الشعب ثار

محمد جربوعة

الشعب ثارَ الشعبُ ثارْ

الشعب ثارْ

والرأسُ حاولَ...

ثم حاولَ

ثم طارْ

سجّلْ هنا ..

" الليل يعرف كيفَ يكتب نفسهُ

لكنّهُ يُمحى إذا بالنورِ فاجأه النهارْ "

هي قصةٌ معروفة في حيّنا

ولـ "طارقٍ"([1]) نيرانهُ

في " البحر" في "بوزيدَ "..

نحو الانتصارْ

من يحرق ((الأسطولَ)) يحرق ((نفسهُ))

لكنهُ مِن ناره يحيا

ليحرِقَ في "الروايةِ"

كفَّ مَن " شطبَ التبسُّم في الخريطةِ "..

ثم فرّ إلى المطارْ

 الشعب ثارْ

والعالم العصريُّ شاهدَ زهرةً

بيضاءَ

تنفض عن ظفائرها المخالب في الدمارْ

تحيا الشعوبُ..

إذا تململ بائعٌ في شارعٍ

وتمرّدَ الجمهورُ ..

أحرقَ مسرحَ " النيرونِ"

واعتقل "الممثل" و" المدبلِج" و"الستارْ "

الشعب ثارْ

قد يشبه الأمرُ السيولَ تدافعتْ

قد يشبه الأمرُ الحريقَ وهولهُ

قد يشبه البركانَ

يزفرُ من رئات "الناس" أكداس الغبارْ

هذي الشعوبُ ضعيفةٌ

وفقيرةٌ

وجميلةٌ

تمشي على الإيقاعِ في ظل الجدارْ

جوعى وتسعل في الليالي

في مناديلِ السكوتِ صدورَها

وتنامُ كاللوحات في ضيق الإطارْ

لكنها ..

في لحظةٍ ثوريةٍ

تختار مِن أعماقها

كوخا ..

وتُخرِج للزعامة جائعاً

" أملاكهُ" و"رصيدُه في شعبه" ((بيعُ الخضارْ ))

هذي الشعوب عجيبة وغريبةٌ

وتفاجئ الجغرافيا

بالقيد يَسقط عن جراح الرسغِ

في بلدٍ أُحيطَ برسمةٍ حمراءَ تعلنُ أنهُ:

" عَظمٌ رميمٌ حولهُ سلْكُ الحصارْ"

هذي الشعوب غريبةٌ

وتفاجئ "التخطيطَ "

تُربك في التسلسلِ موتَها

 وتقوم تنفض "مُسكرات الموتِ" بعد الاحتضارْ

هذي الشعوبُ

حزينةٌ

قد تشرحُ الدمع المرابط في الحواجبِ والعيون ببسمةٍ

قد تشرح السنواتِ

 تحسب حزنها

بالشيب في شَعر الصغارْ

هذي الشعوب حبيبة الجدرانِ

في مشي السلامةِ

في اتكاء العاطلينَ

وفي سطور الحُلمِ تُرسمُ

- في ارتباك والتفاتٍ - في الجدارْ

هذي الشعوبُ بئيسةٌ

ممنوعة في الصرفِ

تجهل ما يقالُ وما يُسال وما يُمالُ   

وما يدور وما يدارْ

أميّةٌ..

لا تعرفُ الأرقامَ أكثر من أصابع كفّها

لا تحفظ القرآنَ أكثرَ مِن ثلاثٍ للصلاةِ وللتعوّذِ

 في " القِصارْ"

لكنها تدري..

وتعرف كيف تكشف صدرها المحروقَ

في وجه التتارْ

هذي الشعوب عجيبةٌ

طوفانها في نارها

وحياتها في الانتحارْ

                

[1] - ثنائية النار وطارق ، من طارقبن زياد إلى طارق البوعزيزي المدعو "محمد".