وَهَجٌ مِن اشْتِعَالِ أَوْرِدَةِ الْيَاسَمِينْ

سعود بن حمد الظفري

وَهَجٌ مِن اشْتِعَالِ أَوْرِدَةِ الْيَاسَمِينْ

سعود بن حمد الظفري ( أبو الجلندى )

بِتُونُسَ آياتُ فَجْرٍ تَجَلَّى

فَخَرَّ الظَّلامُ صَرِيعَا

تَرَمَّلَ وَجْهُ الْمَسَاءِ وَأَضْحَى سَرَابًا كَلَوْنِ الْفَرَاغِ

نَصِيْفُ الْخَطَايَا سَقَطْ

عَلَى عَتَبَاتِ مَسَالِكِ وَجْهِ الشُّرُوقِ وأنْبَتَتِ الأَرْضُ بَوْحَ سَنَابِلِ قُوْتِ الْبَقَاءِ

وَظَهْرُ الْجَفَافِ انْكَسَرْ

أَتَى وَعْدُ يُوْسُفَ مُكْتَحِلا بِوِلادَةِ فَجْرِ الصُّمُود لِشَعْبٍ أَرَادَ الْحَيَاةَ فَرَوَّضَ أَمْوَاجَ جَنْكِيْزَ أَلْقَى قُيُودَ الْمِهَادِ وَثَوْبَ الْوَجَعْ

بِهِ قَلْبُ يَعْقُوبَ تَاللهِ يَفْتَأُ يَذْكُرُ رُؤْيا السُّجُودِ وَيُرْضِعُ هَذَا الْهَوَاءَ الْمُشَرَّدَ رُوْحَ انْبِلاجِ الْحُضُورِ وَنَبْضَ اخْضِرَارِ دَوَاوِينِ زِنْزَانَةٍ مِنْ قَلَقْ

يَسِيرُ انْتِحَارًا

لِتَنْمُوَ فِي كَفِّهِ الْمِئْذَنَهْ

وَيَذْبُلُ صَوْتُ الشَّتاتِ إِذَا جَاءَ اللهُ أَكْبَرْ

وَذَاكِرَةٌ لِلْتُرَابِ تُغَنِّي

تَجِيئُونَ مَوْتًا

أَجِيءُ حَيَاةً

وَأَنْسُجُ مِنْ دَمْعَةِ الْحُبِّ سَوْط َعَذَابٍ لِفِرْعَوْنَ وَالسَّامِرِيّ

بّنِيَّ فَلا تَرْكَنُوا لِكِتابِ الْغِيَاب ِ

وَلا تَدْخُلُوا مِنْ بُيُوتِ الْوَهَنْ

وَكُونُوا سَمَاءَ الْوَطَنْ

فَإِنَّ دَمَ الْخالِدِينَ مَفَاتِيْحُ شَمْسِ الْوَطَنْ

وَقَدْ نَضِجَ الْيَوْمَ سِرُّ السَّنابِلْ

وَأَنْبَتَتِ الأَرْضُ يَقْطِيْنَةً لِلْعَرَاءِ

وَدِينُ الْمَشَانِقِ يَحْمِلُ فِي قَلْبِهِ جَذْوَةً مِنْ سُيُوفٍ لِنَارِ الْغَضَبْ

وَفِرْعَوْنُ يُوصِدُ كُلَّ السُّحُبْ

وَمِلءُ يَدَيْهِ عَطَشْ

وَالشَّعْبُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ الرَّمْلِ أَنَّ النَّخِيْلَ يَمُوتُ وَظِلُّ النَّخِيْلِ شِفَاهُ الْحَيَاةِ وَشَهْدُ النُّفُورِ وَعَيْنُ الْقَدَرْ

حَدِيثُ الْعَبَاءَاتِ وَلَّى

وَأَبْصَرَ زَهْرَ الْخُلُودِ

غَيْمُ الْيَتَامَى

وَجُرْحٌ بَكَى مِنْ سُفُورِ الْغَبَشْ

سَتَنْمُو بِتُونُسَ مِلْيُونُ سُنْبُلَةٍ مِنْ كِتابِ مُحَمَّدْ

لِيُزْهِرَ وَجْهُ الْوَطَنْ

بِجُرْحِ الْفِدَاءِ

وَطُوبَى لِتُونُسَ شَعْبٌ أَرَادَ الْحَيَاةَ