الكتاب الأخضر

رائد عبد اللطيف

[email protected]

بعد مجزرة بنغازي والتي راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد من شباب ليبيا على أيدي مرتزقة  القذافي:

لَمْلِمْ كلابَكَ ما أراكَ مُعَمِّرا

 واقْرَأْ على الموتى "كتاباً أخضَرا"

أَحرِقْ كتابَكَ لم نعدْ نَرضى بهِ

 ليسَ الكتابُ، ولستَ أنتَ مُعَمَّرَا

بِئْسَ الكتابُ، وبئْسَ مَنْ قدْ خَطَّهُ

 إنْ كانَ من دمعِ الشّعوبِ مُسَطَّرا

لَمْلِمْ كلابَك لسْتَ تقتُلُ ثورةً

 وسيكتُبُ الثوارُ حَرفاً أحمَرَا

ما بالُ عقلِكَ -يا عقيدُ- مكبَّلاً

 في سلطةِ الكرسِيِّ صارَ مُخَدَّرا

ذبَّحْتَ ليبْيا شيبَهَا وشبابَهَا

عارٌ عليكَ بأن تكونَ مُحَرِّرَا

أنهكتَ شعباً لم يذقْ حريَّةً

 وسطوتَ في نهبِ البلادِ مُشمِّرَا

أطلقْ رصاصَكَ واستعذْ بالله مِن

 أن تقتلَ الأحلامَ أو أن تُقْهَرَا

واصنعْ لذاكَ البحرِ ألفَ سفينةٍ

 لمْ تمنعِ الإعصارَ أنْ يتهوَّرا

لن يخمِدَ البركانَ صوتُ رصاصةٍ

 فهوايةُ البركانِ أنْ يتفجَّرا

يا شعبَنا. النَّصرُ: صبرُكَ ساعةً

 نِعْمَ الذي في الحقِّ كان الأصْبَرا

صبراً فتلكَ ولادَةٌ قسريَّةٌ

 رحِمُ الأسَى مِن فيضِ جُهدِك أثْمَرا

أبصرتُ شمسَكَ حرَّةً وطليقةً

 وعشقْتُ صبْحَك ثائراً ومحَرَّرا

والليلُ في قلبِ العقيدِ مُخيِّمٌ

 أحْرَى بليلِ الظلمِ أنْ يتبَعثْرَا

قد كنتَ تعرفُ- يا معمّرُ- داءَهُمْ

 لكنَّ جهلَكَ للأمورِ تَطوَّرا

يا فاتحَ القبرَ الكبيرَ لنفسِهِ

 أنَّى لقبرِكَ أن يكونَ مُنوَّرَا

أَبصِرْ فنَعشُ الظلمِ باتَ مشيَّعاً

 جسداً على كَتِفِ الشّعوبِ مبَعثَرا

ولسوفَ تُنحَرُ كالخروفِ بأرضِهمْ

 وتموتُ- يابنَ الظالمينَ- مُحَقَّرا

فاقْرَأْ على روحِ الشهيدِ كتابَهَ

 واقْرأ لقتلاكَ "الكتابَ الأخضَرا"

                

*  الكتاب الأخضر: كتاب ألفه معمر القذافي إبان ثورته، وهو بمنزلة كتاب مقدس لديه.