أكتبْ قصيدَك بالدماءْ

أكتبْ قصيدَك بالدماءْ

رأفت عبيد أبو سلمى

[email protected]

[email protected]

( مهداة إلى روح الشاعر / أحمد سمير  أحد شهداء الثورة المصرية

في جمعة الغضب رحمه الله تعالى وجميع الشهداء رحمة  واسعة )

********

أكتبْ  قصيدَكَ بالدماءْْ

وامسحْ بها رأس القصائدِ

كي تخففَ من مرارةِ يُتـْمِها

الآنَ عانقتَ السماءْ

وتركتَ خلفك نبْضَ شِعْرَكَ

لم يَمُتْ

فالشعرُ ثارْ

والدمُّ   ثارْ

وبلغتَ في أفق الوفاء نهايتـَكْ

أطلقتَ قافية الدماء أبية ً

كلُّ القوافي بعدها

صارتْ هباءْ

عاشتْ يمزقها الفناءْ

وكأنّ بالشعراء داءْ

هي رعشة الرعديدِ

تطلبُ منكَ ترياقَ الشفاءْ

***

أكتبْ قصيدك بالدماءْ

فإذا أطلّ لمجدنا يوما صباحْ

دعني أطأطأ هامتي

للباعثين حياتنا

في ثورةٍ قد علمتْ

في ثورةٍ ما استسلمتْ

قد صافحتْ إشراقة الفجر الجديدْ

قد عانقت إطلالة الزمن السعيدْ

حرية ٌ هي  هاهنا إني أراها

وأشمُّ في جنباتِ مصرَ

 بكلِّ  ناحيةٍ  شذاها

بالوفاء و بالفداءْ

****

أكتب قصيدك بالدماءْ

عاد الصهيلُ إلى حناجر خيلنا

دبّ الصباح دبيبه في ليلنا

كلُّ المخاوف إذ تفرُّ من القلوبِ

تقول إنك يا شهيدُ أخفتـَها

كل المكارم إذ تعودُ إلى النفوس

تقولُ إنك يا شهيدُ أعدتـَها

يا صانعَ العز الأبيِّ

يا عاشقَ المجدِ العصيِّ

مَن خط َّ عُمْرا ً ثانيا ً

لكنْ بضخاتِ الدماءْ

عُمْرا ً جديدا ً للوطنْ

وكشفتَ عن وجه الحياهْ

وقهرتَ أفئدة الطغاهْ

قد كنتَ تبحثُ عن سكنْ

طابَ السكنْ

ما غاب وجهُكَ

خلف أستار الكفنْ

والليلُ ولي والظلام القـُحُّ

وارتحلَ العفنْ

يا صانعا ً فينا الإباءْ

***

أكتبْ قصيدك بالدماءْ

أعدِ القوافي حرة ً

أطلقْ  لها أقصى عنانْ

فالخوفُ بدَّدهُ الأمانْ

والعدلُ يوشكُ أن يعودْ

والشعبُ أضحكه البكا

قد حطم اليومَ القيودْ

يستسهلُ الدَّربَ العسيرْ

قد أدمن اليومَ  المسيرْ

فاهنأ بشعبكَ يا سميرْ

إذ  لم  يخبْ  فيه الرجاءْ

****

أكتبْ قصيدك بالدماءْ

ضُخ َّ الأملْ

الآنَ أنظرُ في عيون صغيرتي

فأرى الشموع ْ

وأرى الحياة جميلة ً

فضحكتُ وانسكبتْ دموع ْ

تحتَ  نور الشمس ِ

قد أضحى لأمتنا  مكانْ

يا حامل الصبح النديِّ إلى الحياهْ

هاتِ قوافيكَ الحِسـانْ

قلـِّدْ  بها جـِيدَ الزمانْ

وانثرْ على الكون الضياءْ

وافرحْ بعرسكَ في  السَّماءْ

في قصْر ِ  رَبَّاتِ العفافْ

قد  حانَ  موعدُكَ السعيدُ

مع الزفافْ

قد حانَ موعدُكَ السعيدُ

مع الزفافْ