درْعَا تُنَاشِدُ أخْتَها حَلَبا

ابن آذار

دَرْعَـا تُـنَـاشِـدُ أُخْـتَـهَـا iiحَلبَا
أُخْـتَـاهُ  هَـيّـا فَـإنّي اليَوْمَ مُتْعَبَةٌ
مَـرّتْ  عـلـيّ عُقودٌ كُنتُ iiأحْسبُها
ظـنّـي  بـأنّـكِ لـمْ تنْسَي iiمآسينَا
أنـاْ وأنـتِ ومَـنْ فـي الشام iiكُلّهمُ
لـمْ نَـسْـتطعْ، أبَدًا، إعْلانَ iiرغْبتِنا
قَـدْ  شَـتـتُـوا أهْلنَا في كُلِ iiنَاحِيَةٍ
كـمْ مَـرةٍ روَّعُـوا طِفْلاً iiومُرْضِعَةً
كَـمْ أيّـمُـوا امْـرَأةً في قتْلِ iiعَائلِها
لـمّـا  رَأى فِـتْـيَتِيْ ذُلاً iiومَضْيَعَةً
هَـبُّـوا لِـنُـصْرَتِهم فِي كلّ iiنَاحيَةٍ
واسـتَعْذَبُوا المَوْتَ فِيْ نُشدانِ iiعِزّتِهِم
يَـزهُـو  الزَّمَانُ بِهِمْ فِي كلّ iiمَكْرُمَةٍ
لـمْ يَـحْـسَبوا أنّهُمْ في مَكْمَنٍ وقُعُوا
مَنْ لَمْ يُطِقْ أنْ يَرَى فِي السَّاحِ iiهَاتِفَةً
مـاتُـوا ورايـاتُـهم بَيْضَاءُ نَاصِعَةٌ
مَـاتُـوْا  ولَـمْ يَـنْحَنُوا إلا iiلِخَالِقِهِمْ
وجَـاءَ إخْـوتُـهُمْ يَرْجُون iiنُصْرتَهم
يـا  أمّـنـا حَـلـبًا أنْتِ المَلاذُ iiلَنَا
يـا أُمَّـنـا حَـلـبًا قدْ كنْتِ iiخَيْمتَنَا
يـا أُمّـنـا حَـلَـبًا ما زِلْتِ iiمَرْتَعَنا
يـا أُمّـنَـا حـلَـبًا نَرْجُوكِ iiنَجْدتَنا
إنـا لَـنَـرْقُـبُ نـصْر الله iiيرْفدُنا
هـيّـا إلـيْـنا وقُوْدِي ركْبَ iiثَوْرَتِنا
إنـا عَـلـى ثـقَـة، لِلْمَوْتِ iiمَوْعدُهُ
يـا  أُمّـنَـا إنّ لـلـتّاريْخ iiغضْبتَهُ

























فـي  يَـوْمِ مِحْنَتِهَا والأمْرُ قَدْ iiصَعُبا
والـخَـيْـرُ لـلشرِّ فيْمَا حَوْلَنا iiانْقَلبَا
نَـارًا  تَـلَـظّى وقدْ أذْكَوا لهَا iiالّلهَبَا
يَـومًـا  ولـم تَـنْـسَي لنا iiالنّصَبَا
كـأسَ  الْـمـذلـةِ؛ منْهَا كلُّنا iiشَرِبَا
ويْـلٌ  لِـمَـنْ عَلَنا أفْضَى بِمَا رَغِبَا
فِـي  ذَمِّـهِـم لَفّقُوا مَا سطّروا iiكُتبا
كَـمْ  أوْدَعُـوا سِجْنَهُم مِنْ أهلِنا iiنُجُبا
مِـسْـكـيْـنةٌ جَهِلَتْ في قَتْلِهِ iiالسّببا
حَـلَّـتْ بـأهْـلـهمُ مِنْ غَاشم iiكذَبا
كـانوا  الكواكبَ في حَوْرانَ iiوالشّهُبَا
وأرْخَصُوا الرُّوحَ فِي اسْتِرْدَادِ ما سُلِبَا
أُوْلاءِ هُـمْ خِـيْرَتي قدْ زينُوا iiالعَربَا
لـمّـا  تـصـيّـدَهُمْ مَنْ حِقْدُه iiغَلبَا
لِـغَـيْـرِهِ،  أبَـدًا، حَتَّى غَدَا iiعَجَبَا
أبْـصَارُهم  نَظَرَتْ تَسْتَشْرِفُ السّحُبا
لَـمْ يَـعْبُدُوا صَنَمًا،لم ينْحَتوا iiالنُّصُبا
أمّـاهُ  هـيّـا نُـنَـادي أمّـنَا iiحَلَبا
نَـأْوِيْ  إلـيْـكِ بِيَوْمٍ كانَ iiمُضْطَربَا
فـي  ظـلِّـهَا نَبْقَى إنْ حَوْلَنا iiالتَهَبِا
فِـيْ  سَـاحِـهِ نَـحْيَا لَوْ حَيُّنَا خَرِبَا
لا تُـبْـطِـئِـيْ عَنَّا فَالأمرُ قدْ iiحزَبَا
مِـنْ نُورِ عينيك، مِنْ سَاحَاتنا iiاقْتربَا
لا خَـيْـرَ فيْنا إذا لَم نَسْتجِبْ، iiرهَبَا
واللهُ يـأخُـذُ مَـا أَعْـطَى وَمَا وَهَبَا
نَـخْشَى كثيرًا مَِن التَاريْخِ إنْ iiغَضِبا