الشعر المنيع

محمد عزت الخالدي

مـا كـان يوما ًشحيح النبع iiمعتزَلا
بـل كـان طوداً قوي المتن iiمُعتمَداً
أفـواجـهُ  وثَّقت في الدهر iiمسلكها
دوحاته  عمَّقت في الأرض iiمغرِسها
بـنـيـانـه  أنـجمٌ قد أُلِّفت iiدُرَراً
أغـراضه ألفة في قلب مَن iiقَرَضوا
أعـيـانـه  اعـتدلوا ذِكراً iiبقومهمُ
قد  سابق المجدَ فخراً كلُّ من iiمدحوا
أبـيـاته استُفتِحتْ بالصدر iiينشرها
تـشـطـيرُهُ عُمُدٌ قد راق iiمنظرها
أبـراجـه  مـرمـر راقت iiبدائعه
بـيداؤهم  رجّعتْ أصداء ما قصدوا
يسري بقلب الحبِّ سحراً في بلاغته
يستنهض  القوم في سَحَرٍ وفي هجرٍ
يستوعب  القوم في بدوٍ وفي iiحضَرٍ
في  بِشْرهم راجزٌ يستحضر iiالفرحا
فـي دهـرهـم مـادحٌ أغناهمُ iiألَقاً
كـانـت  كـرائمهم تشدوا iiمحاسنَه
كـانـت  مـطاياهمُ تجري iiقوائمها
والـشـعر نبع العُلا قد كان iiموردَنا
فـي  أصـلـه ثابت الأوتاد iiقائمها
في  صدره بارق الأشطار قد نُظِمَت
عـزَّتْ بـه أنـفـسٌ كانت iiقبائلها
كـانـت مـشاعرهم تسمو iiبصادقه
كـانـت مـبـاهجهم تزهو iiبكاذبه
كـانـت مـراتـبهم بالشعر iiسامقةً
فـاستُحدِثت  عِللٌ قد ظاهرت iiعللاً


























مـا كـان يوماً هضيم الحق iiمبتذَلا
قـد  كان دوماً رفيع الجَبْه، قد iiجُدِلا
فـي  أفوه الأَزد كان النظمُ قد iiعُدِلا
أفـنـانه  سامقت وسْطَ السماء iiعُلا
تِـبـيـانـه أقمرٌ جادت بما iiاكتملا
آثـاره  كـرَّةٌ لـلـغـزو قد iiخُذِلا
مُـلاّكـه أمّـة لا تـبـتـغي iiبَدَلا
واغبرَّ  وجهُ الذي مِن هجوِهم خَجِلا
إغـلاقـها  أعجُزٌ قد جُدِّلت iiخُصُلا
والـتـاج  تاج السَّنا قد كان iiمعتدلا
أعـراضه  غرَرٌ، صرحٌ بها iiاكتملا
والـروح فيهم سمَت، إذ كان iiمنتهَلا
يـسـري بـأُلاّفـه مـستفتحاً أملا
يستشهر  الصحبَ سيفاً كان مُنتَضَلا
يـسـترفدُ المَيْرَ في جدبٍ إذا انتقلا
في  غزوهم ظاهَرَ المستورِدَ iiالأجَلا
فـي  فصلهم وافق الآراء، قد iiعُقِلا
إذا انـبـرى نـابلٌ والنفسَ قد بذلا
فـي وقـع تـفعيلة الإنشاد iiمُرتَجَلا
مـن نـبـعـه ترتوي أجيالُنا iiنهَلا
فـي فرعه نسق الأطناب، قد iiصُقِلا
أعـجـازه أعجزت من كان معتزِلا
ترقى  قريضاً به الأعشى قد iiاكتحلا
أوفى  على سمعهم فاستشعروا iiجَذَلا
إذ  أنَّـأجـمـلَـهُ مـا كان iiمُفتعلا
كـانـت  مـجالسهم تنفي به iiالعِللا
واسـتـورد الآبقُ المستهجنُ النِّحَلا