أنا الشّعبُ

رائد عبد اللطيف

[email protected]

· إهداء إلى الشعب العربي الحر.

(1)

أنا الشَّعْبُ..

أنا الشَّعبُ..

أنا في رايةِ الثُّوارِ أنتصِبُ

أنا الحريةُ الحمراءُ، تَلتَهِبُ

.

أنا جَمْرٌ..

أنا البُركانُ

يُطفِئُني، فألتَهبُ

.

أنا ماءٌ..

أنا الطُّوْفَانُ

يُبْعِدُنِي، فأَقَترِبُ

.

أنا يومٌ بلا زمنٍ

أنا مثلُ القيامَة ِ

فوقَ رأسِ الكُفرِ أَنقَلبُ

(2)

أنا ما عُدْتُ جاريةً

لمَنْ سَلبُوا ومَنْ نَهبُوا

فما استَقْسَمْتُ بالأزلامِ

ما أغَرَتْ بيَ الكُتُبُ

تركتُ عبادةَ الأصنامِ

في عَقلِ الهَوى تَثِبُ

فلا  لاتٌ، ولا هُبَلٌ

ولا نَسْرٌ، ولا نُصُبُ

ولا فرعونُ يَسجنُنِي

 يعذِّبُنِي، فأنتحِبُ

فمنذُ الآن أعتَقنِي دَمُ الشَّهدا

وسَجَّلَ فوقَ ناصِيَتِي:

"هُنَا العَرَبُ"

 (3)

أنا الشَّعبُ..

أنا جيشٌ بلا هاروتْ

فهلْ يأتيْ إليَّ النَّصْرُ

قبْلَ الموتْ؟!

أنا شمسٌ بلا فَلَكٍ

سأُشرِقُ مِنْ ثنايا الجرْحِ

مِنْ زيتونَةٍ في القُدْسِ

مِنْ ليلٍ على بَغدَادَ

مِنْ مَيْتٍ بلا تابوتْ

وأصرخُ مِنْ صَميمِ الصَّوتْ:

ألَا تَبَّتْ يدُ الطَّاغُوتْ

وتَبَّتْ كلُّ أيْدي البَطْشِ

 من نجدٍ.. إلى بيروتْ