حافظ الأسد
04حزيران2011
نزار قباني
حافظ الأسد
نزار قباني
القصيدة التي كتبها نزار قباني في حافظ أسد وأودعها عند أحد أصدقائه
لنشرها بعد هلاك حافظ أسد
لـيـس بالموتِ تشمَتُ قُمْ إن استطعتَ من مماتِك واهرُب أيـهـا الـقـاتـلُ الـمُعَبَّأُ قَمْعاً أيـن ذاك الحديدُ والنارُ والسوطُ أيـن جـنـدُ العصابةِ المتخفُّون أيـن بـالـغَمزةِ الصغيرةِ تودِي أيـن سـلـطانُكَ المرصَّعُ قَهْراً أيـن مـلـيـونُ مُـخبرٍ سِري أيـن مـاكـيـنـةُ الذبح والتبغِ أيـن مـلـيـونُ صفقةٍ في خفاءٍ أيـهـا القاتلُ الذي احترفَ القتلَ أيـهـا الـقـاتلُ المؤسِّسُ نهجاً يـا طـيـورَ الـقرنفلِ المترامي يـاسـمينُ الشام مات مِنَ الخوف وَحِّـدوا الـحـافـظَ الزنيمَ وإلا واعْـبُـدُوه وإن أرادَ فَـزِيـدوا وارْفَـعـوا صورةَ الزعيمِ وقُولوا واخـتـمِوا بالدماء صِحَّةَ دَعواكمْ واخُرجوا في الطريق قولوا سَمِعْنا نـحـن يـا دولـةَ اليهود اسْتَكَنَّا أَعَـلـيْـنـا يا ابنَ الحرامِ تُغَنِّي أنـكَ الـبـائـعُ الـموقِّعُ بالعَقدِ أعـلـيـنـا يا ابنَ الحرامِ تُغَني سقطتْ كلُ المسرحياتِ في الليل حـافظَ الذئبِ هل على الليل سِدرٌ خـائـنَ العهد هل لبيروتَ عهدٌ ضُـغِـطَ الـفِكرُ فاستطال حذاءً حـوصِرَ الشعبُ بين قَتْلٍ وحَرْقٍ أيـهـا الـبـاطِـنيُّ قَلْباً وروحاً كـم شـعارٍ أردتَ عكسَ معانِيه كم على الصبحِ كنتَ تكتبُ سِفْراً وحـدويٌ وطـائـفـيٌ لـعمري يـشـهدُ الوارثون منْ عبدِ شمسٍ أنـكَ الـقُـرْمُطِيُّ أصلاً وفصلاً دَجَـلٌ فـاسـقٌ وعُـهرٌ صُراحٌ أيـهـا الأعـور الـملطخ بالدم حـلـب , تـدمـر , زوايا حماة وكـنـيـس , ومـسجد , وقلاع اسـتـكـانت لك البلاد بصمت أيـهـا الـذئب كم بريء ينادي طـرزتـنـي الشام بالحب لكن سـلـطـة تـقـطع اللسان وقيدٌ نـصـف شعبي مهجر في منافيه عـجز الغاصبون عن قهر شعبي إن فـعـل الكلام في الشام موت وتـرى ابـن قـحـبـة يتخطى وكـن لـعـبـة , وعـلبة ليل واقـتـسام بين العساكر في الليل أتـقـن الـمـهـنة المهينة حتى سـامـرٌ يُخرِجَ الطيورَ من الكُمِّ أيـهـا الـهـرجُ الكبيرُ انتَهَيْنا أي ح_ـري_ـةٍ وأي هُ_ـراءٍ (وطـبـيبُ العيون) تُسْحَلُ عيناهُ لـو حَـلَـمـنْا يراقَبَ الحلمُ فينا سُـخِّـرَ الـعـلـم لـلتقدمِ لكنْ قـبـل أن يـحبلَ الأَديبُ برأيٍ يُـكَـشُـف الحملُ عندهم بجهازٍ يُـضـبَطُ الشاعرُ الأَديبُ بوضعٍ وطـنـي يا خلاصةَ المجد والعز بـردى فـي العروقِ ينبُضُ حراً وَجَـعـي أنـنـي أموتُ غريباً إنـني أرفُضُ اللواطَ على الحُكْمِ أُعـلـنُ الـيـومَ يا بلادي بأني رحـلَ الـخـائـنُ الكبيرُ فقولوا قـد يـعـيشُ الطغاةُ قمعاً وقهراً | الأحرارُإنـمـا مـصرُعُ الطغاةِ فـعـلـى الموت تكشَفُ الأسرارُ أيـن جـيشُ الإرهابِ والأنصارُ وأيـن الـبـتـرولُ والـدولارُ وأيـن الـجـمـاعـةُ الأشرارُ بــألــوفٍ كـأنـكَ الأقـدارُ أيـن ذاك الـشُّـرْطيُ والمُغْوارُ ربـطَ الـعـارُ بـينهم والشَّنَارُ وبـيـعُ الـحـشـيـشِ والعُقَّارُ عـقـد الـلـيـل بَيْنَها والقِمارُ تـبـارَتْ يـمـيـنُـه واليسارُ دَمَـويـاً وتـشـهَـدُ الأمـصارُ أخْـبِـرِيـنـا وأنـتَ يا جُلَّنارُ وجـفَّـتْ مـن الـضَّنَّا الأنهارُ فـهـو يـومٌ , وبـعدَه الإعصارُ ثَـم زِيـدُوا فـإنـه الـجَـبارُ أبـدٌ آبـدٌ وربٌ ونــارُ وإلا فــســيــفُـه بَـتَّـارُ وأَطَـعْـنـا ولْـيَشْهدِ (الأحبارُ) مُـذْ أتـانـا الـموظفُ المختارُ بـصـمـودٍ وتـشـهَدُ الأخبارُ وشـعـبـي هـو المُباعَ الحمِارُ بـنـضـال وأزمـةٌ تُـسـتَعارُ ومـاتـت فـي وَهْجِها الأشعارُ أم بـقـايـا مـن زعترٍ أم دمارُ ذُبِـحَ الـرأيُ عـنـدها والقَرارُ أنـثـويـاً بـأي رِجـلٍ يُـدارُ هــكــذا هـكـذا ولا إنـذارُ يـعـلـمُ الـناسُ مَنْ هو الغَدَّارُ فـمـاتَـتْ وعـاش فينا الشعارُ وعـلـى الـليلِ تُنقَضُ الأسفارُ حُـبـسَـتْ عـند كِذْبِكَ الأمطارُ وبــقــايـا أمـيَّـةٍ ونِـزارُ أإلـى خـائـنٍ تُـنـاطُ الـديارُ وعـلـى الـعَـهـرِ قُبَّةٌ ومَزارُ رويـداً سـتـنـطُـقُ الأحجارُ ورواقٌ مُـهَـدَّمٌ وجـدارُ هُـدِمَـتْ فـوق أهـلِـها الآثارُ وعـلـى الـرعبِ يسكِنُّ الحوارُ وعـلـى روحـك العذابُ يُضارُ ذلـك الـحُـبُّ ذِلـةٌ وانـكسارُ ثـم طـوقٌ مـكَـمِـمٌ وحِصارُ ونـصـفٌ يـدوسَـه البِصْطارُ مـن قـديـم وأفـلـح (الجزارُ) واجـتـراءُ الـغـنِاء فيه انتحارُ كـلَ صـفٍ ويُـمـنَعُ الأَطهارُ لـلـبغايا , (وديسكوتيك) , وبارُ ونَـصْـبٌ وقـائـدٌ سِـمـسارُ خُـلِـطَ الأمـرُ فاستحالَ الخيارُ ويـلـقـى فـتُـسحَرُ الأَبصارُ سَـقَـطَ السيركُ واختفى النُظارُ إنْ كَـتَـبْـنـا تُـقـلعُ الأَظفارُ وتـكـون عـند الخطيبِ الشِّفارُ كـهـربـيـاً وتُـصْعَقُ الأَفكارُ ضـد شـعـبي يُسَخَّرُ (السونارُ) يـذبـحـوه فـحِـمْـلُهُ أوزارُ لـيـسَ صـوتٌ فيه ولا أزرارُ شـاعـريٍ فـيَـصعبُ الإنكارُ بـرغـم الـجـفـا لـكَ الإكبارُ عـربـيـاً فـتـخـفُق الأَوتارُ ودمـشـقٌ عـلى فؤادي السِّوارُ وأمـضـي مـا بِـكَـفِّـيَ عارُ شـامِـتٌ شـامِتٌ وذاك اعتبارُ لـلـمـراحـيضِ روحُهُ والقَرارُ إنـمـا فـوق كـلِ قـاهرٍ قهارُ | انتصارُ