وداعا أيها النورس

(فيتوريو أريجوني)

Addio gabbiano (Vittorio Arrigoni)

خضر محمد أبو جحجوح

مخيم النصيرات/ غزة

عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

عضو رابطة أدباء الشام

[email protected]

مهداة إلى كلاوديا ميلاني تذكارا من نوارس غزة المحاصرة

Dedicato a Claudia Melanie come souvenir di gabbiani a Gaza sotto assedio

على شغفي ترفرف بين أهدابي

كأنك نورسٌ والريح عاصفةٌ

تحلّق فوق ساريتي، وأحلامي

وفي قلبي تهدهدُ ما تداعى من عذابٍ باتَ يذبحني

وينفث في الصدى نارا:

·   (سفينتنا محاصرة!!

أنبحرُ والصواري تحتسي دمها؟

وهذا الأفق قرصانٌ يطاردنا

 ولا ميناءَ ترسو فيه أضلعُنا)

-     سأبحر والعبابُ محاصرٌ بالدمع والنارِ.

·   (وكيف سنجمع الأشلاء من روما إذا انزاحت

مع الإعصارِ ليلا يا صديقي؟)

-     سنتركها لتبحر نحو إيثاكا

رمالُ البحر تحميها من الآتي!

·   وإن تاهتْ؟!

-     سأهديها لمن عشقوا الإقامة بين جرحي واحتضاري

ومن زرعوا زهور الحبِّ في خوذات من ذبحوا براعمنا

وصبّوا الموت في حُلُم البراري، والغزالة تحتمي بالريح في زمنِ الضواري!!

·   (وميلاني؟)

-     لها تذكار سوسنة

وزنبقة تلونها الأماني حين تغسل  جبهتي بدموعها

وتصيح: (فيتوريو وووووو..)

وتبكي فوق وجنتها النوارس والصواري،

 وتغزل ُحبّنا علما لملحمة البقاء

....

هنا ينساب سيل الحزن من دمنا

هنا الآتي من الفلوات يصهل في دمي شوقا!

ولا دربي معبّدة،

ولا نايي معبّأةٌ،

 سوى ما امتدّ فيها من صهيل الجرح موالا

ومدَّ الشوقَ أسراباً من الغزلان تركض في برارينا

كأنّي والمَدى يمتدّ خاصرةٌ تدسّ حرابها الصحراءُ في دمها..

وأنت تمدّ لي وردا ونسرينا،

وأغنية تلحنها أمانينا

 وتمنحني نشيجَ الحبّ والنجوى

وتهديني مواويلي، وزهرَ الودّ والسلوى

وأزهاري تمد قلوبها  شوقا

وأسراب الحمام تطير في شغفٍ

وتسكب شوقها شجنا لأسرابِ الحساسينِ

وأزهار البساتينِ

وربّ أخٍ إذا ما الريح هبت صدّها بالروح كي تزهو فراشاتي

وربّ أخ.....

أفيتوريو وداعا

وداعا أيها النورس