شُحْرورُ القَوافي
04حزيران2011
حبيب شريدة
حبيب شريدة / فلسطين
( قصيدة رثاء للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري رحمه الله )
رُبَّ كـرْبٍ فوقَ صدري كـلـمـا فـارقـنـي عـاوَدَهُ مـا بـكَ الـيـومَ فؤادي أوَ لمْ تـتَـلـظـى بين نارين ِهما : مـا جَـرى لو زدْتَّ كَلماً مُكْمِلاً قـال : هـذا لـيس كَلماً مثلها قـلتُ : ما الأمرُ، لقد أفزعْتني قـد غـدوتَ اليومَ قلبي جمْرة ً هـل هـوى نـجمٌ على كوكَبنا أمْ أتـى طـوفـانُ نـوح ٍثانياً أمْ هـو الـبركانُ في عمقِكَ قد قـالَ والـلـوْعـة ُتكويهِ : لقد قلت:مَنْ ذا؟ قال:مَهْدي،غابَ عن أصـبـحَ الـشـعْرُ يتيماً بَعْدَهُ غـابَ نبضُ الشعْرِعنْ شرْيانِهِ غـاب شُـحْرورُ القوافي تاركاً وهْـوَ مَـنْ كـانَ عـلى أفنانهِ بَـدَأ الـشـعـرُ لـدى ميلادِهِ لـمْ يَجدْ في الأرض ِمِنْ مُتسَع ٍ قـد سَـمـا الـشِّعْرُ به مُنْطلِقاً رَجَـعَ الـتـاريـخُ في دوْرَتهِ بَـيْـدَ لـمْ يـظْمَأْ لِمُلْكٍ وهْوَ لمْ يـمْـتـطـي صَـهْوَتهُ مُمْتشِقاً لـمْ يـضـعْ مـثـلَ سواهُ أبَداً لـمْ تـجَـيِّـرْهُ السِّياساتُ ولمْ وَهَـبَ الأمَّـة َمِـنْ مَـغربها هـا هـو الفارسُ يمضي تاركاً * * * آهِ يـا نـبـراسَ قومي قدْ غدا تـاهَـتِ الـكِلمَة ُفيهِ وهْيَ ما لـمْ تـجـدْ إلا أديـبـاً غممَتْ مـاتَ صوتُ الحقِّ في وجْدانهِ * * * آهِ يـا نـبـراسَ قومي قدْ بكى يـا ابْـنَ بـغـدادَ لـقد فارقتنا جـفَّ روضُ الشعر ِحتى جئْتهُ شـعـرُكَ الـنابضُ في أعماقِنا سـوفَ تـبْـقـى قمَّة ًشامخة ً * * * قـلـتُ لـلـقـلب ِوقد أغرقهُ قـفْ بـسـوريّا وسائِلْ برَدى ضَـمَّ أحْـبـابـاً لنا في بطنهِ يـعـدِلُ الـواحـدُ مـنهمْ أمة ً هـا هُـو الـيومَ يُوارى معَهمْ شــاعــرٌ آثـارُهُ خـالِـدَة ٌ قـد تـربَّـيْـنـا على أشْعارِهِ سـيـظـلُّ الـزادَ في أفراحِنا | جَثماوسـقـانـي بـيـديْهِ العَلْقما لـي اشْـتياقٌ مثلَ صَبٍّ أغْرما تـألـفِ العيشَ حزيناً مُكْلما ؟! غـربةِ الأهل وشوقي للحِمى ! ألْـفَ كَـلـم ٍنازفٍ ما الْتأما ؟! بـل مُـصاباً حلَّ بي مقتحِما ! أيُّ خـطْـبٍ فيكَ عنّي كُتما ؟! بـلْ جَحيماً في ضلوعي أضْرما فـغـدا الـخلقُ عليه عَدَما ؟! فـفـقـدْنـا دونه المُعْتصَما ؟! ثـارَ يـغلي في عُروقي حُمَما ! فـقـدَ الـشعرُ الأريبَ العَلما ! عُـرُس ِالشِّعْر ِفأضْحى مأتما ! مـثـلَ طـفل ٍمِنْ أبيهِ حُرِما ! فـذوى الـحَرفُ وأوْدى سَقما! روضَـهُ فـيهِ الأسى قد خيَّما ! يُـرسِـلُ الشَّدْوَ طروباً رُنما ! ولـدى فـقـدانـهِ قـدْ خُتما ! لأمـانـيـهِ فـرامَ الأنـجُما ! لـلـمَـعالي وهْوَ للشِّعْر ِسَما ! مُـنـجـبـاً لـلمُتنبي توْأما ! يَـطْـرُق ِالأبوابَ قتلاً للظَّما ! فـي وجـوهِ الـمُدَّعينَ القلما ! سـيْـفـهُ في غِمْدِهِ مُسْتسْلِما ! يَـعْـبُـدِ اللاّتَ لها والصَّنما ! لِـعُـمـان ٍقـلـبـهُ فاتهما ! بَـعْـدَهُ الـسَّـيفَ كليلاً ثلِما ! * * * بَـعْـدَكَ الـشعْرُ كئيباً مظْلِما ! لـمْ يـكُ الـحـقُّ لديْها أبْكَما ! مُـقـلـتـاهُ ويَـراعـاً لجما ! أيُّـهـا الـمُـنطِقُ للحقِّ فما ! * * * بـعْـدَكَ الـشـعرُ بعيْنيَّ دَما ! تـاركـاً فـينا الأسى والألما ! أمـس ِغـيْثاً فشَققتَ البُرْعُما! لا يـنـي يَـهدي خطانا قدُما ! أبـدَ الـدهـر ِتـفوقُ القمَما ! * * * سـيـلُ دمع ٍفي حنايايَ طمى ! عـن ثـرىً نـعْشَقهُ كمْ لُثِما ! شـيـدوا الـمجدَ لنا والشَّمَما ! وبـهـمْ كـنـا نباهي الأمَما ! فـارسٌ خاضَ الوغى مُلْتزما ! شـيَّـدَ الـشعرَ لقوْمي هرَما ! رُضَّـعـاً حـتى غدَوْنا فطما ! وسـيـبـقـى للمآسي بَلسَما ! | !