أنا القِبْطِيُّ

سيد جودة

مصر / هونج كونج

أنا القِبْطِيُّ

في قلبي هلالٌ فوقَ تلِّ الحُلمِ مصلوبٌ

أصلِّي الفجرَ والأيامُ ناعِسَةٌ

وأسْعَى كي أشدَّ الحبلَ في لاهوتِ قلبي

تصدحُ الأجراسُ ضاحكة ً:

صباحُ الخيرِ يا أرضَ الكِنانةِ

مَنْ أتاكِ وحلَّ فيكِ

وعاشَ فوقَ ترابِ خيركِ

نامَ في أحضانِ نخلكِ

آمنًا يُمْسِي ويُصْبِحُ

كالطيورِ على ضِفافِ النيلِ

تغزلُ من نسيمِ الصبحِ أمْنَ مسائِها الآتِي

وترْحَلُ في السِّماءِ صلاة َ صوفيٍّ

وصُلْبانًا تطيرُ بشارةً للغيمِ

أجنحة ً من القرآنِ والإنجيلِ

تحضنُ بينها وطنًا

عليهِ سلامُ رَبِّ المَشْرِقَيْنِ

تبسُّمُ العذراءِ يغمرهُ بآي النورِ

وَلِّ الوجهَ شطرَ الليلِ أو شطرَ النهارِ

فحيثما وليتَ ثمَّ كِنانةٌ تدعوكَ:

يا قبطيُّ

قُمْ أذِّنْ

ودُقّ الجرْسَ في ساحِ السلامِ وقُلْ:

أنا القبطيُّ

في قلبي هلالٌ فوقَ تلِّ الحلمِ مَصْلوبٌ.