أوْجزْتُ موْتي
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
أوْجـزْتُ مـوْتـي إذ نـكرُتُ تجهُّمَكْ
وحـصـدْتَ شـوْككَ وابُتليتَ بوخزِهِ
وكـرهْـتُ يُـتـمي في عيونِك بينما
ولِـمَـنْ تُـرانـي أسْـلمتني حَيْرتي
وحـبَـسْـتُ أنـفاسي ببردِ أضْالعي
أنـا طـفلُ روحِكَ فالتمس بي شهقتي
أشْـركْـتُ فيكَ وكنتَ وحدكَ في دَمي
ولأنّـنـي قـد كـنـتُ فـيـكَ متيَّماً
فـنـطـرْتُ دربَـكَ عند خيمةِ أوْبتي
فـبـصـرْتَ غـيْري فاحترقْتُ بنارِهِ
فـسـقـطْتَ في جُبِّ ادِّعائِكَ وانتهَتْ
فـلـمـمْـتَ نفسَكَ في عباءةِ صَبوةٍ
هـا أنـتَ الذي قد بِعْتَ ما بِعْتُ الأنا
وآعْـزفْ إلـى واديـكَ واسْكنْ كهفَهُ
وظـنـنْـتَ نـفسَكَ سوفَ تلبسُ حُلةً
أوجـزْتُ مَـوْتي ، واعتقلتُ جَوارحي
اللهَ مِـنـكَ فـلـسْـتُ أفـهمُ ما يَدي
أرْضـي اشـتـعَلْتُ بروحِها وتفحَّمَتْ
يـا حُـبُّ يـا مَنْ في يَدَيْكَ قـَتـَلْتني
اللهَ مـنـكَ مَـصَـصْتَ حتّى أعْظُمي
فـلـقـدْ شَـدَدْتَ عليَّ سُفْنَ مَواجعي
وَسُـجِـنْـتُ فـي أُفقي وأنْتَ رَدَدْتني
بـلْ كـنْـتُ مـرآةَ الشُّعورِ ترَى بها
فَـفـتَـحْـتُ شـبّاكي إليكَ تزورُني
حـتَّـى مـنـحْـتُ الأرْجوانَ طيوبَهَ
أعـلـنْـتَ دَفـنـي واقترَفْتَ جريرةً
عُـدْ بـي إلـيكَ ، فلنْ تجِدْ في داخلي
أنـا بـعْـضُ طُـوفـانٍ تجمَّرَ هارِبا
أغْـرَيـتـنـي حتّى استحَلْتُ حَمامةً
يـا قـلـبُ ويْحَكَ من جنونِكَ إسْتفقْ
إنّـي أعـدْتُ إلـيـكَ دفـترَ أضْلعي
إنّـي رجـعْـتُ أقـيلُ نفسي في يَدي
خُـذنـي إلـيـكَ تفحَّمَتْ رِئةُ الشّذى
خـذنـي إلـيـكَ أنـا شَواطئُ غربةٍ
أنـا قـد رَضـيْتُ من الأسى حِرمانَهُ
ورضـيْـتُ أنْ تُمسي شهيقَ قصائدي
كـرَّهْـتـنـي حـتـى الحياةَ فجئتُها
يا .كيفَ ترضى ما اجترَحْتَ على المَلا
مـا كـانَ أكْـرمـنـي عليَّ بأحْرُفي
حـتّـى إذا صـارَتْ لـديْـكَ قوادِماً
وَكَـذَبْـتـَنـي ، فلعَنْتَ يوْمَ عَرَفتني
ثِـقْ سـيِّـدي إنّـي كـرِهْـتُكَ بينما
كـرّهْـتـني ، وَكَرِهْتُ حتّى عِيشتي
كـُنّـا مِـداداً ، ثـم بِـعْتَ مَحابري
كـي لا تـراكَ مُـضـيّـعاً بِضِياعِها
فـانـصُـتْ فـبـابُكَ لنْ تدقَّ رِتاجَهُ
تـاريـخُ وجـهِـكَ خَطَّطَتْهُ مراقمي
أنـا ما خسرْتُ وسوفَ ترْحلُ خُطوتي
واعْـلـمْ بـأنَّـكَ يـا حـقارَةَ طينةٍ
كـنْ لـي كـمـا قد شئْتَ لسْتُ بِآبهٍ
نَـفْـسـي تـراوِدُنـي وأنتَ قتلْتَني
نـقِّـبْ تَـجـدْنـي في حروفِكَ نغْمةً
قـسـمـا ، تـذكر بي شوارديَ التي
كـم عـشْتَ ترْعى في مزابلِ أحْرفي
أنـا شـاهـدٌ والـشّـعْرُ يشهَدُ صوْتُهُ
أتـظـنُّ نـفـسَكَ لو حُسِبْتَ شَويْعراً
أنـا شـاهـدٌُ لـلـحُـبِّ أعْلنُ موْتَهُ
أنـا مَـنْ قـتـلتكَ واسترَحْتُ تبصُّراًوعـلـقْـتُ فـيكَ فمَنْ لروحي سَلَّمَكْ
ونـسـيْـتَ نـفسَكَ والتعامي أوْهَمَكْ
أنـا مَـنْ هـويْـتُ وفيَّ قلبُكَ أقْحَمَكْ
وأنـا الـذي بـالأمـسِ بـوْحاً ألْهَمَكْ
فـسـحـقْتُ جرْحي في يديّ وقوَّّمَكْ
مـن ذا تـراه إلـيـك مـوتي علَّمَكْ
وَعـشِـقـْتُ إشْراكي ، وكنتُ مُعَلِّمَكْ
حـطَّـمْـتَ فـي فأسِ الجنونِ مُتيَّمَكْ
لأزيـدَ فـي فـرَحِ الإيـابِ تـبسُّمَكْ
ورَمَـيـتَ نـفسَك في مداهُ لِيَعْصِمَكْ
صـلـواتُ طهْرِكَ حين بحْتَ تظلُّمَكْ
ومـنـحْـتَ نـفسَكَ للضّياعِ لتُرْغِمَكْ
فـاعْرفْ طريقـَك ويحَ جرحِكَ كمَّمَكْ
فـكـهـوفُ قـلـبِكَ ضَلَّلتك لِتُوهِمَكْ
فـلـبـسْتَ موْتكَ واصْطنعْتَ توَحُّمَكْ
وَحـكـمْـتُ بـالإعـدامِ روحاً لمْلَمَكْ
تـبْـغي ، وأنتَ على الأذى ما أشْأمَكْ
رِئـتـي ، وإنّـي قـادرٌ أنْ أرْجُـمَكْ
وأضَـعْـتُ قـلـبي مِنْ يديَّ وَجَرَّمَكْ
مـا كـانَ أرْخَـصـني لديْكَ وأظْلَمَكْ
وتـقـولُ لـي يا حُبُّ مَنْ ذا أرْغَمَكْ
نـحْـوي ، وكنْتُ إلى شِفاهِكَ مَبْسَمَكْ
عـيـنـي ، وَكـفّي مَنْ بقلبي هَنْدَمَكْ
قـبـلَ الـطيورِ وفيكَ شِعْري نَظَّمَكْ
ودِمـاهُ فـيَّ تـبـسَّـمَـتْ لِـتُنَغِّمَكْ
حـتّـى كـأنّـي لـمْ أكنْ مَنْ رَمَّمَكْ
إلا صـراعَ الـنّـارِ فـيَّ لِـتُضْرِمَكْ
مـنّـي إلـيـك بـما يشاءُ لِيَقْصِمَكْ
يـا كـمْ تصيحُ على الغُصونِ لِتُفْهِمَكْ
أجْـريْـتَ فـي ثغْري يتيماً بي دَمَكْ
فـارْسـمْ عـلـيـهـا ما تريدُ تكتُّمَكْ
لأقـولَ خُـذنـي كـالمسيحِ لأرْحََمَكْ
وَبَـكـى نَـدى الـنـوَّارِ فيَّ وَكلَّمَكْ
فـنـزيـفُ صَـمْتي نغَّمةً قد صَمَّمَكْ
ورضـيْـتُ مَـوْتي في يديك لأُعْلِمَكْ
لأكـونَ أوَّلَ مَـنْ بـشِـعْـري قَدَّمَكْ
وحْـدي لأنّـي فـي دمـي لنْ أشْكُمَكْ
مـا كـانَ أكـرَمـنـي عليك وألأمَكْ
فـشَـهِـقْـتُ بالمعنى الذي كمْ رنَّمَكْ
حَـلَّـقْـتَ فـانكَسرَ الجناحُ وَحَطَّمَكْ
ولـعَـنْـتُ قـلـبي عاشقاً مُذْ يَمَّمَكْ
رُوحـي تُـحِـبُّ بِـرَغمِها لنْ أهْدِمَكْ
فـمـتـى تـجـيءُ لكي أراكَ فألثمَكْ
كـيْ لا أراكَ عـلى الطريقِ فترْسُمَكْ
وتـعـودُ تـشرَبُ مِنء وراك تسَمُّمَكْ
كـفِّـي ، لـتـعْلمَ لنْ أجيءَ فأفْحِمَكْ
ونـسـيتَ كيفَ بهش رَسمْتَ تفَحُّمَكْ
وتـظـلُّ وحـدَكَ ، مَنْ يُعيدُ تَشَرْذمَكْ
شـوْهـاءَ تـنْـكِـرُ مَنْ أشَاعَ تنعَُّمَكْ
فـلـديّ مـا يُـغْـني الكلامَ ليهزِمَكْ
بـيـديْكَ ، فالمَسْ في دمائي مِعْصَمَكْ
وأنـا الـذي قـد جـئْتُ قبلكَ مِنْجَمَكْ
فـيـهـا سـأطفيء ما علوْتَ جهنَّمَكْ
لـتـنـامَ عـنـد غُـثائِها كي تنظِمَكْ
صـوْتـي ، وَحَرْفي رُوحُ مابي كرَّمَكْ
لـولايَ مـا كـانَ القريضُ مُتـَمِّمَكْ
خـذنـي إلـيـكَ ، وفيّ حطّمْ مِرقَمَكْ
وأتـيْـتُ قـبـرَكَ كي تقومَ لأرْجُمَكْ