ كؤوس المنايايـوضّـح حـالاً بسرٍّ وجهرْ
وقـتـل أخـيك المسالم كفر)
عـلـيـهِ الحياة تقوم بإصْر
مـتـيناً له العدلُ أيدٍ وصَدرْ
يـسـوس الأمور بقلب وفكرْ
وفيه من السَّمْتِ عزمٌ وصبر
ويَـبـعُدُ عن كلّ كِبْرٍ وجَوْر
فـلا مفسدون وأصحابُ مكرْ
بهم مركبُ العمرِ يجري بخيرْ
* * *
فـشـعبيْ يعاني الأمَرَّ الأمَرّ
ويـحـيا بضنك وفقر وعُسر
ويُـقـصفُ جواً وبحراً وبرّ
وتـجـري دماهُ كنهرٍ وبحر
إذاً فـلـيـذقْ كل ذل وقهر!
فـشـعبي كريمٌ عزيزٌ وحُرّ
نـمَـوا في إباء وعز وطُهرْ
وكانوا الضياءَ إلى كل نصر