ثورةٌُ على النَّفس
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
آذيـتـَنـي وعليكَ حُرْصي أبْعدَكْ
ورَسَـمْـتَ بي لوْنَ الجنونِ مُجنَّداً
وقـدَدْتَ مـن دُبُـرٍ ثـيابَ تمزُّقي
وَكـشَـفْتَ سَوْءةَ أضْلعي وَتكشَّفَتْ
وخـنقْتَ بي شُهُبي وأدْميْتَ الرّؤى
وسـكبْتَ في مِحْرابِ جرْحي مِلحَهُ
وعـلـمْـتُ أنَّـكَ في دِمايَ خُرافةً
وشـكـكْتُ في خَوْفي عَليكَ فسَرَّني
وأتـيْـتَ آخِـرَ أحْـرفـي مُتمادياً
وَمَـشـيْـتُ صوْتي كانَ فيّ مُرَدِّداً
أنـا مـا ادَّعيْتُ ولا ازْدلَفْتُ ترَهُّبا
وأسِـفْـتُ ، زَلللني فمي وتصَلَّبتْ
صـدِّق فـإنّـي فيكَ أنْـقى راحةً
وأعفُّ مَنْ صاحبْتَ وحْدي مَنْ أرى
أنـا مـا ادَّعيْتُ ولا أُغَرِّرُ بالوَرى
لـي مـنـكَ ألـفُ توَجُّعٍ يمْتصُّني
أنـسـيْـتَ صَرْخةَ أضْلعٍ حَطَّمْتُها
ونـسـيـتَ إذْ تـهْنا هُنا في غفلةٍ
مـا زلـتُ فـيكَ ، مقاعِدٌُ بعْثرْتَها
ولُـفَـافـةُ الـتـبـغِ التي أشْعلتُها
وَمَـدامـةً كـنَّـا آعتصرْنا نزْفَها
فـتّـقـْتَني ، حتّى اسْتحَلْتُ شرارةً
أشْـعلْتَ ناري وانْطفأتَ على يدي
يَـكـفـيـهِ ذلاً جـاءَ بئرَ دَعارتي
أمْـشـي على حَدِّ الجراحِ مُخضَّبٌ
وَهـويْـتُ فانكسرَتْ قناةُ تصَبُّري
أخـطـأْتَ فـيّ وكانَ ثغريَ مُذنباً
بَـعـثرْتَ ريْحي في يقينِ توَهُّمي
وَشَـحَذتَ خنْجرَ ما ادَّعيْتَ فَهُشِّمَتْ
ورَدَدْتَ يـا مَـوْلايَ سـيْفَ تأوُّلي
جَـفلَتْ حُروفُـكَ تسْتجيشُ وّفتَّحَتْ
قَطَعَتْ عليّ الدربَ حيثُ رَصَدْتني
وأقـمْـتُ في أُفُقي طقوسَ حَرائقي
حـاولـتُ كتمي ما اسْتطَعَتُ تَحَمُّلاً
يـا سَـيِّـدَ الـوَقتِ المُضاعِ بوقتِنا
سـتُـقـيمُ في مَنفايَ رَقصةَ مِيتتي
أنا مَنْ خَشيْتُ على ضُلوعِكَ سيّدي
مَـوَّهْـتُ نفْسي مُذْ تَماهى في دَمي
آمـنْـتُ أنـكِ يـا حـقـيقةُ كِذبةٌ
آمَـنـتُ أنّ نِـسـاءَ قـلبي غَلطةٌ
ورَمـيْـتَ نـفسَكَ في قِطارِ جُنونِهِ
وَبَـريْـتَ بـي سِكِّينَ غدرِكَ مُمْعِناً
إعْـمـلْ كـما قدْ شِئتَ لسْتُ بآبهٍ
واعْـمـلُ مَحَاجريَ اسْتحَالتْ لهفةً
أخْـطـأتُ مـا قدَّرْتُ كُنهَ حِكايتي
وبـأنّـنـي كنْتُ المُغَفَّلَ وَلـْتَمْتْ
وَنـسِيتَ أنّي كنتُ أصْدَقَ مَنْ رَوَى
أنـا مـا صَغُرْتُ وإنَّما نَفسي التي
أسَـفـي عَـليَّ أنا ارْتكبْتُ جَريرةً
وأنـا اعْـترَفْتُ بأنَّ رُوحي أذنبَتْ
أسَـفـي عـليّ اخترْتُ قلبَكَ مِنبراً
وَوقـفْـتُ خـلـفَكَ للصّلاةِ مُؤبِّناً
قـاتـلْـتُ نـفْسي واحتمَلْتُ أذيَّتي
شُـكـراً لأنّـكَ ما آحْتملْتَ أمَانتيولـمَـمْتُ نفسَكَ مِنْ يدَيْ مَنْ بدَّدَكْ
وَبـصرْتَ في مَرْأى الغيابِ تجنّدَكْ
ورَوَيْـتَ عـنّـي وافتعَلْتَ تَسيُّدَكْ
رِئـتـي ، وقـدَّدَنـي أذاكَ وقدَّدَكْ
عـنـدي وحَـطّـمَني لديّ تجلُّدَكْ
وعـصـرْتُ ناري في يَديّ لأُوقِدَكْ
وبـأنّـكِ الـكذبُ الذي لَنْ أحْصُدَكْ
قـلمي ، وَخابَ بي آعْترافٌ هَدَّدَكْ
حَـرْقي وأوْراقي ، وصغْتَ تمَرُّدَكْ
ذنـبـي ورَأسـي حُدّ أرْضي ندَّدَكْ
كَـلا ولـسْـتُ مُغرِّراً كي أنْجِدَكْ
فـيّ العروقُ وحزْنُ صوْتي رَدَّدَكْ
وبـأنّـنـي الطُّهْرُ الذي لنْ يُجْحِدَكْ
نَـفـسـي ، وأسألُني عَليكَ لأُبْعِدَكْ
وَدمـي أضـاءَ لكَ الطّريقَ ومهَّدَكْ
مَـنْ ذا تـراهُ إلـيَّ سَهْما سَدَّدَكْ ؟
وسـمـاءُ صوْتِكَ كمْ تُرَدِّد مَوْعِدَكْ
نَـحْـكي ونحلمُ كي تعِيشَ توحُّدَكْ
وشـهـيـقُ روحِكَ يستبيحُ تَجَرّدَكْ
بـيـدي ، فأطْعَمْتُ العروقَ تنهُّدَكْ
وَعـلـى يديْكَ بها اختصرْتُ تبلُّدَكْ
وصـرَخْتَ بي خذْني إليكَ لأُسْعِدَكْ
وطـفـقْتُ أغرَقُ والدُّخانُ توَسَّدَكْ
بَـعْـدي ، ليأخُذَ بالتشرْذمِ مِقـْوَدَكْ
قـدَمـي ، وأطفأني النهارُ وَسَيّدَكْ
ورَضِـيْـتُ منكَ خديعةً كي أُشْهِدَكْ
وعشَقْتَ مَوْتي ، وارْتضيْتُ تبغدُدَكْ
وَحَـرَقـتُ مُصْحفَ آهتي لِيُزَهَّدَكْ
ألـوَاحُ رَمْـلـي إذْ رفضْتُ توَرُّدَكْ
نَـحْـوي ، وَطـيني كَمْ نفاهُ تَعَدَّدَكْ
شـبَّـاكَ حُـزْني واعتقلْتُ تَهَدْهُدَكْ
خَـبـرَاً ، وَكـشَّفَتِ الرّياحُ تعَمُّدَكْ
وبكِ احترَقت وَشلتَ عن عيني غَدَكْ
فـشَـهِقْتُ بالحرفِ الذي كمْ رَدَّدَكْ
مَنْ ذا تـُراهُ على الأذى قد عُوّدَكْ ؟
لأراكِ لـو خُـيِّـرتُ كنتُ مُجَنّدَكْ
مِـنْ أنْ يُـعَـطِّرَ في دِماها مَعْبَدَكْ
وَجـعـي وَأوَّلني السّرابُ وَغَرّدَكْ
وإلـى الـذي أدْمـاكَ زِدْتَ توَدُّدَكْ
وبـأنّـنـي صَـدّقْتُ مَنْ قدْ سوَّدَكْ
حـتّـى يَـدوسَكِ في خُطاهُ ويُوقِدَكْ
وَشـهِـدْتَ تـأبيني وَكنْتُ مُهنَّدَكْ
أقـسَـمْـتُ أنّـي لنْ أعيدَ تَجَدّدَكْ
وَمـدامـعـاً فـيها كوَيْتَ مُغَرِّدَكْ
ونـسـيْـتَ أنّي للهُدى مَنْ أرْشَدَكْ
طُـرُقُ الـحـنينِ إليكَ حتّى أفْقُدَكْ
بـحِـكـايةِ المَعْنى الذي لَنْ يُسْعِدَكْ
كَـبُـرَتْ .وإنّي كمْ كَرِهْتُ تَشُرّدَكْ
وأنـا اعـتنقتُ بكَ الضَّلالَ لأُسْنِدَكْ
إذْ أنّـنـي صَـيَّرْتُ نَفْسي هُدْهُدَكْ
فَـمَددْتَ في أقْصى ضُلوعي مِبْرَدَكْ
مَـوْتي وَزِدْتَ على الجنوحِ تَبدّدَكْ
ورَأيْـتُ قـلـبي في قرارِكَ أيْدَكْ
فـأنـا لـقـدْ أقسَمْتُ لا لنْ أعْبدَكْ