في بلاد الشرق

قدري شوقت محمد الراعي

[email protected]

في بلاد الشرق تحيا لم تزل

جرثومة السلطة

فالمجد للراعي الكبير

والموت للفقراء والبسطا ..!

الذهبُ المرصعُ باللآلي في خزائنه

والشعب يكفيه

كيلٌ من الحنطة ..!

الغولةُ الحمقاءُ في الأحلام ترعبنا

والقمع والإرهاب يقتلنا ...

إذا نصحو علي يد الشرطة ..!

***

في بلاد الشرق تحيا لم تزل

أخدوعة التوريث

وجه سيبقي لا يموت

وقبلة ستظل تُعبد لا محيص

همٌ سيحمله الفتي العربي

وشوكة في الظهر يُغمدها الوريث

هذا الدم العلوي في الأقدار مكتوبٌ

قمر أطل علي البلاد مُؤله قديس.!

شمسٌ لا يُداهمها أفولٌ

وإن جادت يداها بالجِمار أو البصيص

ليث يُهرول في البرية ليس يفني

أوليس من صُلب الرئيس ..؟!

هذي النُطفة الملكية البيضاءُ يوماً

ستجلس فوق العرش نشوانة

يوماً ستملك في الوجود ناصية الحديث

فلتسقط الأممُ الجحودةُ في بلاد الشرق

وليحــــــــــــــــــــــــيا

هذا المُورث أرضنا بعقيدة التدليس..!

***

في بلاد الشرق حين يغدو الرئيس مقامراً

ومغامرا

وملوثاً بالكبرياء

وبالجنون

أو حين يغدو نرجسياً

أو بغياً

غارقاً في الأمنيات الكاذبات

وفي الظنون

فالناس –كل الناس- في بلاد الشرق متهمون ..!

فقد تربوا في بيوتٍ لم يزرها الخبزُ إلا في الخيال

رضعوا البكاء المُر من ثدي المنون

كانوا صغاراً في الليالي يهرعون

إلي الكبار وحولهم يتسامرون

بأخبار الحواة

وحُلمِ المرء حين يغدو حتفه أو منتهاه

وكيف الصمت عند الغول مفضولٌ ومنجاة

كانوا صغاراً في المدارس يدرسون :

" هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون "

ومضي الأطفال في بلاد الشرق -يوماً بعد يومٍ- يكبرون

خبروا الأحاييلَ الوضيعةَ والفنون ..!

ومضوا للرب الفُخاري المُعمدِ فوق أعراش البلاد زُمَراً

يهتفــــــــــــــــــــــون :

أيها الرب الجميل المُحيا

اُمنن علينا بالرضا

والقلب الحنون

إنا عبيدك الأبرار نحيا لأجلك

لا تُؤَاخذنا بسوء الظنون

أسبغ علينا نورك العلوي

إنا حياري سيدي

قد ضيعتنا السنون ..!

ومكث الناس في بلاد الشرق حول العرش أزماناً

يسجدون

يصلون

يقدمون نذورهم

ويسبحون :

إن الكبيرَ كبيرُنا

نحن الصغارُ العابدون

إن جادت يدُ الإله علي الرعية بالرضا

فلأنه أهلٌ لذاك

وإن يَلوح الرب يوماً بالقساوة والعصا

فلأننا قومٌ نُجاهر بالإساءة والمجون ..!

***

عن بلاد الشرق حدث يارفيقي لا حرج

لا تُزايد في الحقائق لا تُجَمل بالخيال

هذي البلاد النرجسية تحتضر

تسقط في انحدار

تغرق في الضلال

تُساورها الظنون بأنها رمز الفحولة والخصوبة

عنوان الكمال

وبأنها أمٌ ولودٌ للحضارة

حين كان الغرب يحيا في ضياعٍ وانحلال

وبأنها الفرعون المُبجلُ بالصولجان

يحكم في القطيع فلا نقاشَ ولا جدال ..!

هارون الرشيدُ تُغازله الجموع

وتشتهي النساءُ فحولتَه في تأبٍ أو دلال

وبأنها .. وبأنها .. لكنها

في الأصل حافيةٌ علي شوكٍ

تُراقص وَهْمَها فوق التلال

تُجيز العيب في ذات الإله الودود

والعيب في ذات الحكومة إفكٌ أو محال

تُلَوح للبرية بالعدالة يا رفيقي

والظلم يرقد في القصور الشامخات

فوق العروش

وتحت النعال ..!