سمت السماك

ربيحة الرفاعي

[email protected]

خـلـتُ الـحـروفَ بديعها iiوبليغها
وحـسـبـتـنـي في واحتي جبّارة
وحـسـبـتُ كلَّ الشعرِ حلواً iiسامياً
حـتـى مـررتُ من القصائد iiبالتّي
فـإذا  حـروفـي في حياءٍ قدْ iiخبتْ
وإذا الـقـصـائـد كلها في iiناظري
أيـن الـقـلائـد عُـلّقتْ إذ iiعُلّقتْ
فـسَـمَـتْ وأعلَنَت المدى حكراً لها
تـحـكي  عنِ الأوطانِ بيعتْ iiخلسة
عـن غـابٍـة فـيـها المروءةُ iiسُبة
حـيـثُ الـغـواني يزدهينَ iiتَبطّراً
والـنـذلُ  يـغدو في المتاهةِ iiفارساً
ويـتـيـهُ  زنـديـقٌ ويسمو مارقٌ
ويـعـربـدُ  الباغون في iiعَرَصاتنا
يـتـنـاوشونَ  على العروشِ iiكأنما
مـن أمـةٍ بـاتـتْ تـعضّ iiنواجذاً
تـبـكـي عـلى ماضٍ تولّى iiتاركاً
تـبـكـي  قـلوبَ المالكين iiلأمرها
فـذهـلـتُ لا أمـلاً وما أرجو iiهنا
لـكـنـه  الـشـعرُ المحلقُ iiساخراً
صِـدْقُ  الشعورُ وشعرُ صدقٍ iiهالني
والحرفُ يتلو الحرفَ في صورٍ تشي
يـا لـلـبـلاغةِ ! أيّ سحرٍ iiساقني
لأرى حـروفَ الـشعرِ مجداً iiيُجتبى
يـا لـلـقصيدةِ أخرستْ بي iiشاعراً
أنـاْ يـا رفـاقَ الحرفِ لست iiفسيلة
فـإذا  نـطـقتُ فبعضُ قولي iiهادرٌ
وأُجـيَّـشُ الأجـنـادَ تـجتازُ iiالفلا
وأبـيـعُ  فـي سوقِ النخاسةِ iiقاتلي
والـغـاصبينَ  حضارتي iiومروءتي
أناْ  غضبةُ الحرفِ الجريءِ iiومنطقي
فـإذا ضـربتُ بنصلِ حرفي iiعاذلي
لـكـنـنـي أنـكَفَأَتْ عليّ قريحتي
وقـرأتُ فـي تـلـكَ المعلقةِ iiانطفا
وعـلـمـتُ  أنّ الشعرَ زلزالٌ iiوبع
يـا لـي وحـظٍ سـاقني لأعودَ iiلل



































فـي الـشـعـر يحلو للخليّ السالي
بـل رَقـلـة وزهـى بـذاك iiمقالي
كـلـواءِ عـزٍ فـي يـدِ iiالمِرْقال*
سَـمَتِ  السِّمَاكَ وما درتْ iiبِرِقال**
وإذا  قـصـيـدي بـالـيَ الأسمال
بـعـضُ ابـتـداعٍ حـالـم iiبكمال
هـيَ ذي الـمـعـلقة الأَتت iiبالتالي
تـحـكـي  هـديـرَ الحقِّ للأجيال
عـن  سـلـطـةِ العملاءِ iiوالأَفسال
وعـلـى  جـبـينِ الغدرِ تاجُ iiلآلي
ويَـتـهـنَ فـي دلٍ بـشـرِّ iiمِحال
فـي  سـاح ذلٍ لاتَ حـيـنَ iiقتال
ويُـسـامُ سـامـي القومِ سوءَ iiفِعال
بـظـهـيـرةٍ غـراءَ تـحرقُ iiآلي
يـتـنـاوبـونَ  غـصـيبةً iiبنزال
فـي  لـوعـةِ الـترويعِ iiوالأمحال
فـيـنـا ومـيـضـاً آيـلاً iiلزوال
ريـنٌ  فـطَـبْـعٌ ثُـمّ iiبـالإقـفال
عـزاً  بـإقـرارٍ بـسـوءِ iiالـحال
مـن  أهـلِ تـسـويفٍ ومنْ iiإمهال
فـيـه الـنـبـوغُ بروعةِ iiاستهلال
بـبـديـعِ  رسـمِ الـقولِ iiللأهوال
لأرى  هـنـا نـخلَ القصيدِ iiالعالي
بـخـريـدةٍ فـيـهـا فَطَنْت لحالي
مـالـي أنـا والـشعرِ ؟ يا لخيالي!
يـعـلـو هبوبَ الريحِ بعضُ iiمقالي
ومـراكـبـي فـي بحرِ شعرٍ iiعالي
وأُسَ_ـوِّقُ الأرذالَ ب_ـالأغ_ـلال
والـضـاربـيـنَ خـيامهمْ iiبرمالي
والـخـانـعـينَ،  مُقَطِّعي iiأوصالي
يـطـأُ  الـبـغاةَ ..رؤوسَهم iiبنعالي
فـزؤامُ  مـوتٍ طـالـهُ iiبـنصالي
ونـسـيـتُ  قـافيتي وطارَ iiعقالي
ء الـحـرفِ فـيَّ وقدْ فقدتُ iiظلالي
دَ مـرورهـا بـي لـمْ أجدْ iiزلزالي
كـتّـابِ  بـعـدكِ ربـقـةَ الأنفال

*المِرْقال: لقب هاشم بن عُتْبة الزهري لأَن عَلِيًّا، عليه السلام، دفع إِليه الراية يوم صِفِّين فكان يُرْقِل بها إِرْقالاً

**السِّماكُ: نجم معروف، وهما سِماكانِ:الرامح والأعْزَلُ وهما في برج الميزان