إلى شعب مصر العظيم

نظرة للماضي والحاضر والآتي

عدنان إستيتيه ( أبو يعرب )

[email protected]

يا قاهره! يا ابنة ابن العاص

والفاروق، وكل شوامخ التاريخ،

يا قمة الزمن الموشى بالحرير

يا ذكر رمسيس وفرعون وموسى

يا بنت منحوتب وأخناتون

وجوهرة المعز الفاطمي:

فيك الحلم والرؤيا

وفيك البشر.

أنت منارة الأفق المضمخ

بالحكايا الخضر...

بالحناء... بالكافور

وأم الكون أنت

أنت الأب...أنت الجد...

فكيف يهون فيك الجرح

وكيف نفارق الذكرى؟

فمن عينيك وقد النار

وفي كفيك قود الثار

وأنت سفينة ماجت بها الأنواء

وما سكنت بها الأقدار

تغالبها شرور الغرب

ما حفلت بما يأتي..

وما تاهت بنور الدرب

لم تحفل بما يسفوه

موج الغرب...

فكنت منارة...

..قنديل أهل الشرق

لا يخبو مع الأيام

يا ذكر "مينا"

أنت ذكر فراعن الأيام

ذاك الفاتح الجبار

من أهدى لعين الشمس

مغربها

وطاف على رؤى الأقدار

عانق مجمع النهرين والبحرين

طاول مجد عزهما

وغازل مجده "ممفيس"

وقارع باب كل مفارق الأمجاد

فكيف يهون فيك الجرح

كيف نقارق الذكرى؟

=

نلملم جرحنا فيكِ

ونشرب من مياه النيل

يروينا ويرويك

ونحفن من ثراك الطهر

نحضن نخلة...تسخو..

وتعطي من جنى رطب شهي

ليس ذا سغب

وتسقينا على ظمأ

فنشكر ربها...رباً أتاها

الخير والخيرات

وأنبت من ثراها المن والسلوى

وأخرج من خبيئ الأرض

آياتٍ وآيات

فصارت درة الدنيا

وعادت أمنا والأب

فكيف يهون فيك الجرح

كيف نفارق الذكرى؟

=

يا مصر..قد مرت بنا الأيام

لم نحفل بعمرٍو أو صلاح الدين

ولم نحفل بمن حفروا

بعين الشمس ذكرهم

وما هزتهم الأرزاء والآثام

فعدنا لا نرى للمجد موئله

وتالد عزنا ولّى

نقارع حسرة تترى

ونشرب من ضريع الهون

ما غصت به الأحلام

والذكرى.

=

يا مصر...يا بنت ماء النيل!

وسنبلة بها ألف

وألف فيه ألف

ما عاد يقنعنا فطور

الزيت والزيتون والزعتر

ولا جبن من الجاموسة المدرار

وصرنا نتقن التغريب

ونأكل منه وجبات من "البيتزا"

وأكوام من الأشياء

أكوام "همبرغر"

نقطّّعه بسكين

ونقضمه بشوك لا يرى الكفين

من يمنى ولا اليسرى

ولا ندري..أمن حقل أتى؟

أم كان زقوماً بلا مصدر؟

ونشرب من أوان لا ترى

إلا حواشيها...

بها خلٌ.. وفيها ناقع السكر

فكيف يهون فيك الجرح

كيف نفارق الذكرى؟

=

ألا يا مصر.. ما عادت أراضينا

سوى ساح لمن يختال أو يقهر

ويأتيها بشرق أو بغرب

ولا ندري بمن نحفو ومن نكبر

ولا ندري سوى أنّا رعاع

نرتجي ربّاً... نسيناه

فهل ننصر؟

فكيف يهون فيك الجرح

كيف نغالب الذكرى؟

=

يا بنت ذاك الباسق المهيوب

ذلك العملاق...ذي الطلات

ذاك...وذاك

فهو المارد العربي

والنخل العصي على الرماة

ذلك النخل الصعيدي السخي

كان يمطرنا جني التمر

كان عملاقاً شموخاً

كان... ياما كان

كان ذاك المهر

كان عبدالناصر..!

يا بنت عبد الناصر

فكيف يهون فيك الجرح

كيف نغالب الذكرى؟

=

يا مصر عبدالناصر

عودي للم الشمل والآفاق

عودي..فأنت المجد والإشراق

وفيك تفتح الأيام

فيك الداء والترياق

فقد نصبت لنا الآمال رونقها

تصب لنا كؤوس الهيل والعنبر

ومنها هالة للغار والزيتون

فتزهر بالرؤى والحلم ساحتنا

فنجني من لمى الأيام

شهداً يانعاً...سكر

فمن يقلع بريح النصر

ينصر.

=

يا مصر! لا خابت مساعيك

ولا نامت على ضيم لياليك

فأنت الفجر.. أنت العزم

أنت الصحوة الكبرى

وأنت كنانة الجبار

فيك الوعي... فيك الهدي

وفيك تلاقح التاريخ

ينجب عزة تروى

ترددها رياح الكون

ينطق فجرها بالحق:

أن الفجر آت

وأن الشمس تدفؤنا

فننزع منه نور الهبة العظمى

فنحمي الأرض... نحمي العرض

نشيد المجد... نرفع راية بالنصر

فمن يقلع بريح النصر

ينصر.