يا كاتب التاريخ عن سورية
04حزيران2011
محمد جميل جانودي
هدية إلى شباب الثورة..
محمد جميل جانودي
| يَـاْ كَـاتِـبَ التَّارِيْخِ عَنْ سُوريّةْ بِـيَـمِـيْنِكَ اكْتُبْ يَا أُخَيَّ مَلاحِما أبْـطـالُـهَـا غُـرٌ وإنَّ مِدَادَهَا اغْـمِـسْ يَرَاعَكَ فِي بِحَارِ دِمَائهمْ سُـورِيّـةُ الْـبـلـدُ الأشمُّ بشَعْبِهِ سُـوْريّـةُ الأمُّ الـرؤُوم لِـفِـتْيَةٍ بَـذَلُـوْا النّفيسَ لِنَيْلِ أسمَى بُغْيةٍ نَـظَـرُوْا فَـألْـفَوْا فَوْقَهُم مُتَجَبِّرًا يَـرْنُـوْ إلـيْـهِـمْ مِنْ عَلٍ وكأنّهُ أمّـا هُمُ، فَحَصًى يُداسُ ويُزدَرَى سـمِـعُـوْهُ يَهْتِفُ قَائِلاً مُسْتَكْبِرًا أنَـا مُـلْـهَـمٌ فِي حَلّ كلّ قضيّةٍ أنَـا سـيّـدٌ ومُـمَـانِـعٌ ومُقَاوِمٌ مَـا كـانَ مِـنّيَ فَهْوَ حَقٌّ سَاطِعٌ نَـظَـرُوْا قَـليْلاً للْوَرَاءِِ فَشَاهَدُوا ورَأَوْا دِيَـارًا تَـحْتَ ظلّ عَدُوّهمْ مَـرَّتْ عُـقُـودٌ لَمْ يُحَرَّكْ سَاكِنٌ وَرَأَوْا حَـقَـائقَ زُوِّرَتْ أَوْ لُفِّقتْ ورأوا عِـصَـاباتٍ تَبيْعُ وتَشْتَري وَرَأَوْا خِـيـانَـاتٍ بـثَوْبِ أَمَانَةٍ وَرَأَوْا ثَـكَـالَـى أوْ أَيَامَى خُشّعًا ورَأَوْا فِـئـامَ الـنّاسِ هَامُوْا ذِلّةً ورَأوْا جُـمُـوعَ النَّاسِ تنشدُ حقَّها فَأتَى رَصَاصُ الحِقْدِ نَحْوَ صُدُوْرِهُمْ وَجَـدُوْا الـدّمَاءَ تَسِيْلُ مِنْهُمْ أنْهُرًا فَـغَـلا دَمُ الأحْرارِ فِيْهِمْ صَارِخًا آنَ الأَوَانُ لِـكَـيْ نُـحَـرّرَ أمّةً يـا شَـعْـبَ سُـوْرِيّا لأَنْتَ أمَانةٌ سـنُـعِيْدُ مَجْدَكَ يَوْمَ كُنْتَ مُسَوّداً سـتَـرَى لَـنَـا فِي كلّ يومٍ وِقفَةً تَـشْـدُوْ حَـنَاجِرُنَا بِأغْلَى مَطْلَبٍ إنّـا لَـنـعْـلـمُ أنّـهَـا لَثمينَةٌ يـا شَـعْـبَ سُوْرِيَّا اطْمَئِنّ فإنّمَا لا لَـنْ نـعُـوْدَ إلى الوَرَاءِِ فَقَوْلُنَا نَـمْضِي لِنُبْصِرَ نَصْرَنا فِيْ شامنا إمّـا حَـيـاةٌ حُـرّةٌ وكَـرِيْـمَةٌ | قِـفْ بِـاحْـتِـرَامٍ، إنَّهَا لَحَرِيَّةْ تَـجْـرِيْ هـنَـاكَ بِنَفْحَةٍ قدُسيَّةْ جَـادُوا بـهِ فـي دفْـقَـةٍ دَمَوِيَّةْْ لِـيَـخُـطَّ سِفْرَ "الثّوْرَةِ السُّوريَّة" فِـيْ صَـبْرِهِ، والصَّبْرُ فِيْهِ مَزيّةْ بَـاعُـوا النُّفُوْسَ رَخيْصةً ونَديّةْ هَـتَـفُوْا لَهَا: ((حُريّةٌ))((حُرِّيةْ)) مُـتَـغَـطْرِسًا، وَرُؤُوْسُهُم مَحْنِيّةْ مِـنْ فَـرْقَـدٍ، مِـنْ مَاسَةٍ عُلْويّةْ وأصُـوْلُـهُـم مِـنْ تُرْبةٍ طينِيَّةْ أنَـا سُـلْـطَتِي بيْنَ الوَرَى أَبَديّةْ ومُـخَـالِـفِـي ذُوْ كِذْبةٍ وفَرِيّةْ لـلـغَـاصِـبِيْنَ بخُطَّتِي وَيَديّهْ أمَّـا سِـوَايَ فَـبَـاطِلٌ وَرَزِيّةْ أهْـلاً لـهُـمْ بِـسُـجُونِهِ مَرْميّةْ كـانَـتْ لَـدى أرْكـانِهِ مَنْسِيّةْ مِـنْ أَجْـلهَا، في بُكْرَةٍ وعَشِيّةْ ورَأَوْا نُـمُـورًا إنّـمَـا ورقـيّةْ وكـأنّ سُـوريّـا لَـهُـمْ مَحْميّةْ ورَأَوْا نُـفُـوْسًـا لـلدّمَاءِ شَهيّةْ وجِـرَاحُـهُـمْ بِـقُلوبِهمْ مَخْفيّةْ سِـيْـمُـوْا العَذَابَ كَيَاسِرٍ وسُميَّةْ بِـتَـحَضُّرٍ ((سِلْميّةٌ)) (سِلْميّةْ)) يَـحْـكِـي دَنَـاءةَ زُمْرَةٍ هَمْجيَّةْ تَـجْـريْ لِتَسْقِيَ غَرْسَةَ الحُرِّيّةْ آنَ الأوانُ لِـغَـضْـبَةٍ مُضرِيّةْ مِـنْ خَـوْفِـهَا، مِنْ طُغْمةٍ دُونيّةْ ورقَـابُـنَـا يَـا شـعـبَنَا لَوفيَّةْ سَـتَـرَى الـعَـدُوَّ بِـذلّة ودَنِيَّةْ فِـيْ بَـلْـدَةٍ فِـي قَـرْيَةٍ وقُرَيّةْ حُـرِّيَّـةٌ، حُـرِّيّـةٌ ، حُـرِّيَّـةْ ودِمَـاؤُنـا مِـنْ أجْـلِـهَا لَهَدِيّةْ أرواحُـنـا هِـبَـةٌ لَـها وعطيّةْ وعْـدٌ وإنَّ وعُـودَنَـا مَـقْضِيّةْ فِـيْـهَـا نَـمُوْتُ وَتَنْبُتُ الْحُريَّةْ أوْ جَـنَّـةٌ فِـيْـهَـا الْحَيَاةُ هَنِيّةْ |
